نشأتها وبداية حياتها المهنية
ولدت شيلا كاسيدي في لندن، المملكة المتحدة. تلقت تعليمها في مدرسة سانت ماري، وأكملت دراستها في الطب في كلية سانت بارثولوميو في عام 1960. بدأت حياتها المهنية كطبيبة في المستشفيات البريطانية، ثم عملت في مجال الصحة العامة. اهتمت كاسيدي بشكل خاص بالمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة و مميتة، مما قادها إلى الاهتمام بالرعاية التلطيفية.
العمل في الرعاية التلطيفية
بدأت كاسيدي عملها في الرعاية التلطيفية في أوائل السبعينيات، حيث عملت في مستشفى سانت كريستوفر في لندن، وهو أول مستشفى متخصص في الرعاية التلطيفية في المملكة المتحدة. في ذلك الوقت، كانت الرعاية التلطيفية مجالًا جديدًا نسبيًا للطب، وكان يركز على تخفيف الألم والأعراض الأخرى للمرضى الذين يعانون من أمراض لا يمكن علاجها، مع التركيز على الجوانب النفسية والروحية والاجتماعية للرعاية. آمنت كاسيدي بأهمية توفير الرعاية الشاملة للمرضى في نهاية حياتهم، بما في ذلك الدعم النفسي والاجتماعي لمرضاهم وأسرهم.
شاركت كاسيدي في تأسيس العديد من دور الرعاية التلطيفية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في المملكة المتحدة وأيرلندا. عملت كمستشارة في مجال الرعاية التلطيفية، وقدمت التدريب للمهنيين الصحيين حول هذا الموضوع. ساهمت في تطوير معايير الرعاية التلطيفية، وعززت الوعي بأهمية الرعاية التلطيفية في جميع أنحاء العالم.
الاعتقال والتعذيب في تشيلي
في عام 1977، سافرت كاسيدي إلى تشيلي للعمل كطبيبة مع منظمة خيرية. اعتقلت من قبل نظام بينوشيه العسكري للاشتباه في تقديم المساعدة للنشطاء السياسيين المعارضين للنظام. تعرضت للتعذيب أثناء احتجازها. بعد إطلاق سراحها، عادت إلى المملكة المتحدة، وأدلت بشهادتها حول التعذيب الذي تعرضت له.
أثارت تجربتها في تشيلي اهتمامًا واسعًا، وأصبحت رمزًا للمقاومة ضد الظلم والتعذيب. كتبت كاسيدي كتابًا بعنوان “شهادة”، وصف فيه تجربتها في تشيلي. أصبح الكتاب من أكثر الكتب مبيعًا، وترجم إلى العديد من اللغات. ساهمت شهادتها في زيادة الوعي بانتهاكات حقوق الإنسان في تشيلي، ودعمت حركة المطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين.
الكتابة والنشاط
بالإضافة إلى عملها كطبيبة في الرعاية التلطيفية، كتبت كاسيدي العديد من الكتب والمقالات. تناولت كتاباتها مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الرعاية التلطيفية، والدين، وحقوق الإنسان. من بين كتبها الأكثر شهرة “شهادة”، وهو وصف لتجربتها في تشيلي. كما كتبت “الموت والحياة” و “السماء والأرض” و “قلب الرحمة”.
شاركت كاسيدي أيضًا في العديد من الأنشطة. عملت كمحاضرة في العديد من المؤتمرات والندوات حول الرعاية التلطيفية وحقوق الإنسان. كانت صوتًا مهمًا في الدعوة إلى حقوق الإنسان، وشاركت في حملات لدعم السجناء السياسيين في جميع أنحاء العالم. ساعدت في تأسيس العديد من المنظمات الخيرية التي تدعم الرعاية التلطيفية وحقوق الإنسان.
التأثير والإرث
كان لعمل شيلا كاسيدي تأثير كبير في مجالات الرعاية التلطيفية وحقوق الإنسان. ساهمت في تطوير معايير الرعاية التلطيفية، وزيادة الوعي بأهمية الرعاية الشاملة للمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة. ألهمت شهادتها حول التعذيب في تشيلي العديد من الأشخاص، وأصبحت رمزًا للمقاومة ضد الظلم. لا يزال عملها في الرعاية التلطيفية وحقوق الإنسان مستمرًا حتى اليوم، وتستمر في إلهام الآخرين للعمل من أجل عالم أفضل.
كانت شيلا كاسيدي شخصية مؤثرة في حياتها. أثرت حياتها وعملها على حياة العديد من الأشخاص، وساهمت في تحسين نوعية حياة المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة، وزيادة الوعي بأهمية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
مسيرتها المهنية والجوائز
عملت كاسيدي في العديد من الأدوار القيادية في مجال الرعاية التلطيفية، بما في ذلك رئيسة الجمعية البريطانية للرعاية التلطيفية. حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات لعملها، بما في ذلك وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE) عام 1993، تقديراً لخدماتها في مجال الرعاية التلطيفية.
أعمالها الأدبية
تركت شيلا كاسيدي إرثاً أدبياً هاماً. كتبت العديد من الكتب والمقالات التي استعرضت تجاربها في الرعاية التلطيفية، بالإضافة إلى مواضيع أخرى مثل الإيمان والروحانية والعدالة الاجتماعية. ساعدت كتاباتها في زيادة الوعي بأهمية الرعاية التلطيفية، ودعت إلى إنسانية أكبر في التعامل مع الموت والمرض.
- شهادة (1979): وصف لتجربتها في التعذيب في تشيلي.
- الموت والحياة: تأملات في الرعاية التلطيفية (1991): تأملات في قضايا الموت والحياة، مستوحاة من عملها في مجال الرعاية التلطيفية.
- السماء والأرض: رحلة روحية (1995): استكشاف للعلاقة بين الإيمان والتجربة الإنسانية.
- قلب الرحمة (2000): دراسة حول الإحسان والرحمة في سياق الرعاية الصحية.
مساهمتها في الرعاية التلطيفية
كان لشيلا كاسيدي دور فعال في تطوير وتوسيع نطاق الرعاية التلطيفية في جميع أنحاء العالم. عملت على:
- تعزيز الوعي: من خلال كتاباتها ومحاضراتها، ساعدت في زيادة الوعي بأهمية الرعاية التلطيفية وأهميتها.
- التدريب: قامت بتدريب العديد من المهنيين الصحيين على تقديم الرعاية التلطيفية.
- دعم المرضى وأسرهم: عملت على توفير الدعم الشامل للمرضى الذين يعانون من أمراض مميتة وأسرهم.
- الدعوة: دعت إلى توفير الرعاية التلطيفية للجميع، بغض النظر عن حالتهم أو موقعهم.
رؤيتها للقيمة الإنسانية
تؤمن شيلا كاسيدي بقيمة كل إنسان، بغض النظر عن حالته الصحية أو وضعه الاجتماعي. يعكس عملها في الرعاية التلطيفية هذا الإيمان، حيث تسعى جاهدة لتوفير الرعاية الشاملة للمرضى في نهاية حياتهم، مع التركيز على الجوانب النفسية والروحية والاجتماعية للرعاية. ركزت على أن الموت جزء طبيعي من الحياة، و يجب أن يتم احترامه بكرامة.
النشاط السياسي والدعوي
لم تقتصر مساهمات شيلا كاسيدي على المجال الطبي. شاركت في العديد من الأنشطة السياسية والدعوية، وخاصةً في مجال حقوق الإنسان. عملت على:
- الدفاع عن حقوق الإنسان: ساهمت في تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وخاصةً في أمريكا اللاتينية.
- دعم السجناء السياسيين: شاركت في حملات لدعم السجناء السياسيين، وتوفير الدعم لهم ولأسرهم.
- المطالبة بالعدالة: دعت إلى العدالة والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان، والعمل على منع تكرارها.
مشاركتها في المجتمع
شاركت شيلا كاسيدي بفعالية في مجتمعها، وعملت على:
- تثقيف الجمهور: شاركت في العديد من المحاضرات والندوات لتثقيف الجمهور حول قضايا الرعاية التلطيفية وحقوق الإنسان.
- بناء الجسور: عملت على بناء الجسور بين مختلف الثقافات والأديان، وتعزيز التفاهم المتبادل.
- تشجيع العمل التطوعي: شجعت الآخرين على المشاركة في العمل التطوعي، والمساهمة في خدمة المجتمع.
تأثيرها على الأجيال القادمة
تعتبر شيلا كاسيدي نموذجًا يحتذى به للأجيال القادمة من الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية والناشطين في مجال حقوق الإنسان. ألهمت قصتها الكثيرين للعمل من أجل عالم أفضل، حيث يتم احترام كرامة الإنسان، و يتم توفير الرعاية الشاملة للجميع. لا يزال إرثها مستمرًا في التأثير على حياة الناس في جميع أنحاء العالم، من خلال عملها في الرعاية التلطيفية، وكتاباتها، وأنشطتها الدعوية.
مساهماتها المستمرة
على الرغم من تقدمها في السن، لا تزال شيلا كاسيدي تساهم في مجالات الرعاية التلطيفية وحقوق الإنسان. تشارك في:
- المحاضرات: تستمر في إلقاء المحاضرات في المؤتمرات والندوات حول الرعاية التلطيفية وحقوق الإنسان.
- الكتابة: تواصل الكتابة عن تجاربها وآرائها في مجالات الرعاية التلطيفية وحقوق الإنسان.
- العمل التطوعي: تواصل المشاركة في العمل التطوعي، وتقديم الدعم للمنظمات التي تعمل في مجالات الرعاية التلطيفية وحقوق الإنسان.
خاتمة
شيلا كاسيدي شخصية استثنائية تركت بصمة واضحة في مجالات الرعاية التلطيفية وحقوق الإنسان. من خلال عملها كطبيبة وكاتبة وناشطة، ساهمت في تحسين حياة العديد من الأشخاص، وزيادة الوعي بأهمية الرعاية الشاملة للمرضى في نهاية حياتهم. كما ألهمت قصتها الكثيرين للعمل من أجل عالم أفضل، حيث يتم احترام كرامة الإنسان، وتتوفر العدالة للجميع. إن إرثها سيستمر في التأثير على الأجيال القادمة.
المراجع
- The Guardian – Sheila Cassidy obituary
- Goodreads – Sheila Cassidy
- Wikipedia – Sheila Cassidy
- Amazon – Testimony by Sheila Cassidy
“`