<![CDATA[
تاريخ الشركة
تأسست الشركة في عام 1836 على يد جيمس ناسميث، وهو مهندس اسكتلندي موهوب، وهولبروك جاسكيل، وهو رجل أعمال. اختار ناسميث موقعًا بالقرب من قناة بريدج ووتر في باتريكروفت، مانشستر، لسهولة الوصول إلى وسائل النقل المائية، ومن هنا جاء الاسم الأصلي “مسبك بريدج ووتر”.
بدأ ناسميث العمل في ورشة صغيرة، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة في إنتاج آلات دقيقة وموثوقة. كان أحد ابتكاراته الأولى هو آلة تشكيل الصفائح، التي أحدثت ثورة في صناعة السكك الحديدية. كما قام بتطوير المطرقة البخارية، وهي آلة قوية تستخدم في تزوير المعادن الثقيلة، والتي أصبحت فيما بعد واحدة من أشهر اختراعاته.
شهدت الشركة نموًا سريعًا خلال السنوات الأولى، مدفوعة بالطلب المتزايد على الآلات الثقيلة. في عام 1840، انضم هولبروك جاسكيل إلى الشركة كشريك، مما وفر رأس المال والخبرة التجارية اللازمة لتوسيع نطاق العمليات. تم تغيير اسم الشركة إلى ناسميث، جاسكيل وشركاه.
منتجات الشركة
تخصصت ناسميث، جاسكيل وشركاه في إنتاج مجموعة واسعة من أدوات الآلات الثقيلة، بما في ذلك:
- المحركات البخارية: قامت الشركة بتصنيع محركات بخارية لمجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك المصانع والمناجم والسفن.
- المكابس الهيدروليكية: كانت المكابس الهيدروليكية من ناسميث تستخدم في عمليات تزوير المعادن والضغط والرفع.
- آلات تشكيل الصفائح: لعبت هذه الآلات دورًا حاسمًا في صناعة السكك الحديدية، حيث استخدمت لتشكيل صفائح معدنية لمكونات السكك الحديدية.
- المطارق البخارية: كانت المطارق البخارية من ناسميث تستخدم في تزوير المعادن الثقيلة، مثل قضبان السكك الحديدية وعمود الحدبات للمحركات.
- المخارط: قامت الشركة بتصنيع مجموعة متنوعة من المخارط، بما في ذلك المخارط الثقيلة المستخدمة في تشكيل مكونات الآلات الكبيرة.
- المثاقب: كانت المثاقب من ناسميث تستخدم في حفر الثقوب في المعادن والخشب والمواد الأخرى.
كانت منتجات ناسميث، جاسكيل وشركاه معروفة بجودتها العالية ودقتها ومتانتها. تم استخدامها في مجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك السكك الحديدية وبناء السفن والتعدين والتصنيع.
المطرقة البخارية
تعتبر المطرقة البخارية بلا شك أشهر اختراعات جيمس ناسميث. تم تصميمها في عام 1839 لمواجهة التحدي المتمثل في تزوير عمود الكرنك الضخم لسفينة “جريت بريتين” التابعة لـ “إيسامبارد كينجدم برونيل”. أدرك ناسميث أن المطارق التقليدية ببساطة غير قادرة على توفير القوة اللازمة لتشكيل مثل هذا المكون الكبير.
تعتمد المطرقة البخارية على قوة البخار لرفع مطرقة ثقيلة ثم إسقاطها على قطعة العمل. سمح ذلك بتزوير معادن أكبر وأكثر تعقيدًا بكفاءة أكبر بكثير من أي وقت مضى. سرعان ما أصبحت المطرقة البخارية أداة أساسية في العديد من الصناعات، وخاصة في إنتاج قضبان السكك الحديدية ومكونات المحركات الكبيرة.
حصل ناسميث على براءة اختراع للمطرقة البخارية في عام 1842، وسرعان ما انتشرت في جميع أنحاء العالم. قامت العديد من الشركات الأخرى بترخيص تصنيع المطرقة البخارية، مما ساهم في انتشارها الواسع النطاق. لا تزال المطارق البخارية قيد الاستخدام حتى اليوم، على الرغم من أنها أصبحت الآن تعمل غالبًا بالطاقة الهيدروليكية.
مساهمات الشركة في الثورة الصناعية
لعبت ناسميث، جاسكيل وشركاه دورًا حيويًا في الثورة الصناعية من خلال توفير الآلات اللازمة لتشغيل المصانع والمصانع وورش العمل. ساعدت أدوات الآلات الثقيلة التي تنتجها الشركة على زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف وتحسين جودة المنتجات.
كانت الشركة أيضًا رائدة في تبني تقنيات جديدة. كان ناسميث نفسه مخترعًا ماهرًا، وقام باستمرار بتجربة طرق جديدة لتحسين منتجاته. كانت ناسميث، جاسكيل وشركاه من أوائل الشركات التي استخدمت التصنيع الموحد، مما سمح لها بإنتاج أجزاء قابلة للتبديل بكميات كبيرة.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الشركة في تطوير الهندسة الميكانيكية. قام ناسميث بتدريب العديد من المهندسين الشباب الذين أصبحوا فيما بعد قادة في هذا المجال. نشر أيضًا العديد من الكتب والمقالات حول الهندسة الميكانيكية، والتي ساعدت على نشر المعرفة والمهارات اللازمة لتشغيل وصيانة الآلات.
نهاية الشركة
تقاعد جيمس ناسميث من الشركة في عام 1856، وباع حصته إلى شركائه. استمرت الشركة في الازدهار تحت قيادة هولبروك جاسكيل وغيره من الشركاء، ولكنها بدأت في مواجهة منافسة متزايدة من الشركات الأخرى في أواخر القرن التاسع عشر.
في عام 1938، تم دمج ناسميث، جاسكيل وشركاه مع شركة أخرى لتشكيل شركة “ديفيد براون”. لا تزال شركة “ديفيد براون” موجودة حتى اليوم، وهي شركة رائدة في تصنيع علب التروس والمكونات الميكانيكية الأخرى.
إرث الشركة
على الرغم من أن ناسميث، جاسكيل وشركاه لم تعد موجودة ككيان مستقل، إلا أن إرثها لا يزال محسوسًا حتى اليوم. لعبت الشركة دورًا حاسمًا في الثورة الصناعية، وساعدت على تحويل بريطانيا العظمى إلى قوة صناعية عالمية. لا تزال أدوات الآلات التي تنتجها الشركة تحظى بالتقدير لجودتها ومتانتها، ولا يزال تأثيرها على الهندسة الميكانيكية محسوسًا حتى اليوم.
خاتمة
كانت ناسميث، جاسكيل وشركاه شركة رائدة في إنتاج أدوات الآلات الثقيلة، لعبت دورًا محوريًا في الثورة الصناعية. من خلال ابتكاراتها وتقنياتها المتقدمة، ساهمت الشركة في زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف وتحسين جودة المنتجات في مجموعة واسعة من الصناعات. على الرغم من اندماجها في شركة أخرى في عام 1938، إلا أن إرث ناسميث، جاسكيل وشركاه لا يزال حيًا حتى اليوم، حيث لا تزال أدوات الآلات الخاصة بها موضع تقدير ولا يزال تأثيرها على الهندسة الميكانيكية محسوسًا.