نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت هارييت في 23 أغسطس 1838 في مقاطعة ألباني، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية. كانت الابنة الثالثة لجورج فولسوم وماريا سوتون. تلقت تعليمًا جيدًا في طفولتها، مما ساعدها على تطوير مهارات القراءة والكتابة، وهو أمر كان نادرًا في ذلك الوقت. كانت عائلتها من أتباع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، وانضمت هي أيضًا إلى الكنيسة في سن مبكرة. هذا القرار شكل مسار حياتها بالكامل.
هاجرت هارييت مع عائلتها إلى مدينة نافو، إلينوي، حيث كان مجتمع قديسي الأيام الأخيرة في ازدهار. ومع ذلك، أجبرت الاضطرابات والاضطهاد الديني عائلتها على الانتقال مرة أخرى. بعد وفاة والديها، قررت هارييت، وهي في سن المراهقة، الانضمام إلى حركة الهجرة الغربية التي قادها قديسو الأيام الأخيرة، والتي استقرت في وادي سولت ليك في ولاية يوتا.
الحياة في ولاية يوتا
وصلت هارييت إلى وادي سولت ليك في عام 1852. سرعان ما أصبحت ناشطة في المجتمع، حيث شاركت في العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية. تزوجت هارييت من بريغهام يونغ، زعيم قديسي الأيام الأخيرة، في عام 1863. كان زواجها جزءًا من ممارسة تعدد الزوجات في الكنيسة في ذلك الوقت، وقد أثبتت هارييت قدرتها على التأقلم مع هذا الواقع الاجتماعي المعقد.
كانت هارييت شخصية محترمة ومحبوبة في المجتمع. كانت معروفة بذكائها وقدرتها على القيادة. شغلت العديد من المناصب في الكنيسة، بما في ذلك منصب رئيسة جمعية الإغاثة المركزية، وهي منظمة خيرية نسائية مهمة. كما لعبت دورًا نشطًا في مجالات التعليم والخير والأعمال الخيرية في ولاية يوتا.
إسهاماتها في التعليم
أدركت هارييت أهمية التعليم، خاصة بالنسبة للنساء. ساهمت في تأسيس العديد من المدارس والمعاهد في ولاية يوتا. قامت بتشجيع الفتيات والنساء على متابعة تعليمهن وتقديم أنفسهن كقادة في مجتمعهن. كانت تؤمن بأن التعليم هو مفتاح التمكين الشخصي والتقدم الاجتماعي.
شاركت هارييت في تأسيس جامعة ديزيريت (جامعة يوتا الحالية)، حيث دعمت تطوير المناهج الدراسية وساهمت في توفير فرص تعليمية للمرأة. بالإضافة إلى ذلك، كانت عضوًا في مجلس إدارة المدرسة، مما أتاح لها التأثير على قرارات السياسة التعليمية.
أعمالها الخيرية
كرست هارييت حياتها لخدمة الآخرين. قادت العديد من المشاريع الخيرية الهادفة إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين. بصفتها رئيسة جمعية الإغاثة المركزية، أشرفت على توزيع المواد الغذائية والملابس والمأوى على الأسر المحتاجة.
شاركت في تأسيس مستشفى ديزيريت، أول مستشفى في ولاية يوتا، وقدمت الدعم المالي والتشغيلي له. بالإضافة إلى ذلك، عملت على تحسين ظروف السجن وتقديم الدعم للسجناء. كانت رؤيتها تنطلق من الإيمان بأن العناية بالآخرين هي جوهر الإنسانية.
دورها في المجتمع
لم تقتصر مساهمات هارييت على التعليم والعمل الخيري. كانت صوتًا مؤثرًا في قضايا المجتمع. دافعت عن حقوق المرأة وسعت إلى تحسين أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية.
شاركت في تأسيس العديد من المنظمات الاجتماعية والثقافية التي هدفت إلى تعزيز التماسك المجتمعي والتقدم الثقافي. كانت تؤمن بأهمية التعاون والتواصل بين مختلف الفئات الاجتماعية لبناء مجتمع قوي ومزدهر.
إرثها
تركت هارييت يونغ إرثًا دائمًا. يُذكر اسمها في كل من الكنيسة والمجتمع على حد سواء. تُعرف هارييت بأنها شخصية قيادية ذات رؤية ثاقبة. لقد أثرت بشكل كبير في حياة الآخرين من خلال عملها في التعليم والخير والأعمال الخيرية. يعتبر إرثها مصدر إلهام للعديد من الأشخاص حتى يومنا هذا.
تم تكريم إسهاماتها في ولاية يوتا بعدة طرق. هناك العديد من المباني والمؤسسات التي سميت باسمها، والتي تخلد ذكراها. تعتبر حياتها مثالاً على التفاني والالتزام بالقيم الإنسانية.
وفاتها
توفيت هارييت أمليا فولسوم يونغ في 11 ديسمبر 1910، في مدينة سولت ليك. تركت وراءها إرثًا غنيًا من الخدمة والقيادة. دفنت في مقبرة مدينة سولت ليك، حيث يزور قبرها الكثيرون لتكريم ذكراها.
خاتمة
كانت هارييت أمليا فولسوم يونغ شخصية رائدة تركت بصمة لا تمحى على تاريخ ولاية يوتا وكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. من خلال عملها في التعليم والخير والأعمال الخيرية، ساعدت في تحسين حياة الآخرين وبناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا. إرثها لا يزال يلهمنا حتى اليوم.