جماعة التجلي (Community of the Transfiguration)

تأسيس جماعة التجلي

تأسست جماعة التجلي على يد الأم إيفا ماري (1856-1937)، وهي راهبة من الرهبانية الأسقفية. ألهمت الأم إيفا ماري برؤية لتأسيس مجتمع من النساء المكرسات اللواتي يكرسن حياتهن لله من خلال الصلاة والعمل. بدأت الجماعة في نيويورك، وسرعان ما اكتسبت شهرة لالتزامها الروحي وخدمتها للآخرين.

الأهداف والروحانية

يتمحور هدف جماعة التجلي حول التجلي الروحي، وهو التحول الداخلي الذي يحدث من خلال العلاقة الوثيقة مع الله. تسعى الراهبات إلى تحقيق هذا التجلي من خلال:

  • الصلاة المنتظمة والعميقة.
  • دراسة الكتاب المقدس والتأمل فيه.
  • المشاركة في الطقوس الدينية.
  • العيش المشترك في مجتمع داعم.
  • العمل الرسولي لخدمة الآخرين.

تؤمن الجماعة بأهمية الصلاة كأداة أساسية للتواصل مع الله والحصول على القوة الروحية. كما تؤمن بأهمية العمل كطريقة للتعبير عن المحبة والرحمة للآخرين. تسعى الجماعة إلى عيش حياة متوازنة تجمع بين التأمل والعمل، وتلتزم بالقيم المسيحية الأساسية مثل المحبة، والإحسان، والعدالة.

الأنشطة والخدمات

قامت جماعة التجلي بالعديد من الأنشطة والخدمات على مر السنين، بما في ذلك:

  • التعليم: قامت الجماعة بإنشاء وإدارة المدارس، وتقديم الدعم التعليمي للأطفال والشباب.
  • الرعاية الصحية: عملت الجماعة في المستشفيات ودور الرعاية، وقدمت الرعاية الصحية للمرضى وكبار السن.
  • خدمة الفقراء والمحتاجين: قدمت الجماعة المساعدة الغذائية، والمأوى، والدعم الاجتماعي للأشخاص الذين يعانون من الفقر والحرمان.
  • التبشير: شاركت الجماعة في البعثات التبشيرية في الداخل والخارج، ونشرت رسالة الإنجيل.
  • الإرشاد الروحي: قدمت الراهبات الإرشاد الروحي والدعم العاطفي للأفراد الذين يحتاجون إليه.

توسعت الجماعة على مر السنين، وأنشأت فروعًا في مناطق مختلفة، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها. استمرت الجماعة في التكيف مع الاحتياجات المتغيرة للمجتمع، مع الحفاظ على قيمها الأساسية ورؤيتها الروحية.

الحياة المجتمعية

تتميز جماعة التجلي بحياة مجتمعية قوية ومتماسكة. تعيش الراهبات معًا في بيئة داعمة وتشجع على النمو الروحي المتبادل. تشترك الراهبات في الصلوات اليومية، والوجبات، والأنشطة الترفيهية. تساعد الحياة المجتمعية الراهبات على دعم بعضهن البعض في رحلتهن الروحية، وتقوية التزامهن بالعيش وفقًا لتعاليم الإنجيل.

تعتمد الحياة المجتمعية في جماعة التجلي على:

  • الصلاة المشتركة: تجتمع الراهبات للصلاة عدة مرات في اليوم، بما في ذلك صلاة الصباح والمساء.
  • العمل المشترك: تعمل الراهبات معًا في الأنشطة المختلفة التي تديرها الجماعة.
  • المشاركة في الحياة اليومية: تتقاسم الراهبات الوجبات، والأنشطة الترفيهية، والمسؤوليات المنزلية.
  • الدعم المتبادل: تدعم الراهبات بعضهن البعض في أوقات الفرح والحزن، وتشجعن بعضهن البعض على النمو الروحي.

التحديات والفرص

واجهت جماعة التجلي العديد من التحديات على مر السنين، بما في ذلك التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، وتراجع عدد الأعضاء، والحاجة إلى الحفاظ على الموارد المالية. ومع ذلك، استمرت الجماعة في التكيف مع هذه التحديات، وإيجاد طرق جديدة لخدمة الآخرين والمساهمة في المجتمع.

من بين الفرص التي تواجهها الجماعة:

  • توسيع نطاق خدماتها: يمكن للجماعة توسيع نطاق خدماتها لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمجتمع، مثل الرعاية الصحية، والتعليم، وخدمة الفقراء.
  • التعاون مع المنظمات الأخرى: يمكن للجماعة التعاون مع المنظمات الأخرى لتحقيق أهدافها بشكل أكثر فعالية.
  • جذب أعضاء جدد: يمكن للجماعة جذب أعضاء جدد من خلال نشر رسالتها وتعزيز قيمها.
  • استخدام التكنولوجيا: يمكن للجماعة استخدام التكنولوجيا للتواصل مع الآخرين، وتقديم خدماتها، وجمع التبرعات.

التأثير والإرث

تركت جماعة التجلي بصمة كبيرة على المجتمع من خلال خدماتها في التعليم، والرعاية الصحية، وخدمة الفقراء والمحتاجين. ألهمت الجماعة العديد من الأشخاص بالعيش وفقًا للقيم المسيحية، وساهمت في بناء عالم أكثر عدلاً ورحمة.

من بين الإرث الذي تركته الجماعة:

  • الالتزام بالصلاة والروحانية: ألهمت الجماعة الآخرين بالبحث عن علاقة وثيقة مع الله.
  • الخدمة للآخرين: أظهرت الجماعة أهمية خدمة الآخرين وتقديم المساعدة للمحتاجين.
  • العيش المشترك: أظهرت الجماعة أهمية العيش المشترك في مجتمع داعم ومتماسك.
  • المرأة في القيادة: قدمت الجماعة نموذجًا للمرأة في القيادة والمسؤولية.

جماعة التجلي اليوم

لا تزال جماعة التجلي نشطة حتى اليوم، وتواصل عملها في خدمة الآخرين. تحافظ الجماعة على التزامها بالصلاة والعمل الرسولي والعيش المشترك. تسعى الجماعة إلى مواصلة النمو والتطور، والتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للمجتمع، مع الحفاظ على قيمها الأساسية ورؤيتها الروحية.

تواجه الجماعة اليوم تحديات جديدة، مثل الحاجة إلى جذب أعضاء جدد، وتأمين الموارد المالية، والتكيف مع التغيرات الاجتماعية. ومع ذلك، تظل الجماعة ملتزمة برسالتها، وتواصل العمل من أجل تحقيق التجلي الروحي وخدمة الآخرين.

خاتمة

جماعة التجلي هي جماعة دينية أنجليكانية قدمت مساهمات كبيرة في المجتمع على مر السنين. من خلال التزامها بالصلاة والعمل الرسولي والعيش المشترك، ألهمت الجماعة العديد من الأشخاص بالعيش وفقًا للقيم المسيحية وخدمة الآخرين. على الرغم من التحديات التي تواجهها، تظل الجماعة ملتزمة برسالتها، وتواصل العمل من أجل تحقيق التجلي الروحي وبناء عالم أفضل.

المراجع

“`