نشأتها وبداية حياتها
ولدت يولا بينغهام في 9 يوليو 1929 في كولومبوس، أوهايو. حصلت على درجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة كنتاكي في عام 1952، ثم حصلت على درجة الماجستير والدكتوراه في الكيمياء الحيوية من جامعة سينسيناتي. بدأت مسيرتها المهنية كباحثة وأستاذة، حيث عملت في جامعة سينسيناتي لأكثر من عقدين.
مسيرتها الأكاديمية والبحثية
قبل دخولها المجال الحكومي، كانت بينغهام أستاذة وباحثة في جامعة سينسيناتي. ركزت أبحاثها على دراسة الآثار الصحية للمواد الكيميائية في بيئة العمل. قدمت مساهمات كبيرة في فهم كيفية تأثير المواد الكيميائية مثل البنزين، والأسبستوس، والمذيبات العضوية على صحة العمال. كانت أبحاثها رائدة في تحديد المخاطر الصحية المهنية وتوفير الأساس العلمي للوائح التنظيمية التي تهدف إلى حماية العمال.
خلال فترة عملها في جامعة سينسيناتي، أشرفت بينغهام على العديد من الطلاب والباحثين، وساهمت في تطوير برامج تعليمية وبحثية في مجال الصحة والسلامة المهنية. اكتسبت سمعة طيبة كعالمة ملتزمة بتعزيز صحة العمال وسلامتهم.
عملها في وزارة العمل
في عام 1977، تم تعيين بينغهام من قبل الرئيس جيمي كارتر كأمين مساعد لوزير العمل لشؤون السلامة والصحة المهنية (OSHA). كانت أول امرأة تشغل هذا المنصب. خلال فترة عملها في OSHA، لعبت بينغهام دورًا حاسمًا في إصلاح وتنفيذ اللوائح الفيدرالية المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية.
من أبرز إنجازاتها في هذا المنصب:
- تعزيز إنفاذ قوانين الصحة والسلامة المهنية: عملت على زيادة عدد عمليات التفتيش في أماكن العمل وتنفيذ العقوبات ضد أصحاب العمل الذين يخرقون لوائح السلامة.
- تحديث المعايير: قامت بتحديث وتوسيع المعايير المتعلقة بالتعرض للمواد الكيميائية الخطرة، بما في ذلك البنزين والأسبستوس. ساهمت هذه التحديثات في تقليل تعرض العمال لهذه المواد الضارة.
- تثقيف العمال وأصحاب العمل: أطلقت برامج تعليمية وتدريبية لزيادة الوعي بأهمية الصحة والسلامة المهنية.
- التركيز على الوقاية: شجعت على تبني استراتيجيات وقائية لمنع الحوادث والأمراض المهنية.
واجهت بينغهام تحديات كبيرة خلال فترة عملها، بما في ذلك معارضة من بعض أصحاب العمل والضغط السياسي. ومع ذلك، استمرت في الدفاع عن حقوق العمال وحماية صحتهم وسلامتهم.
مساهماتها في الصحة والسلامة المهنية
تركت يولا بينغهام بصمة واضحة في مجال الصحة والسلامة المهنية. كانت من المدافعين عن حقوق العمال وعملت بجد لضمان حصولهم على بيئة عمل آمنة وصحية. ساهمت في تغيير الطريقة التي تنظر بها الحكومة وأصحاب العمل إلى قضايا الصحة والسلامة المهنية.
تشمل مساهماتها الرئيسية:
- الحد من التعرض للمواد الكيميائية الخطرة: ساهمت في تقليل التعرض للمواد الكيميائية الخطرة في بيئة العمل، مما أدى إلى انخفاض معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمل.
- تحسين معايير السلامة: ساعدت في تحسين معايير السلامة في الصناعات المختلفة، مما أدى إلى انخفاض معدلات الحوادث والإصابات.
- زيادة الوعي بأهمية الصحة والسلامة المهنية: عملت على زيادة الوعي بأهمية الصحة والسلامة المهنية بين العمال وأصحاب العمل والحكومة.
- تعزيز البحث العلمي: دعمت البحث العلمي في مجال الصحة والسلامة المهنية، مما أدى إلى فهم أفضل للمخاطر الصحية المرتبطة بالعمل.
الجوائز والتكريمات
حصلت يولا بينغهام على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لعملها في مجال الصحة والسلامة المهنية. تم الاعتراف بإسهاماتها في تحسين صحة وسلامة العمال على نطاق واسع.
من بين الجوائز التي حصلت عليها:
- جائزة “ميدالية الصحة والسلامة المهنية” من الجمعية الأمريكية للصحة العامة.
- تم تكريمها من قبل العديد من المنظمات النقابية والمنظمات المهنية.
كانت هذه الجوائز بمثابة شهادة على تفانيها في خدمة الآخرين والتزامها بتحسين بيئة العمل.
إرثها
يستمر إرث يولا بينغهام في التأثير على مجال الصحة والسلامة المهنية. ألهمت العديد من العلماء والباحثين والناشطين في مجال الصحة والسلامة المهنية. تعتبر نموذجًا يحتذى به للمرأة في القيادة العلمية والسياسية. ساهمت في بناء نظام أكثر أمانًا وصحة للعمال.
تركت بينغهام إرثًا من العمل الدؤوب والتفاني والالتزام بحماية صحة وسلامة العمال. إن مساهماتها لا تزال مؤثرة حتى اليوم، وتستمر في إلهام الأجيال القادمة من المتخصصين في مجال الصحة والسلامة المهنية.
وفاتها
توفيت يولا بينغهام في 13 يونيو 2020، عن عمر يناهز 90 عامًا. تركت خلفها إرثًا غنيًا من العمل الذي يخدم كنموذج للقيادة والالتزام بالصحة والسلامة المهنية. أقيمت مراسم تكريمية لتخليد ذكراها، وتقديرًا لإسهاماتها في المجتمع.
خاتمة
كانت يولا بينغهام شخصية بارزة في مجال الصحة والسلامة المهنية، حيث كرست حياتها لحماية العمال من المخاطر الصحية في بيئة العمل. بصفتها أمينًا مساعدًا لوزير العمل، لعبت دورًا حاسمًا في سن وتطبيق اللوائح التي تهدف إلى تحسين صحة وسلامة العمال. تركت بينغهام إرثًا دائمًا، وألهمت الآخرين لمواصلة العمل من أجل بيئات عمل أكثر أمانًا وصحة.
المراجع
- موقع إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA)
- مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)
- مكتب إحصاءات العمل (BLS)
- وزارة العمل الأمريكية (DOL)
“`