نبذة تاريخية
تم بناء المدمرة يو إس إس تيرنر في حوض بناء السفن التابع لشركة باث آيرون ووركس في ولاية مين، وتم إطلاقها في 15 يوليو 1945، ورعايتها السيدة باربرا إيه. ثاير. بدأت السفينة الخدمة في 28 سبتمبر 1945، بقيادة القائد أ. د. كروكر.
شهدت يو إس إس تيرنر فترة خدمة نشطة خلال الحرب الباردة، حيث عملت في مهام متنوعة، بما في ذلك الدوريات وتدريبات مكافحة الغواصات ومرافقة السفن. كانت جزءًا من الأسطول الأطلسي للولايات المتحدة، وعملت بشكل أساسي في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
التصميم والمواصفات
تنتمي يو إس إس تيرنر إلى فئة المدمرات جييرينغ، وهي فئة من المدمرات المصممة في أواخر الحرب العالمية الثانية والتي تم تحسينها لتلبية متطلبات الحرب الباردة. كان تصميم هذه السفن يهدف إلى توفير القدرة على مكافحة الغواصات بكفاءة. بلغت إزاحة السفينة حوالي 2,425 طنًا في حالة التفريغ و 3,480 طنًا في حالة التحميل الكامل.
كان طول السفينة يبلغ 390 قدمًا و 6 بوصات (119.02 مترًا) وعرضها 40 قدمًا و 10 بوصات (12.45 مترًا). وقد تم تجهيزها بمحركات بخارية تعمل بالتروس، والتي سمحت لها بالوصول إلى سرعة قصوى تزيد عن 34 عقدة (63 كم/ساعة؛ 39 ميل/ساعة). يتألف طاقم السفينة من حوالي 336 ضابطًا ورجلًا.
كانت يو إس إس تيرنر مسلحة بعدد من الأسلحة، بما في ذلك مدافع عيار 5 بوصات / 38، ومدفعان مزدوجان مضادان للطائرات عيار 3 بوصات / 50، وأنابيب طوربيد 21 بوصة، وقنابل أعماق. تم تحديثها لاحقًا لإضافة معدات رادار وصوتيات متطورة. في عام 1955، أعيد تصنيفها كـDDR-834، مما يشير إلى أنها كانت مجهزة كمدمرة رادار.
الخدمة العسكرية
بعد الانتهاء من التكليف في عام 1945، انضمت يو إس إس تيرنر إلى الأسطول الأطلسي. أمضت معظم فترة خدمتها في التدريبات والتمارين، وعملت في دوريات في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. شاركت في العديد من التدريبات العسكرية مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).
في عام 1950، شاركت يو إس إس تيرنر في عملية عبور قناة السويس. لعبت السفينة دورًا في تأمين مصالح الولايات المتحدة في المنطقة خلال فترة التوتر في الحرب الباردة.
في عام 1958، شاركت يو إس إس تيرنر في عمليات الاستجابة للأزمات في لبنان، حيث قدمت الدعم للقوات الأمريكية التي تم نشرها في المنطقة.
في عام 1960، بدأت يو إس إس تيرنر في تلقي ترقيات. تم تحديث نظام الرادار الخاص بها، وتم تحسين قدراتها في مكافحة الغواصات. كما تم تركيب معدات جديدة لمكافحة الحرائق.
في عام 1964، أبحرت يو إس إس تيرنر إلى منطقة البحر الكاريبي للمشاركة في تدريبات عسكرية. في وقت لاحق من ذلك العام، شاركت في عملية مراقبة قبالة سواحل كوبا خلال أزمة الصواريخ الكوبية. لعبت السفينة دورًا في تأمين الحصار البحري الذي فرضته الولايات المتحدة على كوبا.
خلال فترة خدمتها، حصلت يو إس إس تيرنر على العديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك نجمة المعركة لخدمتها في الحرب الكورية ووسام الاستحقاق. تقاعدت من الخدمة في 30 أبريل 1973.
الحوادث والوفيات
خلال فترة خدمتها، شهدت يو إس إس تيرنر بعض الحوادث. في 24 أكتوبر 1957، اشتعلت النيران في غرفة محرك السفينة أثناء وجودها في ميناء نيويورك. تسبب الحريق في أضرار طفيفة، ولكن لم تقع إصابات.
في 12 نوفمبر 1958، اصطدمت يو إس إس تيرنر بسفينة شحن في البحر الأبيض المتوسط. لحقت أضرار طفيفة بالسفينة، ولكن لم تقع إصابات.
في عام 1969، اصطدمت يو إس إس تيرنر بمركب شراعي أثناء وجودها في ميناء نورفولك، فيرجينيا. لحقت أضرار بالسفينة والمركب الشراعي، ولكن لم تقع إصابات.
التراث
على الرغم من أن يو إس إس تيرنر قد خرجت من الخدمة، إلا أن إرثها لا يزال باقياً. خدمت السفينة كرمز لشجاعة وتفاني أفراد البحرية الأمريكية خلال فترة حاسمة في التاريخ. ساهمت في الحفاظ على السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
يظل اسم يو إس إس تيرنر تذكيرًا ببطولة القبطان دانيال تيرنر، الذي كان ضابطًا شجاعًا في البحرية الأمريكية خلال حرب 1812. يعتبر إرث يو إس إس تيرنر جزءًا لا يتجزأ من تاريخ البحرية الأمريكية.
مصير السفينة
بعد خروجها من الخدمة في عام 1973، تم بيع يو إس إس تيرنر للخردة في عام 1974.
أهمية اسم السفينة
اختيار اسم “تيرنر” للسفينة لم يكن اعتباطيًا. فقد تم تكريم القبطان دانيال تيرنر، وهو ضابط بحري أمريكي بارز اشتهر بشجاعته وبراعته في حرب 1812. كان تيرنر قائدًا بارزًا في العديد من المعارك البحرية، بما في ذلك معركة بحيرة إيري. كان تكريمًا لشخصيته وتضحياته من خلال تسمية السفينة باسمه بمثابة اعتراف بأهمية مساهماته في تاريخ البحرية الأمريكية. كما أن استخدام اسم “تيرنر” في سلسلة من السفن يعكس أيضًا التزام البحرية الأمريكية بتكريم أبطالها والحفاظ على إرثهم.
تأثير المدمرة على الحرب الباردة
لعبت يو إس إس تيرنر دورًا هامًا خلال فترة الحرب الباردة. كمدمرة، كانت السفينة قادرة على أداء مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك مرافقة السفن التجارية، والقيام بدوريات في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، والمشاركة في تدريبات مكافحة الغواصات. كان وجودها بمثابة عامل ردع ضد التهديد السوفيتي، وساعد في الحفاظ على الاستقرار في أوروبا.
شاركت يو إس إس تيرنر أيضًا في عمليات مختلفة لدعم السياسة الخارجية للولايات المتحدة. على سبيل المثال، خلال أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، شاركت السفينة في الحصار البحري لكوبا. في وقت لاحق، قدمت السفينة الدعم للقوات الأمريكية في لبنان في عام 1958. وقد أظهرت هذه العمليات قدرة السفينة على الاستجابة السريعة للأزمات والعمل في بيئات مختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، ساعدت يو إس إس تيرنر في تطوير القدرات التكتيكية للقوات البحرية. من خلال المشاركة في التدريبات مع حلفائها، ساهمت السفينة في تحسين التعاون العسكري والجاهزية بين مختلف الدول. كان هذا التعاون ضروريًا لمواجهة التحديات التي طرحتها الحرب الباردة.
التطورات التكنولوجية على متن السفينة
شهدت يو إس إس تيرنر خلال فترة خدمتها العديد من التحديثات والتطورات التكنولوجية. عند دخولها الخدمة، كانت السفينة مجهزة بتقنيات متطورة في ذلك الوقت، مثل الرادارات وأنظمة السونار. مع تقدم الحرب الباردة، تم تحديث السفينة لتحسين قدراتها في مكافحة الغواصات. تضمنت هذه التحديثات تركيب أجهزة سونار جديدة، وأنظمة أسلحة محسنة، وأنظمة إدارة القتال المتطورة.
أدى تحويل يو إس إس تيرنر من مدمرة (DD) إلى مدمرة رادار (DDR) إلى إدخال تغييرات كبيرة على قدراتها. تم تزويدها برادارات متقدمة مصممة لاكتشاف وتتبع الأهداف الجوية والسطحية على مسافات طويلة. سمح هذا التعديل للسفينة بلعب دور حاسم في توفير الوعي الظرفي للقوات البحرية وتقديم الدعم لأنظمة الدفاع الجوي. أظهرت هذه التطورات التكنولوجية التزام البحرية الأمريكية بالحفاظ على التفوق التكنولوجي وتعزيز قدراتها القتالية.
الدروس المستفادة من خدمة يو إس إس تيرنر
ساهمت خدمة يو إس إس تيرنر في تقديم العديد من الدروس المستفادة للبحرية الأمريكية. أولاً، أظهرت أهمية تصميم السفن متعددة الاستخدامات والقادرة على التكيف مع مجموعة واسعة من المهام. مكنت قدرات يو إس إس تيرنر المتنوعة، مثل مكافحة الغواصات، وحراسة السفن، ودعم العمليات البرمائية، من أن تكون فعالة في مجموعة متنوعة من السيناريوهات.
ثانيًا، أكدت تجربة يو إس إس تيرنر على أهمية الصيانة والتحديث المستمر. أدت التعديلات والترقيات التي أجريت على السفينة طوال فترة خدمتها إلى إطالة عمرها التشغيلي وتعزيز قدراتها. سمحت هذه التطورات التكنولوجية للسفينة بالبقاء ذات صلة وقادرة على مواجهة التهديدات المتطورة للحرب الباردة.
ثالثًا، سلطت خدمة يو إس إس تيرنر الضوء على أهمية التدريب الاحترافي والتعاون بين القوات. من خلال المشاركة في التدريبات والعمليات المشتركة مع حلفاء الولايات المتحدة، تمكنت السفينة من تحسين قدرتها على العمل في بيئة متعددة الجنسيات. أظهر هذا التعاون أهمية بناء تحالفات قوية وتعزيز العلاقات الدولية.
خاتمة
كانت يو إس إس تيرنر (DD/DDR-834) سفينة مهمة في تاريخ البحرية الأمريكية. خدمت السفينة خلال فترة الحرب الباردة، وقامت بدوريات في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وشاركت في العديد من التدريبات العسكرية. على الرغم من خروجها من الخدمة، إلا أن إرثها لا يزال باقياً، وهي بمثابة تذكير بشجاعة وتفاني أفراد البحرية الأمريكية خلال فترة حاسمة في التاريخ.
المراجع
- NavSource Online: Destroyer Photo Archive – USS Turner (DD-834)
- Wikipedia: USS Turner (DD-834)
- Dictionary of American Naval Fighting Ships – USS Turner (DD-834)
“`