ويليام هاميلينج (William Hamling)

نشأته وبداياته المهنية

ولد ويليام هاميلينج في مدينة شيكاغو، إلينوي. بدأ اهتمامه بالخيال العلمي في سن مبكرة، وأصبح ناشطًا في مجتمع الخيال العلمي. خدم في الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية. بعد الحرب، عاد إلى شيكاغو وعمل في مجالات مختلفة، بما في ذلك التدريس والعمل الكتابي.

في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن العشرين، بدأ هاميلينج في كتابة ونشر مجلات الهواة (fanzines) حول موضوعات الخيال العلمي. كان نشطًا في حركة المعجبين بالخيال العلمي، وحضر العديد من المؤتمرات والمعارض. ساهم في تأسيس مجلة “الفيلم” (The Film) في عام 1952، والتي ركزت على مناقشة أفلام الخيال العلمي.

مسيرته في النشر

في منتصف الخمسينيات، انتقل هاميلينج إلى مجال النشر المحترف. أسس في البداية شركة “لوسيد للنشر” (Lucid Press) في عام 1954، لكنها لم تستمر طويلًا. في عام 1956، أسس شركة “كلاسي للنشر” (Classics Press)، والتي نشرت العديد من المجلات والكتب في مجال الخيال العلمي. من بين المجلات التي نشرتها “كلاسي” كانت “الخيال العلمي والواقع” (Science Fiction and Reality)، و”العالم الخفي” (The Hidden World)، و”أسرار العالم” (Secrets of the World).

كان هاميلينج يمتلك رؤية إبداعية فريدة، واهتم بتقديم مواد للقراء لم يسبق لهم رؤيتها من قبل. ساهم في ظهور كتاب جدد وناشئين في عالم الخيال العلمي، وكان له تأثير كبير في هذا المجال.

في الستينيات، وسّع هاميلينج نطاق عمله في النشر ليشمل مجلات الخيال الجنسي، مثل “الوقاحة” (Rogue) و”المرح” (Swank). تعرضت هذه المجلات لبعض الجدل بسبب محتواها الصريح، لكنها كانت ناجحة تجاريًا. كان هاميلينج رائدًا في هذا النوع من النشر، وساعد في إضفاء الشرعية على الأدب الإباحي في وقت كان لا يزال فيه يعتبر موضوعًا مثيرًا للجدل.

تأثيره على الخيال العلمي

كان لهاميلينج تأثير كبير على مجتمع الخيال العلمي. فقد ساعد في اكتشاف ورعاية العديد من الكتاب الصاعدين، وقدم للقراء أعمالًا جديدة ومبتكرة. بالإضافة إلى ذلك، فقد ساعد في نشر الخيال العلمي على نطاق أوسع، وجعله أكثر سهولة للقراء الجدد. كان هاميلينج ناشطًا في مجتمع الخيال العلمي لفترة طويلة، وكان يحضر المؤتمرات والمعارض بانتظام. كان معروفًا بحبه للجدل والمناقشة، وكان له تأثير كبير على تطوير هذا المجال.

من خلال مجلاته، قدم هاميلينج للقراء أعمالًا أدبية متنوعة، من الخيال العلمي الكلاسيكي إلى القصص التجريبية. ساعد في تشكيل ذوق القراء، ودفع حدود ما كان يعتبر مقبولًا في الأدب. كان لديه إحساس بالاتجاهات المستقبلية، وراهن بنجاح على أنواع جديدة من الخيال العلمي.

دوره في الأدب الإباحي

بالإضافة إلى عمله في الخيال العلمي، كان هاميلينج شخصية بارزة في مجال الأدب الإباحي. في السبعينيات، نشر العديد من المجلات والكتب الإباحية الناجحة. كان له دور فعال في إضفاء الشرعية على الأدب الإباحي، وساعد في تحويله إلى صناعة رئيسية. ساهم هاميلينج في تغيير الطريقة التي ينظر بها المجتمع إلى الجنس، وساعد في فتح الباب أمام مناقشات أكثر صراحة حول هذا الموضوع. كان عمله في هذا المجال مثيرًا للجدل في ذلك الوقت، ولكنه ساعد في تغيير المشهد الثقافي.

لم يخش هاميلينج أبدًا من المخاطرة، وكان مستعدًا دائمًا لاستكشاف أفكار جديدة. كان لديه فهم عميق لسوق النشر، وكان يعرف كيفية تقديم المحتوى الذي يريده القراء. كان عمله في الأدب الإباحي تحديًا للمثل العليا الاجتماعية السائدة، وساعد في إحداث تغييرات كبيرة في هذا المجال.

حياته الشخصية

تزوج هاميلينج عدة مرات. كان زواجه الأول من ماري أ. ديلون، وانتهى بالطلاق. تزوج فيما بعد من دوريس بيرمان، ثم من إديث باين. كان لديه ابنة من زواجه من دوريس بيرمان. كان يعيش في سنواته الأخيرة في كاليفورنيا.

كان هاميلينج شخصية مثيرة للجدل، ولكنه كان أيضًا شخصًا موهوبًا ومؤثرًا. كان له تأثير كبير على مجتمع الخيال العلمي، وساعد في تغيير طريقة تفكير الناس حول الجنس والمجتمع. رحل عن عالمنا في عام 2017 عن عمر يناهز 96 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا دائمًا في عالم النشر.

إرثه

ترك ويليام هاميلينج وراءه إرثًا دائمًا كواحد من أهم الناشرين في مجالي الخيال العلمي والأدب الإباحي. ساعد في تشكيل هذين المجالين، وترك بصمة لا تمحى على الثقافة الشعبية. كان هاميلينج رائدًا في نشر الأعمال الجديدة والمبتكرة، وكان له دور فعال في دعم الكتاب الصاعدين.

كان هاميلينج شخصية متعددة الأوجه، فقد كان كاتبًا، ومحررًا، وناشرًا، وناشطًا في مجتمع الخيال العلمي. كان لديه رؤية إبداعية فريدة، ولم يخش أبدًا من تحدي الأعراف. سيظل عمله ملهمًا للقراء والكتاب والناشرين لسنوات قادمة.

أعماله البارزة

الخيال العلمي والواقع (Science Fiction and Reality): مجلة خيال علمي نشرت أعمالًا للعديد من الكتاب البارزين.
الوقاحة (Rogue): مجلة خيال جنسي ساهمت في إضفاء الشرعية على هذا النوع من الأدب.
المرح (Swank): مجلة خيال جنسي أخرى، عكست اتجاهات المجتمع في ذلك الوقت.

خاتمة

كان ويليام هاميلينج شخصية بارزة في عالم النشر، حيث ترك بصمة كبيرة في مجالي الخيال العلمي والأدب الإباحي. لقد ساهم في اكتشاف وكتابة العديد من الكتاب، وساعد في توسيع نطاق الخيال العلمي، وإضفاء الشرعية على الأدب الإباحي. كان هاميلينج ناشرًا جريئًا، ولم يخش أبدًا من المخاطرة، مما جعله شخصية مؤثرة في الثقافة الشعبية. إرثه لا يزال حيًا، ويستمر في إلهام الكتاب والقراء حتى اليوم.

المراجع

“`