نشأة تومسون العلمية
تأسست تومسون العلمية في سياق تحول شركة تومسون من شركة إعلامية تقليدية إلى مزود رائد للمعلومات والحلول المهنية. كان الاستحواذ على رويترز بمثابة خطوة محورية في هذا الاتجاه، حيث أضافت الشركة إلى محفظتها مجموعة واسعة من البيانات والمعرفة المتخصصة. تلا ذلك دمج العديد من الشركات والوحدات المتخصصة، مما أدى إلى تشكيل تومسون العلمية ككيان مستقل نسبياً.
شملت الأصول الرئيسية التي شكلت تومسون العلمية: مؤشر الاستشهادات العلمية (Science Citation Index)، والذي كان بمثابة حجر الزاوية في تقييم الأبحاث العلمية وتأثيرها. كما ضمت قاعدة بيانات ويب أوف ساينس (Web of Science)، والتي تعتبر واحدة من أهم وأشمل قواعد البيانات للمعلومات العلمية والأكاديمية في العالم. بالإضافة إلى ذلك، استحوذت الشركة على شركات أخرى متخصصة في توفير المعلومات القانونية والمالية والصحية.
مجالات عمل تومسون العلمية
غطت تومسون العلمية مجموعة واسعة من المجالات، وقدمت خدمات ومنتجات مصممة لتلبية احتياجات الباحثين والمهنيين في هذه المجالات. من أبرز هذه المجالات:
- البحث العلمي والأكاديمي: قدمت تومسون العلمية أدوات ومنصات لدعم البحث العلمي، بما في ذلك قواعد البيانات التي توفر الوصول إلى المقالات العلمية، والمقالات الصحفية، والكتب، والتقارير. كما قدمت أدوات تحليل الاستشهادات التي تسمح للباحثين بتقييم تأثير أبحاثهم وتحديد الاتجاهات في مجالهم.
- المعلومات القانونية: قدمت تومسون العلمية معلومات قانونية شاملة للمحامين والشركات والمؤسسات الحكومية. تضمنت هذه المعلومات القوانين واللوائح، وقرارات المحاكم، والتعليقات القانونية، وغيرها من الموارد الأساسية.
- المعلومات المالية: قدمت تومسون العلمية معلومات مالية وتحليلية للمستثمرين والمؤسسات المالية. تضمنت هذه المعلومات بيانات السوق، وتحليل الشركات، وأدوات إدارة المخاطر، وغيرها من الموارد التي تساعد على اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
- الرعاية الصحية: قدمت تومسون العلمية معلومات وخدمات للرعاية الصحية، بما في ذلك معلومات الأدوية، والتشخيص، وإدارة السجلات الصحية.
ساهمت منتجات وخدمات تومسون العلمية في تسهيل عملية البحث، وتعزيز اتخاذ القرارات المستنيرة، وتحسين الكفاءة في مختلف الصناعات. كانت الشركة ملتزمة بتوفير معلومات دقيقة وموثوقة، مما جعلها شريكاً مهماً للعديد من المؤسسات والمهنيين.
أهم منتجات وخدمات تومسون العلمية
تميزت تومسون العلمية بتقديم مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجات عملائها المتنوعة. من بين أهم هذه المنتجات والخدمات:
- ويب أوف ساينس (Web of Science): قاعدة بيانات شاملة تغطي مجموعة واسعة من التخصصات العلمية والاجتماعية والإنسانية. توفر قاعدة البيانات هذه إمكانية الوصول إلى المجلات العلمية عالية التأثير، والبيانات المرجعية، وأدوات تحليل الاستشهادات.
- مؤشر الاستشهادات العلمية (Science Citation Index): أداة لتقييم تأثير الأبحاث العلمية بناءً على عدد الاستشهادات التي تحصل عليها. يساعد مؤشر الاستشهادات العلمية الباحثين على تحديد الأبحاث الأكثر تأثيراً في مجالهم، ويستخدم أيضاً في تقييم المؤسسات البحثية.
- كلايفيت أناليتكس (Clarivate Analytics): مجموعة من الأدوات والخدمات التي تدعم عملية البحث والتحليل العلمي. تقدم كلايفيت أناليتكس حلولاً للمؤسسات البحثية والجامعات والباحثين الأفراد، بما في ذلك أدوات إدارة المنشورات، وتحليل الاستشهادات، وتقييم الأبحاث.
- تومسون رويترز إينسايت (Thomson Reuters Eikon): منصة بيانات وتحليل مالي شاملة تقدم معلومات في الوقت الفعلي وأدوات تحليلية للمتخصصين في الأسواق المالية.
- ويليامس آند ماري (Westlaw): قاعدة بيانات قانونية شاملة تقدم معلومات قانونية للباحثين والمحامين، بما في ذلك القوانين واللوائح، وقرارات المحاكم، والتعليقات القانونية.
عكست هذه المنتجات والخدمات التزام تومسون العلمية بتوفير المعلومات والتحليلات ذات الجودة العالية لدعم اتخاذ القرارات المستنيرة في مختلف المجالات.
التحديات والتحولات
واجهت تومسون العلمية، مثل العديد من الشركات التي تعتمد على المعلومات، تحديات كبيرة في بيئة رقمية متغيرة باستمرار. كان عليها أن تتكيف مع التقدم التكنولوجي السريع، وزيادة المنافسة، وتغير سلوكيات المستهلك. شملت التحديات الرئيسية:
- المنافسة: واجهت تومسون العلمية منافسة متزايدة من شركات أخرى تقدم خدمات مماثلة، بالإضافة إلى ظهور مصادر معلومات مفتوحة المصدر.
- التطور التكنولوجي: كان على الشركة مواكبة التطورات التكنولوجية في مجال المعلومات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، والحوسبة السحابية.
- تغير سلوكيات المستهلك: تغيرت طريقة بحث المستخدمين عن المعلومات، مع تزايد الاعتماد على محركات البحث والمنصات الرقمية.
استجابة لهذه التحديات، قامت تومسون العلمية بالعديد من التغييرات والتحولات. وشملت هذه التغييرات:
- الاستثمار في التكنولوجيا: استثمرت الشركة في تطوير أدوات ومنصات جديدة تعتمد على أحدث التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة.
- توسيع نطاق المنتجات والخدمات: أضافت الشركة منتجات وخدمات جديدة لتلبية احتياجات العملاء المتغيرة، بما في ذلك خدمات تحليل البيانات والحلول المخصصة.
- التركيز على العملاء: عملت الشركة على تحسين تجربة المستخدم وتوفير دعم أفضل للعملاء.
الانفصال عن تومسون رويترز
في عام 2008، استحوذت شركة بلاكستون (Blackstone) على شركة تومسون (Thomson Corporation)، ثم اندمجت مع رويترز لتشكيل تومسون رويترز (Thomson Reuters). بعد ذلك، في عام 2016، تم بيع قسم الملكية الفكرية والعلوم التابع لتومسون رويترز (والذي كان يشمل تومسون العلمية) إلى شركة كاي إل إيه (Onex Corporation) وصندوق الثروة السيادي في سنغافورة، وتم تغيير اسم الشركة إلى كلاريفيت أناليتكس (Clarivate Analytics). وقد مثل هذا الانفصال تحولاً كبيراً في تاريخ الشركة، حيث أصبحت الآن كياناً مستقلاً يركز على توفير المعلومات والتحليلات للبحث العلمي والملكية الفكرية.
أتاح هذا الانفصال لشركة كلاريفيت أناليتكس فرصة للتركيز بشكل كامل على تطوير منتجاتها وخدماتها في مجالاتها المتخصصة. وقد استمرت الشركة في النمو والابتكار، وتقديم حلول جديدة للباحثين والعلماء والمهنيين.
كلاريفيت أناليتكس (Clarivate Analytics)
بعد الانفصال عن تومسون رويترز، أصبحت تومسون العلمية جزءًا من كلاريفيت أناليتكس. واصلت كلاريفيت أناليتكس تطوير مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات التي ورثتها من تومسون العلمية، مع التركيز على الابتكار والتوسع في مجالات جديدة. شملت التطورات الرئيسية:
- الاستثمار في الذكاء الاصطناعي: قامت كلاريفيت أناليتكس بالاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات البحث والتحليل في منتجاتها، مما يسمح للباحثين والعلماء بالوصول إلى رؤى أعمق وأكثر دقة.
- توسيع نطاق قواعد البيانات: قامت الشركة بتوسيع نطاق قواعد بياناتها لتشمل المزيد من التخصصات والمجالات، مما يوفر للباحثين وصولاً أوسع إلى المعلومات.
- التعاون مع المؤسسات البحثية: قامت كلاريفيت أناليتكس بتوسيع نطاق تعاونها مع المؤسسات البحثية والجامعات، لتطوير حلول مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم المحددة.
- التركيز على الملكية الفكرية: عززت كلاريفيت أناليتكس تركيزها على خدمات الملكية الفكرية، مما ساعد الشركات والمؤسسات على حماية أصولها الفكرية وإدارة حقوق الملكية.
استمرت كلاريفيت أناليتكس في النمو والابتكار، وأصبحت رائدة عالميًا في توفير المعلومات والتحليلات في مجالات البحث العلمي والملكية الفكرية. وقد حافظت على إرث تومسون العلمية في تقديم خدمات عالية الجودة ودعم اتخاذ القرارات المستنيرة.
الأهمية والتأثير
لعبت تومسون العلمية، ثم كلاريفيت أناليتكس، دورًا حاسمًا في دعم البحث العلمي والابتكار. ساهمت منتجات وخدمات الشركة في:
- دعم عملية البحث: من خلال توفير الوصول إلى المعلومات العلمية والأكاديمية، ساعدت تومسون العلمية الباحثين على إجراء أبحاثهم بشكل أكثر كفاءة وفعالية.
- تقييم الأبحاث: ساعدت أدوات تحليل الاستشهادات، مثل مؤشر الاستشهادات العلمية، في تقييم تأثير الأبحاث وتحديد الاتجاهات في مختلف المجالات.
- دعم اتخاذ القرارات: قدمت المعلومات والتحليلات التي ساعدت الشركات والمؤسسات على اتخاذ قرارات مستنيرة في مجالات مثل الاستثمار، وإدارة الملكية الفكرية، والرعاية الصحية.
- تعزيز الابتكار: من خلال توفير المعلومات والتحليلات، ساهمت تومسون العلمية في تعزيز الابتكار والتقدم في مختلف المجالات.
استمر تأثير تومسون العلمية، من خلال كلاريفيت أناليتكس، في النمو والتوسع، مما يضمن استمرار الشركة في لعب دور مهم في دعم البحث العلمي والابتكار في المستقبل.
التطورات الأخيرة
شهدت كلاريفيت أناليتكس تطورات مهمة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك:
- الاستحواذ على الشركات الأخرى: قامت الشركة بالاستحواذ على شركات أخرى متخصصة في توفير المعلومات والتحليلات، مما أدى إلى توسيع نطاق منتجاتها وخدماتها.
- التوسع في الأسواق الناشئة: قامت الشركة بالتوسع في الأسواق الناشئة، مما يتيح لها الوصول إلى قاعدة عملاء أوسع.
- إطلاق منتجات وخدمات جديدة: أطلقت الشركة منتجات وخدمات جديدة تعتمد على أحدث التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة.
تؤكد هذه التطورات التزام كلاريفيت أناليتكس بالابتكار والنمو، مما يضمن استمرارها في لعب دور رائد في توفير المعلومات والتحليلات للبحث العلمي والملكية الفكرية.
خاتمة
كانت تومسون العلمية، والتي أصبحت فيما بعد كلاريفيت أناليتكس، شركة رائدة في توفير المعلومات والتحليلات للباحثين والعلماء والمهنيين في مختلف المجالات. من خلال مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات، ساهمت الشركة في دعم البحث العلمي والابتكار، وتعزيز اتخاذ القرارات المستنيرة، وتحسين الكفاءة في مختلف الصناعات. على الرغم من التحديات التي واجهتها في بيئة رقمية متغيرة باستمرار، فقد تكيفت الشركة وابتكرت، مما يضمن استمرارها في لعب دور مهم في دعم البحث العلمي والابتكار في المستقبل.