<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد هاري سميث في بالتيمور، ماريلاند، ونشأ في بيئة متواضعة. أظهر شغفًا مبكرًا بالأدب والكتابة، وبدأ في كتابة الشعر في سن مبكرة. التحق بجامعة ميريلاند، حيث درس الأدب الإنجليزي وشارك في الحياة الأدبية للجامعة. خلال هذه الفترة، بدأ في تكوين شبكة من الكتاب والشعراء الشباب الذين شاركوه اهتمامه بالأدب المستقل والتجريبي.
بعد تخرجه من الجامعة، انتقل سميث إلى مدينة نيويورك، حيث انخرط في المشهد الأدبي المزدهر في غرينتش فيليدج. عمل في وظائف مختلفة لدعم نفسه ماليًا، لكنه استمر في الكتابة والبحث عن فرص لنشر أعماله وأعمال زملائه الكتاب. أدرك سميث أن دور النشر الكبرى كانت غالبًا ما تتردد في نشر أعمال الكتاب الجدد والمستقلين، مما دفعه إلى التفكير في إنشاء دار نشر خاصة به.
تأسيس دار نشر “The Smith”
في عام 1964، أسس هاري سميث دار نشر “The Smith”، التي أصبحت واحدة من أهم دور النشر الصغيرة في الولايات المتحدة. كان هدف سميث من تأسيس “The Smith” هو توفير منصة للكتاب والشعراء الذين لم يتمكنوا من العثور على ناشرين آخرين. كان يؤمن بأهمية التنوع والتجريب في الأدب، وسعى إلى نشر أعمال جريئة ومبتكرة تتحدى التقاليد الأدبية السائدة.
نشرت دار “The Smith” مجموعة واسعة من الأعمال، بما في ذلك الشعر والروايات والقصص القصيرة والمقالات. كان سميث حريصًا على اكتشاف المواهب الجديدة، ونشر أعمال العديد من الكتاب الذين أصبحوا فيما بعد من الشخصيات البارزة في الأدب الأمريكي. من بين الكتاب الذين نشرت لهم دار “The Smith” أعمالًا ل: روبرت بلي، ودونالد هول، وآن سكستون، وإدوارد لي ماسترز.
بالإضافة إلى نشر الكتب، أصدرت دار “The Smith” أيضًا مجلة أدبية تحمل الاسم نفسه. كانت المجلة منصة مهمة للشعراء والكتاب لنشر أعمالهم والوصول إلى جمهور أوسع. تميزت المجلة بجودتها العالية وتصميمها الجذاب، وسرعان ما اكتسبت سمعة طيبة في الأوساط الأدبية.
مساهماته في حركة المطابع الصغيرة
لعب هاري سميث دورًا رائدًا في حركة المطابع الصغيرة الأمريكية، وهي حركة أدبية وثقافية ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين. سعت حركة المطابع الصغيرة إلى تحدي احتكار دور النشر الكبرى لصناعة الكتاب، وتوفير بديل للكتاب والشعراء المستقلين لنشر أعمالهم بأنفسهم. آمن سميث بأن المطابع الصغيرة تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التنوع والإبداع في الأدب.
كان سميث مدافعًا قويًا عن حقوق الكتاب والشعراء، وعمل بلا كلل لدعم المطابع الصغيرة الأخرى. شارك في تأسيس العديد من المنظمات التي تهدف إلى تعزيز حركة المطابع الصغيرة، وقدم المشورة والدعم للكتاب والناشرين المستقلين. كان سميث يؤمن بأهمية التعاون والتضامن بين المطابع الصغيرة، وعمل على بناء شبكة قوية من الكتاب والناشرين المستقلين.
- الدفاع عن حرية التعبير: كان سميث مدافعًا شرسًا عن حرية التعبير، ورفض الرقابة على الأدب.
- تشجيع التجريب: شجع سميث الكتاب والشعراء على التجريب بأشكال وأساليب جديدة، ونشر أعمالًا تتحدى التقاليد الأدبية السائدة.
- دعم الكتاب الجدد: كان سميث حريصًا على اكتشاف المواهب الجديدة، ونشر أعمال العديد من الكتاب الذين أصبحوا فيما بعد من الشخصيات البارزة في الأدب الأمريكي.
أعماله الشعرية
بالإضافة إلى عمله كمحرر وناشر، كان هاري سميث شاعرًا موهوبًا. نشر العديد من المجموعات الشعرية التي لاقت استحسان النقاد، وتميزت أعماله بأسلوبها المباشر والصادق، واستكشافها لموضوعات مثل الحب والخسارة والموت والحياة اليومية. غالبًا ما كان سميث يستخدم الفكاهة والسخرية في شعره، مما جعله جذابًا للقراء من مختلف الخلفيات.
تأثر سميث بالعديد من الشعراء والكتاب، بمن فيهم والت ويتمان، وإزرا باوند، وويليام كارلوس ويليامز. ومع ذلك، طور سميث أسلوبه الخاص والمميز، الذي جعله واحدًا من أهم الأصوات الشعرية في جيله. تميز شعر سميث بالبساطة والوضوح، وقدرته على التقاط اللحظات العابرة من الحياة اليومية وتحويلها إلى فن.
من بين أبرز مجموعاته الشعرية:
- “The Smith Poets” (1971)
- “Trinity” (1976)
- “Xmas poems” (1999)
إرثه وتأثيره
ترك هاري سميث إرثًا دائمًا في عالم الأدب الأمريكي. ساهم في دعم وتشجيع الكتاب والشعراء المستقلين، ولعب دورًا محوريًا في تطوير حركة المطابع الصغيرة. كان سميث شخصية محورية في المشهد الأدبي الأمريكي لأكثر من أربعة عقود، وألهم العديد من الكتاب والناشرين المستقلين لمواصلة عملهم.
لا يزال تأثير سميث محسوسًا حتى اليوم، حيث تستمر المطابع الصغيرة في لعب دور حيوي في نشر أعمال الكتاب والشعراء المستقلين. لقد أثبت سميث أن الكتاب والشعراء المستقلين يمكنهم النجاح والازدهار خارج نظام دور النشر الكبرى، وأن التنوع والإبداع هما أساس الأدب الجيد.
توفي هاري سميث في عام 2012، لكن إرثه سيستمر في العيش من خلال أعماله وأعمال الكتاب والشعراء الذين دعمهم.
خاتمة
كان هاري سميث شخصية بارزة في الأدب الأمريكي في القرن العشرين. بصفته شاعرًا ومحررًا وناشرًا، لعب دورًا حاسمًا في دعم وتشجيع الكتاب والشعراء المستقلين، وترك بصمة لا تُمحى على حركة المطابع الصغيرة. كان سميث مدافعًا عن حرية التعبير والتجريب، وآمن بأهمية التنوع والإبداع في الأدب. سيظل إرثه يلهم الكتاب والناشرين المستقلين للأجيال القادمة.