السيرة الذاتية والنشأة
ولد جيري دي. ماهلان في 21 فبراير 1940، ونشأ في الولايات المتحدة. حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من جامعة ولاية كولورادو عام 1962. ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في علم الأرصاد الجوية من جامعة كولورادو في بولدر في عامي 1964 و 1966 على التوالي. بدأ مسيرته المهنية في مجال العلوم في المختبر الجيوفيزيائي الديناميكي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) في برينستون، نيو جيرسي، حيث عمل لفترة طويلة وأجرى العديد من الأبحاث الرائدة. تقلد مناصب قيادية في NOAA، بما في ذلك منصب مدير المختبر الجيوفيزيائي الديناميكي من 1986 إلى 1995.
المساهمات العلمية البارزة
ركزت أبحاث ماهلان بشكل أساسي على فهم العمليات المعقدة التي تتحكم في الغلاف الجوي، وخاصةً في سياق تغير المناخ وتدهور طبقة الأوزون. يمكن تلخيص أبرز مساهماته العلمية في النقاط التالية:
- نمذجة الغلاف الجوي: طور ماهلان وفريقه نماذج حاسوبية متطورة لمحاكاة سلوك الغلاف الجوي، مما سمح لهم بدراسة تأثيرات العوامل المختلفة على المناخ. ساعدت هذه النماذج في فهم العمليات المعقدة مثل نقل الحرارة والرطوبة، وتأثيرات الغازات الدفيئة، وديناميكيات طبقة الأوزون.
- تأثيرات الأوزون: كان ماهلان من أوائل العلماء الذين حذروا من مخاطر تدهور طبقة الأوزون بسبب المواد الكيميائية التي يصنعها الإنسان، مثل مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs). ساهمت أبحاثه في فهمنا للعمليات الكيميائية التي تؤدي إلى تدهور الأوزون، وتأثير ذلك على صحة الإنسان والبيئة.
- تغير المناخ: أجرى ماهلان أبحاثًا مكثفة حول تأثير الأنشطة البشرية على المناخ العالمي. استخدم نماذجه الحاسوبية للتنبؤ بتأثيرات زيادة تركيزات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، على درجة حرارة الأرض، وأنماط هطول الأمطار، ومستوى سطح البحر. ساهمت أبحاثه في دعم الأدلة العلمية على تغير المناخ وأهمية اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
- ديناميكيات الغلاف الجوي: بالإضافة إلى أبحاثه في مجالي الأوزون وتغير المناخ، قدم ماهلان مساهمات كبيرة في فهمنا لديناميكيات الغلاف الجوي. درس العمليات التي تتحكم في حركة الهواء، وتوزيع الطاقة، وتشكيل الأحوال الجوية المختلفة.
التقدير والجوائز
حصل جيري دي. ماهلان على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماته العلمية البارزة. من بينها:
- جائزة ناسا للإنجاز العلمي المتميز: حصل عليها عام 1988 تقديرًا لأبحاثه الرائدة في مجال الأوزون وتغير المناخ.
- زمالة الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية: انتُخب زميلًا في الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية (AMS) تقديرًا لمساهماته المتميزة في العلوم.
- جائزة نوبل للسلام (كعضو في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ – IPCC): شارك في عمل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 2007 تقديرًا لجهودها في نشر المعرفة حول تغير المناخ وتأثيراته.
تُظهر هذه الجوائز مساهماته الكبيرة في فهمنا لعمليات الغلاف الجوي وتأثير الأنشطة البشرية على البيئة.
الإرث والتأثير
ترك جيري دي. ماهلان إرثًا دائمًا في مجال العلوم البيئية. ألهمت أبحاثه جيلًا كاملاً من العلماء والباحثين، ولا تزال أعماله تُستخدم على نطاق واسع في دراسة تغير المناخ وتدهور طبقة الأوزون. بالإضافة إلى مساهماته العلمية، كان ماهلان معروفًا بقدرته على التواصل العلمي الفعال. كان يشارك بانتظام في المؤتمرات والندوات، ويقدم تفسيرات واضحة ومفصلة لنتائج أبحاثه للجمهور العام وصناع القرار. ساعدت جهوده في زيادة الوعي العام بأهمية تغير المناخ وضرورة اتخاذ إجراءات للتخفيف من آثاره.
كان ماهلان أيضًا مدافعًا عن سياسات بيئية قائمة على العلم. قدم المشورة للعديد من الحكومات والمنظمات الدولية بشأن قضايا المناخ والأوزون، وساهم في تطوير سياسات تهدف إلى حماية البيئة. ترك إرثه بصمة واضحة على السياسات البيئية العالمية، بما في ذلك بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة للأوزون.
الحياة الشخصية
بالإضافة إلى مسيرته المهنية اللامعة، كان جيري دي. ماهلان شخصًا يتمتع بحياة شخصية غنية. كان متزوجًا ولديه أطفال، وعُرف بحبه للطبيعة والأنشطة الخارجية. كان يتمتع بشخصية ودودة ومرحة، وكان يحظى بتقدير كبير من قبل زملائه ومرؤوسيه. توفي في 28 نوفمبر 2012، لكن إرثه العلمي والفكري لا يزال حيًا ويتجلى في الأبحاث الجارية والسياسات البيئية التي تهدف إلى حماية كوكبنا.
أهمية أبحاث ماهلان في العصر الحالي
تأتي أهمية أبحاث جيري دي. ماهلان في العصر الحالي في سياق التحديات البيئية المتزايدة التي تواجهها البشرية. مع استمرار تغير المناخ وتدهور البيئة، تزداد الحاجة إلى فهم أفضل لعمليات الغلاف الجوي وتأثير الأنشطة البشرية عليها. يمكن تلخيص أهمية أبحاثه في النقاط التالية:
- توفير الأساس العلمي لسياسات المناخ: قدمت أبحاث ماهلان الأساس العلمي للعديد من السياسات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بتغير المناخ، مثل اتفاقية باريس. ساعدت نماذجه الحاسوبية وتنبؤاته في توجيه جهود الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع آثار تغير المناخ.
- زيادة الوعي العام: ساهمت أبحاثه في زيادة الوعي العام بأهمية تغير المناخ وتأثيراته على صحة الإنسان والبيئة. ساعدت تفسيراته الواضحة والمفصلة لنتائج أبحاثه في تثقيف الجمهور العام وصناع القرار حول هذه القضايا المعقدة.
- توجيه البحوث المستقبلية: ألهمت أبحاث ماهلان جيلًا كاملاً من العلماء والباحثين، ولا تزال أعماله تُستخدم على نطاق واسع في دراسة تغير المناخ وتدهور طبقة الأوزون. توفر رؤاه ونماذجه الأساس للعديد من البحوث الجارية والمستقبلية في مجال العلوم البيئية.
- دعم التنمية المستدامة: من خلال فهم عمليات الغلاف الجوي وتأثير الأنشطة البشرية عليها، ساهمت أبحاث ماهلان في دعم جهود التنمية المستدامة. ساعدت في توجيه السياسات التي تهدف إلى حماية البيئة وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الوقت نفسه.
بشكل عام، تظل أبحاث جيري دي. ماهلان ذات أهمية كبيرة في العصر الحالي، حيث تساهم في مواجهة التحديات البيئية المتزايدة ودعم جهود التنمية المستدامة.
خاتمة
كان جيري دي. ماهلان عالم أرصاد جوية وعالم مناخ أمريكيًا بارزًا، قدم مساهمات رائدة في فهمنا لعمليات الغلاف الجوي وتأثير الأنشطة البشرية على المناخ والبيئة. أثرت أبحاثه في مجالات مثل نمذجة الغلاف الجوي، وتدهور طبقة الأوزون، وتغير المناخ. حصل على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لعمله. ترك إرثًا دائمًا في مجال العلوم البيئية، حيث ألهمت أبحاثه جيلًا كاملاً من العلماء والباحثين، ولا تزال أعماله تُستخدم على نطاق واسع في دراسة تغير المناخ وتدهور طبقة الأوزون. كان أيضًا مدافعًا عن سياسات بيئية قائمة على العلم، وساهم في تطوير سياسات تهدف إلى حماية البيئة. تعتبر أبحاثه ذات أهمية كبيرة في العصر الحالي، حيث تساهم في مواجهة التحديات البيئية المتزايدة ودعم جهود التنمية المستدامة.
المراجع
- السيرة الذاتية لجيري دي. ماهلان في المختبر الجيوفيزيائي الديناميكي التابع لـ NOAA
- السيرة الذاتية في الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية
- مقالة عن وفاة جيري دي. ماهلان في صحيفة نيويورك تايمز
- صفحة جيري ماهلان على ويكيبيديا
“`