تأسيس 99 ريكوردز
تأسست 99 ريكوردز في عام 1980 في مدينة نيويورك على يد إد بينيت وبيل ماكارتي. كان بينيت وماكارتي صديقين مهتمين بالموسيقى، وكانا يهدفان إلى إنشاء شركة تسجيلات تدعم الموسيقى التي لم تجد طريقها إلى شركات التسجيلات الكبرى. أدركوا الحاجة إلى منصة للفنانين الذين كانوا يبتكرون أصواتًا جديدة وجريئة، والتي غالبًا ما تم تجاهلها أو رفضها من قبل الصناعة الموسيقية السائدة. كان الاثنان يمتلكان رؤية مشتركة، وهي إحداث تغيير في المشهد الموسيقي، ودعم الأصوات التي تعتبر غير تقليدية.
بدأت الشركة بإصدار تسجيلات لفنانين محليين في نيويورك، وسرعان ما اكتسبت سمعة طيبة في المشهد الموسيقي المستقل. كان بينيت وماكارتي يحرصان على اكتشاف المواهب الجديدة، وتوفير بيئة إبداعية للفنانين للعمل فيها. لقد كانا يمتلكان ذوقًا موسيقيًا فريدًا، مما ساعدهم على تحديد الفنانين الذين كان لديهم القدرة على إحداث تأثير.
فنانو 99 ريكوردز
ضمّت 99 ريكوردز قائمة مثيرة للإعجاب من الفنانين، معظمهم من الموسيقيين التجريبيين في الموجة الجديدة. من بين أبرز الفنانين الذين أصدروا ألبوماتهم من خلال الشركة:
- ياسيو (Y Pants): فرقة نسائية تجريبية اشتهرت بأسلوبها الفريد والمرح.
- مارا (Mars): فرقة نو ويف رائدة، معروفة بصوتها الصاخب والمتوتر.
- ليكويفيك (Liquid Liquid): فرقة ما بعد البانك التي دمجت عناصر من الفانك والرقص. اشتهرت بأغنيتها “Cavern”، التي أثرت بشكل كبير على موسيقى الرقص.
- إس إل إي سي (ESG): فرقة نسائية من نيويورك، اشتهرت بأسلوبها الإيقاعي الفريد الذي يجمع بين عناصر البانك والفانك والديسكو.
- كلينكس (Klinik): فرقة بلجيكية رائدة في مجال الموسيقى الصناعية.
ساهمت هذه الفرق والفنانون الآخرون في تحديد صوت 99 ريكوردز. لقد قدمت الشركة منصة للفنانين الذين لم يكونوا مناسبين لأنواع الموسيقى السائدة، مما سمح لهم بالتعبير عن رؤيتهم الفنية بحرية. ساهمت 99 ريكوردز في انتشار موسيقى الموجة الجديدة، وساعدت في بناء مجتمع من الفنانين والمستمعين الذين يقدرون التجريب والإبداع.
أهمية 99 ريكوردز في الموجة الجديدة
كانت 99 ريكوردز قوة دافعة رئيسية في حركة الموجة الجديدة في نيويورك. قدمت الشركة دعمًا حيويًا للفنانين الذين كانوا في طليعة هذا النوع الموسيقي التجريبي. ساعدت الشركة في:
- توفير منصة: قدمت 99 ريكوردز للفنانين منصة لإصدار تسجيلاتهم، وهو أمر حيوي في عصر كانت فيه الشركات الكبرى تتردد في المخاطرة بالفنانين غير التقليديين.
- توسيع نطاق الجمهور: ساعدت الشركة في تعريف جمهور أوسع على موسيقى الموجة الجديدة. ساهمت إصدارات الشركة في زيادة الوعي بهذا النوع الموسيقي، وجذب انتباه محبي الموسيقى حول العالم.
- تشجيع الإبداع: من خلال توفير بيئة إبداعية للفنانين، شجعت 99 ريكوردز على التجريب والإبداع. سمحت الشركة للفنانين باستكشاف أساليب موسيقية جديدة وجريئة.
- بناء مجتمع: ساعدت الشركة في بناء مجتمع من الفنانين والموسيقيين والمستمعين الذين شاركوا في تقديرهم للتجريب والابتكار الموسيقي.
كانت 99 ريكوردز أكثر من مجرد شركة تسجيلات؛ بل كانت حركة ثقافية. ساعدت الشركة في إعادة تعريف المشهد الموسيقي، وفتحت الباب أمام الفنانين الذين لم يجدوا طريقًا آخر للتعبير عن أنفسهم.
تأثير 99 ريكوردز على الموسيقى
على الرغم من أن 99 ريكوردز لم تدم طويلًا (عملت لمدة أربع سنوات فقط)، إلا أن تأثيرها على الموسيقى كان كبيرًا ودائمًا. ألهمت الشركة عددًا لا يحصى من الفنانين والشركات الأخرى.
- التأثير على الموسيقى المستقلة: أثبتت 99 ريكوردز أن الشركات المستقلة يمكن أن تكون ناجحة، وأنها يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في تشكيل المشهد الموسيقي.
- تأثير على أنواع موسيقية: ساعدت الشركة في وضع أسس أنواع موسيقية جديدة مثل الموجة الجديدة، وما بعد البانك، والموسيقى التجريبية.
- إلهام للفنانين: ألهمت الشركة عددًا لا يحصى من الفنانين، وشجعتهم على اتباع رؤيتهم الفنية، وتحدي المعايير السائدة.
استمرت موسيقى الفنانين الذين أصدروا من خلال 99 ريكوردز في التأثير على الموسيقيين حتى يومنا هذا. يمكن سماع تأثير الشركة في مجموعة متنوعة من الأنواع الموسيقية، من موسيقى الروك البديلة إلى الموسيقى الإلكترونية.
نهاية 99 ريكوردز
توقفت 99 ريكوردز عن العمل في عام 1984. لم يتم الإعلان عن سبب محدد للإغلاق، ولكن من المحتمل أن يكون مزيجًا من العوامل، بما في ذلك التحديات المالية والتغيرات في المشهد الموسيقي. على الرغم من الإغلاق، تركت 99 ريكوردز إرثًا دائمًا.
تمتلك الشركة أرشيفًا غنيًا من الموسيقى، والذي لا يزال متاحًا للمستمعين. تستمر إصدارات الشركة في إلهام الفنانين والموسيقيين حول العالم. تُعتبر 99 ريكوردز مثالًا على كيف يمكن للشركة المستقلة أن تحدث فرقًا كبيرًا في المشهد الموسيقي، وكيف يمكن للأصوات غير التقليدية أن تترك تأثيرًا دائمًا.
إرث 99 ريكوردز
ترك إرث 99 ريكوردز أثرًا دائمًا في تاريخ الموسيقى. فقد أثبتت الشركة أنها قوة دافعة رئيسية في تطوير موسيقى الموجة الجديدة، وقدمت منصة للفنانين المبتكرين.
- إلهام للشركات المستقلة: أثبتت 99 ريكوردز للشركات المستقلة الأخرى أنها يمكن أن تنجح من خلال الالتزام بالرؤية الإبداعية.
- اكتشاف المواهب: اكتشفت الشركة وروجت للعديد من الفنانين الموهوبين الذين أصبحوا مؤثرين في صناعة الموسيقى.
- إرث ثقافي: ساهمت الشركة في تشكيل الثقافة الموسيقية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، ولا تزال موسيقاها تحظى بالتقدير حتى اليوم.
تُذكر 99 ريكوردز كشركة تسجيلات رائدة في مجال الموسيقى المستقلة، وكرمز للإبداع والابتكار. إنها تذكير بأهمية دعم الفنانين غير التقليديين، وكيف يمكن للأصوات البديلة أن تحدث فرقًا كبيرًا في العالم.
استمرارية التأثير
يستمر تأثير 99 ريكوردز في الظهور في الموسيقى المعاصرة. يمكن العثور على أصداء صوت الشركة في أعمال العديد من الفنانين اليوم، مما يبرز أهمية إرثها الدائم. إن تركيز الشركة على التجريب، والابتكار، ودعم الفنانين غير التقليديين لا يزال يلهم الفنانين والشركات الأخرى في جميع أنحاء العالم.
تُعد 99 ريكوردز بمثابة مثال على قوة الشركات المستقلة في صناعة الموسيقى. لقد أثبتت الشركة أنه من الممكن إحداث تغيير كبير، حتى مع الموارد المحدودة. إنها تذكير بأهمية دعم الفنانين الذين يجرؤون على أن يكونوا مختلفين، وكيف يمكن لأعمالهم أن تثري ثقافتنا.
أمثلة على تأثير 99 ريكوردز
بالإضافة إلى تأثيرها المباشر على الفنانين الذين وقعوا معها، أثرت 99 ريكوردز أيضًا على عدد من الأنماط الموسيقية والمجتمعات الفرعية.
- الموسيقى الصناعية: ساهمت الشركة في تطوير الموسيقى الصناعية، من خلال إصدار أعمال فرق مثل كلينكس.
- موسيقى الرقص: أثرت الشركة على موسيقى الرقص من خلال أعمال مثل ليكويفيك، التي دمجت عناصر من الفانك والبانك والديسكو.
- الحركات الفنية البديلة: كان لـ 99 ريكوردز تأثير على الحركات الفنية البديلة، من خلال دعمها للفنانين التجريبيين.
كانت 99 ريكوردز أكثر من مجرد شركة تسجيلات؛ بل كانت حركة ثقافية. ساعدت الشركة في إعادة تعريف المشهد الموسيقي، وفتحت الباب أمام الفنانين الذين لم يجدوا طريقًا آخر للتعبير عن أنفسهم.
خاتمة
كانت 99 ريكوردز شركة تسجيلات مستقلة أمريكية رائدة، لعبت دورًا حيويًا في المشهد الموسيقي في أوائل الثمانينيات. من خلال التزامها بدعم الفنانين التجريبيين وغير التقليديين، ساهمت الشركة في تطوير موسيقى الموجة الجديدة، وتركت إرثًا دائمًا. على الرغم من أن الشركة لم تدم طويلًا، إلا أن تأثيرها على الموسيقى لا يزال ملموسًا حتى يومنا هذا، وهي بمثابة مثال على قوة الشركات المستقلة في صناعة الموسيقى. كانت 99 ريكوردز أكثر من مجرد شركة تسجيلات؛ بل كانت حركة ثقافية ساعدت في إعادة تعريف المشهد الموسيقي.