تكوين الفرقة
تكونت ذا ديد في البداية من أعضاء جريتفل ديد الباقين على قيد الحياة، وهم بوب وير (غيتار وإيقاع وغناء)، وفيل ليش (غيتار باس)، وبيل كريوتزمان (طبول)، وميكي هارت (طبول وإيقاع). انضم إليهم في البداية بروس هورنسبي (بيانو وأكورديون)، و فينس ويلاك (عازف لوحات المفاتيح). مع مرور الوقت، انضم موسيقيون آخرون إلى الفرقة، بمن فيهم وارن هايز (غيتار وغناء)، وجيف كيمل (لوحات مفاتيح وغناء)، وديريك تراكس (غيتار). كان هؤلاء الموسيقيون يتمتعون بمهارات عالية وأضافوا نكهات مختلفة إلى صوت ذا ديد، مما حافظ على حيوية الموسيقى وتنوعها.
المسيرة الفنية والظهور
بعد وفاة جيري جارسيا، كان من الضروري للأعضاء المتبقين من جريتفل ديد أن يقرروا ما إذا كانوا سيستمرون في العزف معًا أم لا. قرروا في النهاية تكوين فرقة جديدة للحفاظ على موسيقى جريتفل ديد حية. بدأت الفرقة في الظهور في عام 2003، وقدمت عروضًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم. قدمت ذا ديد حفلات موسيقية ضخمة، غالبًا ما استمرت لساعات، وشملت عزفًا مطولًا ومرتجلًا سمة مميزة لموسيقى جريتفل ديد. كان الجمهور، المعروف باسم “ديد هيدز” (Deadheads)، يتبع الفرقة في جميع أنحاء البلاد، مما يخلق مجتمعًا متماسكًا من محبي الموسيقى.
الأداء الموسيقي والأسلوب
حافظت ذا ديد على أسلوب جريتفل ديد الموسيقي المميز، الذي يتميز بالارتجال، والعزف المطول، والتداخلات الموسيقية المعقدة. كانت حفلاتهم الموسيقية عبارة عن رحلات موسيقية، حيث تتطور الأغاني وتأخذ أشكالًا جديدة في كل مرة يتم فيها عزفها. كان لدى الفرقة مجموعة واسعة من المواد، من أغاني جريتفل ديد الكلاسيكية إلى مواد جديدة. كان الموسيقيون يتمتعون بمهارات عالية، وكانت التفاعلات فيما بينهم على المسرح تخلق تجربة فريدة من نوعها للجمهور. كان استخدامهم للإضاءة والصوت جزءًا لا يتجزأ من العروض، مما ساهم في خلق جو من الغموض والإثارة.
التراث والتأثير
تركت ذا ديد بصمة كبيرة في عالم موسيقى الروك. لقد حافظت الفرقة على إرث جريتفل ديد، وجذبت جمهورًا جديدًا مع الحفاظ على قاعدة المعجبين الأصلية. ألهمت الفرقة العديد من الفرق الموسيقية الأخرى، ولا يزال تأثيرها محسوسًا في الموسيقى حتى يومنا هذا. بالإضافة إلى ذلك، ساعدت ذا ديد في الحفاظ على ثقافة “ديد هيدز” حية، والتي تتميز بالصداقة الحميمة، وحب الموسيقى، والتعلق القوي بالفرقة. أصبحت حفلاتهم الموسيقية مناسبات اجتماعية، حيث يجتمع الناس من جميع مناحي الحياة للاستمتاع بالموسيقى والاحتفال بالروح الجماعية.
ألبومات وتسجيلات
على الرغم من أن ذا ديد لم تصدر ألبومات استوديو رسمية، إلا أنها أصدرت العديد من التسجيلات الحية. هذه التسجيلات، التي غالبًا ما تكون متاحة للجمهور من خلال موقع الفرقة أو خدمات البث، توثق العروض الموسيقية التي قدمتها الفرقة. من بين هذه التسجيلات:
- “The Dead” (Live): مجموعة من العروض الحية من جولات مختلفة.
- “View from the Vault”: سلسلة من إصدارات الفيديو والصوت من عروض جريتفل ديد وذا ديد.
- مجموعات أخرى من العروض الحية: تتوفر العديد من التسجيلات الحية الأخرى على مواقع بيع الموسيقى أو خدمات البث.
كانت هذه التسجيلات بمثابة تذكير مستمر للجمهور بقدرة الفرقة على تقديم عروض موسيقية مميزة. ساعدت هذه التسجيلات أيضًا في الحفاظ على ذاكرة جيري جارسيا حية، حيث عزف العديد من أعضاء الفرقة أغاني جريتفل ديد التي غناها جارسيا في الماضي.
المشاريع الجانبية والأنشطة المنفردة
بالإضافة إلى عملهم مع ذا ديد، شارك أعضاء الفرقة في مشاريع جانبية وأنشطة منفردة مختلفة. سمح ذلك للموسيقيين باستكشاف أساليب موسيقية مختلفة والعمل مع موسيقيين آخرين. بعض الأمثلة تشمل:
- بوب وير: واصل بوب وير مسيرته الموسيقية مع فرقة “RatDog” وغيرها من المشاريع.
- فيل ليش: عزف فيل ليش مع فرقته الخاصة، “Phil Lesh and Friends”.
- ميكي هارت: أصدر ميكي هارت ألبومات فردية، وشارك في مشاريع إيقاعية متنوعة.
- وارن هايز: أصبح وارن هايز عضوًا في فرقة “Gov’t Mule” وأصدر ألبومات منفردة.
هذه المشاريع الجانبية ساهمت في إثراء المشهد الموسيقي العام، وأظهرت تنوع المواهب لدى أعضاء ذا ديد.
الجمهور والثقافة
كان لجمهور ذا ديد، المعروف باسم “ديد هيدز”، دور كبير في نجاح الفرقة. كان “ديد هيدز” مجتمعًا متماسكًا، حيث يتبادل الأعضاء الأغاني، ويشاركون في الاحتفالات، ويدعمون الفرقة بكل ما لديهم. ساهم “ديد هيدز” في خلق جو من الإيجابية والتشارك في حفلات ذا ديد، مما جعل التجربة بأكملها فريدة من نوعها. كان “ديد هيدز” بمثابة قوة دافعة للفرقة، حيث ساهموا في الحفاظ على إرث جريتفل ديد حياً. كان لديهم أيضًا تأثير كبير على الثقافة الشعبية، من خلال أسلوبهم في الملبس، وحبهم للموسيقى، والتزامهم بقيم مثل السلام والحب.
العلاقة مع جريتفل ديد
كانت العلاقة بين ذا ديد وجريتفل ديد معقدة. في حين أن ذا ديد كانت تعتبر بمثابة استمرار لإرث جريتفل ديد، كان هناك دائمًا شعور بالحنين إلى الماضي والافتقاد إلى جيري جارسيا. حافظت ذا ديد على روح موسيقى جريتفل ديد، ولكنها لم تحاول أبدًا أن تكون مجرد تقليد للفرقة الأصلية. كان أعضاء ذا ديد يقدمون دائمًا أداءً يظهر فيه إبداعهم الخاص، مما جعل كل عرض فريدًا من نوعه. عملت الفرقتان على تعزيز شعور بالوحدة بين المعجبين، مما ساهم في إبقاء الروح الموسيقية حية.
توقف الفرقة
توقفت ذا ديد عن العزف في عام 2009. على الرغم من ذلك، استمر العديد من أعضاء الفرقة في العزف معًا في مشاريع مختلفة، مما حافظ على روح موسيقى جريتفل ديد حية. كما اجتمعوا في بعض الأحيان لإحياء حفلات تكريمية لـ جريتفل ديد، مما سمح للمعجبين بالاستمتاع بالموسيقى مرة أخرى. على الرغم من أن ذا ديد لم تعد موجودة كفرقة عاملة، إلا أن تأثيرها على عالم الموسيقى لا يزال قويًا. ترك أعضاؤها إرثًا دائمًا يذكرنا بأهمية الموسيقى الحية والروح الجماعية.
العودة واللم شمل
في عام 2015، اجتمع الأعضاء الباقون على قيد الحياة من جريتفل ديد معًا مرة أخرى في سلسلة من الحفلات، تحت اسم “Fare Thee Well: Celebrating 50 Years of Grateful Dead”. انضم إليهم في هذه الحفلات تري أناستاسيو من فرقة فيش (Phish). كانت هذه الحفلات حدثًا تاريخيًا، حيث جمعت الأعضاء الأصليين معًا مرة أخرى على خشبة المسرح. أثبتت الحفلات أنها ناجحة للغاية، وجذبت الآلاف من المعجبين من جميع أنحاء العالم. كان هذا بمثابة احتفال بـ جريتفل ديد وذا ديد، وشهادة على التأثير الدائم الذي تركته هذه الفرق على عالم الموسيقى.
خاتمة
ذا ديد كانت فرقة روك أمريكية تركت بصمة كبيرة في عالم الموسيقى. استمرت الفرقة في إحياء موسيقى جريتفل ديد بعد وفاة جيري جارسيا، وجذبت جمهورًا جديدًا مع الحفاظ على قاعدة المعجبين الأصلية. من خلال عزفهم المطول وروح الارتجال، قدمت الفرقة تجارب موسيقية فريدة من نوعها. على الرغم من توقفها عن العزف، إلا أن تأثير ذا ديد لا يزال ملموسًا، وتذكرنا بأهمية الموسيقى الحية والروح الجماعية. إنها تذكير دائم بإرث جريتفل ديد، وبأهمية الحفاظ على التراث الموسيقي حياً.