<![CDATA[
مقدمة
بلانتون سي. وينشيب (23 نوفمبر 1869 – 9 أكتوبر 1947) كان محاميًا عسكريًا أمريكيًا ومحاربًا قديمًا في الحرب الإسبانية الأمريكية والحرب العالمية الأولى. شغل منصب الحاكم المدني لبورتوريكو من عام 1934 إلى عام 1939. اشتهر وينشيب بسياساته المثيرة للجدل في بورتوريكو، والتي تضمنت قمع الحركة القومية البورتوريكية والرقابة على الصحافة. غالبًا ما يُنظر إليه على أنه شخصية مثيرة للجدل في التاريخ البورتوريكي.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد بلانتون وينشيب في ميسكون بولاية جورجيا، وهو ابن روبرت وينشيب وسارة إيموجين ماكدويل. التحق بجامعة ميرسر، حيث حصل على درجة البكالوريوس في عام 1889. ثم التحق بأكاديمية الجيش الأمريكي في ويست بوينت، وتخرج منها في عام 1893. بعد تخرجه، تم تكليفه كملازم ثانٍ في سلاح الفرسان السادس بالجيش الأمريكي.
درس وينشيب القانون في جامعة جورج واشنطن، وحصل على درجة في القانون عام 1906. ثم حصل على درجة الماجستير في القانون من نفس الجامعة عام 1907. أثناء خدمته في الجيش، تابع وينشيب تعليمه القانوني بجدية، مما أهله لأداء مهام قانونية مهمة لاحقًا في حياته المهنية.
حياته المهنية العسكرية
بدأ وينشيب مسيرته العسكرية في سلاح الفرسان، وشارك في الحرب الإسبانية الأمريكية. خدم في كوبا وترقى إلى رتبة ملازم أول. بعد الحرب، انتقل إلى سلك القضاء العسكري، حيث عمل كمحامٍ عسكري. لعب دورًا هامًا في صياغة قوانين عسكرية جديدة.
خلال الحرب العالمية الأولى، خدم وينشيب في أوروبا كضابط في سلك القضاء العسكري. حصل على وسام الخدمة المتميزة لخدمته في زمن الحرب. بعد الحرب، بقي في الجيش وترقى إلى رتبة عميد. تقاعد من الجيش عام 1933.
تضمنت مهام وينشيب العسكرية:
- الخدمة في سلاح الفرسان.
- العمل كمحامٍ عسكري.
- المشاركة في الحرب الإسبانية الأمريكية.
- الخدمة في الحرب العالمية الأولى.
الحاكم المدني لبورتوريكو
في عام 1934، عُين وينشيب حاكمًا مدنيًا لبورتوريكو من قبل الرئيس فرانكلين دي روزفلت. خلال فترة ولايته، واجه وينشيب تحديات كبيرة، بما في ذلك الكساد الكبير وتصاعد الحركة القومية البورتوريكية. تميزت فترة ولايته بالعديد من الأحداث الهامة والمثيرة للجدل.
اتسمت فترة حكم وينشيب بالعديد من السياسات والإجراءات المثيرة للجدل، بما في ذلك:
- قمع الحركة القومية البورتوريكية: اتخذ وينشيب إجراءات صارمة ضد الحركة القومية، بما في ذلك اعتقال قادتها وسجنهم.
- الرقابة على الصحافة: فرض وينشيب رقابة على الصحافة البورتوريكية، وقمع الانتقادات لحكومته.
- استخدام الشرطة لقمع الاحتجاجات: استخدم وينشيب الشرطة لقمع الاحتجاجات والمظاهرات، مما أدى إلى العديد من الحوادث المؤسفة.
مذبحة بونس
وقعت مذبحة بونس في 21 مارس 1937، عندما فتحت الشرطة النار على مسيرة سلمية نظمها القوميون البورتوريكيون في مدينة بونس. قُتل 19 شخصًا على الأقل وجُرح أكثر من 200 آخرين. أثارت المذبحة غضبًا واسع النطاق وأدت إلى انتقادات شديدة لوينشيب وحكومته.
كانت مذبحة بونس نقطة تحول في تاريخ بورتوريكو، وأدت إلى تصاعد التوتر بين القوميين البورتوريكيين والحكومة الأمريكية. كما أدت إلى تحقيق أجراه الكونجرس الأمريكي، والذي خلص إلى أن الشرطة تصرفت بشكل غير مبرر.
الخلافات والانتقادات
واجه وينشيب انتقادات شديدة بسبب سياساته في بورتوريكو، وخاصة قمع الحركة القومية والرقابة على الصحافة. اتهمه منتقدوه بانتهاك الحريات المدنية وقمع المعارضة السياسية. دافع وينشيب عن سياساته، مدعياً أنها ضرورية للحفاظ على القانون والنظام.
أدت سياسات وينشيب إلى استياء واسع النطاق في بورتوريكو، وأدت إلى العديد من الاحتجاجات والمظاهرات. كما أدت إلى انتقادات من قبل بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي.
استقالته
في عام 1939، استقال وينشيب من منصبه كحاكم مدني لبورتوريكو. يُعتقد أن استقالته جاءت نتيجة للضغوط المتزايدة بسبب سياساته المثيرة للجدل ومذبحة بونس. بعد استقالته، عاد وينشيب إلى الولايات المتحدة.
حياته اللاحقة ووفاته
بعد استقالته من منصبه كحاكم لبورتوريكو، مارس وينشيب القانون في واشنطن العاصمة. توفي في 9 أكتوبر 1947، عن عمر يناهز 77 عامًا. دفن في مقبرة أرلينغتون الوطنية.
إرثه
لا يزال إرث بلانتون وينشيب موضوع نقاش في بورتوريكو. يرى البعض أنه شخصية مثيرة للجدل اتخذت إجراءات قمعية ضد الحركة القومية، بينما يرى آخرون أنه حاول الحفاظ على القانون والنظام في مواجهة التحديات الصعبة. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن وينشيب لعب دورًا مهمًا في تاريخ بورتوريكو.
تعتبر فترة حكمه من الفترات الحاسمة في تاريخ الجزيرة، حيث شهدت أحداثًا هامة أثرت على مسار تطورها السياسي والاجتماعي.
خاتمة
كان بلانتون وينشيب شخصية بارزة في التاريخ الأمريكي والبورتوريكي. بصفته محاميًا عسكريًا وحاكمًا مدنيًا لبورتوريكو، لعب دورًا مهمًا في تشكيل السياسات والأحداث في عصره. على الرغم من أن سياساته كانت مثيرة للجدل، إلا أنه لا يمكن إنكار تأثيره على تاريخ بورتوريكو.