ميثابيريلين (Methapyrilene)

التركيب الكيميائي والآلية

ميثابيريلين هو مركب عضوي، صيغته الكيميائية C₁₄H₂₀N₂S. يعمل عن طريق منع عمل الهيستامين، وهي مادة كيميائية يفرزها الجسم أثناء تفاعلات الحساسية. يرتبط ميثابيريلين بمستقبلات الهيستامين H1، مما يمنع الهيستامين من الارتباط بهذه المستقبلات وبالتالي يقلل من الأعراض المرتبطة بالحساسية مثل العطس وسيلان الأنف والحكة. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك ميثابيريلين خصائص مضادة للكولين، مما يعني أنه يمكن أن يؤثر على نظام الأسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي آخر يلعب دوراً في العديد من الوظائف الجسدية.

الاستخدامات الأصلية

في الأصل، تم تسويق ميثابيريلين لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك:

  • الحساسية: كان يستخدم لتخفيف أعراض الحساسية الموسمية (حمى القش) والحساسية الأخرى.
  • الأرق: بسبب تأثيره المهدئ، كان يستخدم أحيانًا كمنوم للمساعدة على النوم.
  • نزلات البرد: تم استخدامه في بعض الأدوية المركبة لعلاج أعراض نزلات البرد مثل العطس وسيلان الأنف.

كان ميثابيريلين متوفرًا في العديد من الأشكال، بما في ذلك الأقراص والكبسولات والشراب. كما كان عنصرًا شائعًا في العديد من المنتجات التي لا تستلزم وصفة طبية، غالبًا ما يتم دمجها مع مسكنات الألم أو مزيلات الاحتقان.

مخاطر السلامة وسحب الدواء

على الرغم من استخدامه على نطاق واسع لسنوات عديدة، بدأ القلق بشأن سلامة ميثابيريلين في الظهور في أواخر القرن العشرين. أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات وجود صلة بين التعرض لميثابيريلين وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. تم العثور على المادة المضافة لبعض المنتجات التي تحتوي على ميثابيريلين، وهي ثنائي إيثيلين جليكول (Diethylene glycol) ملوثة في الماضي، مما أثار مخاوف إضافية بشأن سلامة المنتج. أدى هذا إلى اتخاذ إجراءات تنظيمية في العديد من البلدان.

في عام 1979، خلصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إلى أن ميثابيريلين غير آمن وغير فعال. تم حظر استخدامه في منتجات الأطفال، وتم سحب العديد من المنتجات التي تحتوي على ميثابيريلين من الأسواق. اتخذت دول أخرى إجراءات مماثلة. في الوقت الحالي، لم يعد ميثابيريلين متوفرًا في معظم البلدان الغربية كعلاج موصوف أو بدون وصفة طبية.

البدائل

بعد سحب ميثابيريلين، تم تطوير العديد من مضادات الهيستامين البديلة الأكثر أمانًا وفعالية. تشمل هذه:

  • مضادات الهيستامين من الجيل الأول: مثل ديفينهيدرامين (Diphenhydramine) وكلورفينيرامين (Chlorpheniramine)، والتي لا تزال تستخدم على نطاق واسع. ومع ذلك، فإن هذه الأدوية يمكن أن تسبب النعاس.
  • مضادات الهيستامين من الجيل الثاني: مثل سيتريزين (Cetirizine)، لوراتادين (Loratadine)، وفيكسوفينادين (Fexofenadine)، والتي عادة ما تكون أقل تسبباً للنعاس.

عند اختيار مضاد للهيستامين، من المهم استشارة الطبيب أو الصيدلي لتحديد الدواء الأنسب بناءً على الأعراض الفردية والتاريخ الطبي.

التأثيرات الجانبية

بسبب خصائصه المضادة للكولين، يمكن أن يسبب ميثابيريلين مجموعة متنوعة من الآثار الجانبية، بما في ذلك:

  • النعاس: هذا هو التأثير الجانبي الأكثر شيوعًا.
  • جفاف الفم:
  • عدم وضوح الرؤية:
  • الإمساك:
  • احتباس البول:

في الجرعات الزائدة، يمكن أن يسبب ميثابيريلين أعراضًا أكثر خطورة، مثل النوبات والتشنجات. يجب على الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة، مثل الجلوكوما (المياه الزرقاء) وتضخم البروستاتا، توخي الحذر الشديد عند استخدام ميثابيريلين أو تجنبه تمامًا.

التفاعلات الدوائية

يمكن أن يتفاعل ميثابيريلين مع العديد من الأدوية الأخرى، بما في ذلك:

  • الكحول: يمكن أن يؤدي تناول الكحول مع ميثابيريلين إلى زيادة النعاس.
  • مهدئات أخرى: مثل الباربيتورات والبنزوديازيبينات، يمكن أن تعزز التأثيرات المهدئة لميثابيريلين.
  • مثبطات أكسيديز أحادي الأمين (MAOIs): يمكن أن تزيد هذه الأدوية من خطر الآثار الجانبية لميثابيريلين.

من المهم إخبار الطبيب أو الصيدلي عن جميع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض قبل استخدام ميثابيريلين.

الاستخدام الحالي والبدائل

نظرًا لمخاوف السلامة، لم يعد ميثابيريلين مستخدمًا على نطاق واسع. تم استبداله إلى حد كبير بمضادات الهيستامين الأكثر أمانًا وفعالية. تتوفر هذه البدائل على نطاق واسع في شكل أقراص وشراب وبخاخات الأنف. في حالة الشك، يجب استشارة الطبيب أو الصيدلي لتحديد الدواء الأنسب للحالة المحددة.

الخلاصة

ميثابيريلين هو دواء مضاد للهيستامين ومضاد للكولين كان يستخدم في الماضي لعلاج الحساسية والأرق. ومع ذلك، تم سحبه من الأسواق في العديد من البلدان بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، وخاصة بعد اكتشاف ارتباطه بزيادة خطر الإصابة بالسرطان في الدراسات على الحيوانات. تم استبدال ميثابيريلين بمضادات الهيستامين البديلة الأكثر أمانًا وفعالية. يجب على المرضى الذين يعانون من أعراض الحساسية أو الأرق استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب.

المراجع

“`