التصميم والبناء
تم بناء ليمونوس في الأصل باسم “يو إس إس أريزونا” (USS Arizona) في حوض بناء السفن في بروكلين، نيويورك. تم إطلاقها في عام 1904 واكتمل بناؤها في عام 1908. كانت البارجة من فئة “فرجينيا” (Virginia-class)، وهي فئة من البوارج التي تميزت بتصميمها القوي وتسليحها الثقيل. كان طول السفينة الإجمالي يبلغ حوالي 400 قدم (122 مترًا)، وعرضها 76 قدمًا (23 مترًا)، وغاطسها 24 قدمًا (7.3 مترًا).
كان تسليح ليمونوس يتضمن أربعة مدافع رئيسية عيار 12 بوصة (305 ملم)، وثمانية مدافع ثانوية عيار 8 بوصات (203 ملم)، بالإضافة إلى عدد من المدافع الأصغر حجمًا المضادة للطائرات. كما كانت مجهزة بأنابيب طوربيد تحت الماء. كان تصميم السفينة يهدف إلى توفير قوة نيران هائلة وقدرة على تحمل الضربات القوية.
الخدمة في البحرية الأمريكية
خدمت يو إس إس أريزونا في البحرية الأمريكية لعدة سنوات. شاركت في تدريبات وأنشطة متنوعة، بما في ذلك رحلات إلى البحر الكاريبي وأوروبا. في عام 1911، تعرضت لانفجار في أحد مخازن الذخيرة، مما أدى إلى مقتل عدد من أفراد الطاقم. على الرغم من هذا الحادث، استمرت السفينة في الخدمة.
الاستحواذ اليوناني
في عام 1914، تم بيع يو إس إس أريزونا إلى اليونان، وأعيد تسميتها بـ “ليمونوس” (Lemnos) نسبة إلى جزيرة ليمنوس اليونانية في بحر إيجه. كان هذا الاستحواذ جزءًا من جهود اليونان لتعزيز قوتها البحرية في مواجهة التوترات المتزايدة في منطقة البلقان. كانت ليمونوس واحدة من أقوى السفن الحربية في الأسطول اليوناني في ذلك الوقت.
الخدمة في البحرية اليونانية خلال الحرب العالمية الأولى
شاركت ليمونوس في الحرب العالمية الأولى إلى جانب الحلفاء. لعبت دورًا حيويًا في حصار الدردنيل في عام 1915، حيث قدمت الدعم المدفعي للقوات البرية المتحالفة. تعرضت السفينة لضربات من المدفعية العثمانية، لكنها نجت بأضرار طفيفة. ساهمت ليمونوس في السيطرة على مضيق الدردنيل، مما مهد الطريق للوصول إلى البحر الأسود.
خلال الحرب، عملت ليمونوس أيضًا كسفينة قيادة للأسطول اليوناني. قامت بدوريات في بحر إيجه، ورافقت قوافل الإمدادات، وشاركت في عمليات البحث عن الغواصات الألمانية. أثبتت السفينة قيمتها كأداة حاسمة في تحقيق أهداف الحلفاء في المنطقة.
فترة ما بين الحربين
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، استمرت ليمونوس في الخدمة في البحرية اليونانية. شاركت في المناورات والتدريبات البحرية. في عام 1922، لعبت دورًا في الحرب اليونانية التركية، حيث قدمت الدعم البحري للقوات اليونانية في منطقة الأناضول. شهدت السفينة بعض الاشتباكات مع السفن التركية، ولكنها لم تتعرض لأضرار كبيرة.
شهدت فترة ما بين الحربين أيضًا بعض التعديلات على ليمونوس لتحسين قدراتها. تم تحديث بعض الأسلحة والمعدات. على الرغم من ذلك، بدأت السفينة تظهر علامات التقادم بسبب عمرها. ومع ذلك، ظلت ليمونوس جزءًا هامًا من الأسطول اليوناني.
الحرب العالمية الثانية والسنوات الأخيرة
عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، كانت ليمونوس لا تزال في الخدمة. شاركت في الدفاع عن اليونان ضد الغزو الإيطالي والألماني. تعرضت للقصف الجوي المكثف من قبل القوات الجوية الألمانية. أصيبت السفينة بأضرار بالغة في أبريل 1941 وتم إغراقها في خليج سودا في جزيرة كريت لمنعها من الوقوع في أيدي الألمان.
كانت ليمونوس آخر بارجة يونانية رئيسية تشارك في القتال. على الرغم من إغراقها، إلا أن تضحيات طاقمها ومساهمتها في الدفاع عن اليونان لا تزال تُذكر حتى اليوم.
الأهمية التاريخية
تعتبر ليمونوس رمزًا هامًا في تاريخ البحرية اليونانية. لقد جسدت طموحات اليونان في أن تصبح قوة بحرية إقليمية مؤثرة. شاركت السفينة في أهم الأحداث في تاريخ اليونان في القرن العشرين، بما في ذلك الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. ساهمت في الدفاع عن مصالح اليونان خلال فترات الأزمات والحروب.
بصرف النظر عن دورها العسكري، كانت ليمونوس أيضًا رمزًا للهيبة الوطنية. تمثل السفينة الإرادة القوية للشعب اليوناني في الدفاع عن سيادته واستقلاله. لا تزال قصتها تلهم البحارة والمهتمين بالتاريخ العسكري.
التأثير والتراث
ترك وجود ليمونوس في البحرية اليونانية إرثًا دائمًا. ساعدت في تدريب جيل من البحارة اليونانيين، وساهمت في تطوير القدرات البحرية للبلاد. ألهمت السفينة العديد من الكتاب والفنانين، الذين خلدوا بطولاتها في الأدب والفن. لا تزال قصتها تُدرس في الأكاديميات البحرية اليونانية.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت ليمونوس في تعزيز العلاقات بين اليونان والحلفاء خلال الحربين العالميتين. ساهمت في توحيد جهود الحلفاء ضد العدو المشترك. تمثل قصة ليمونوس مثالًا على التعاون والتضحية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.
التفاصيل الفنية والتصميم
كانت ليمونوس بارجة حربية ضخمة في وقتها. كان تصميمها يهدف إلى توفير قوة نيران هائلة وحماية جيدة للطاقم. إليك بعض التفاصيل الفنية الرئيسية:
- الإزاحة: 13,000 طن
- الطول: 400 قدم (122 مترًا)
- العرض: 76 قدمًا (23 مترًا)
- الغاطس: 24 قدمًا (7.3 مترًا)
- التسليح الرئيسي: 4 مدافع عيار 12 بوصة (305 ملم)
- التسليح الثانوي: 8 مدافع عيار 8 بوصات (203 ملم)
- الدروع: دروع جانبية سميكة لتحمل الضربات
- المحركات: محركات بخارية تعمل بالفحم، مما يوفر سرعة قصوى تبلغ حوالي 19 عقدة
- الطاقم: حوالي 700-800 فرد
تم تصميم السفينة لتحمل ظروف البحر القاسية وتوفير منصة إطلاق مستقرة للأسلحة.
الخاتمة
البارجة اليونانية ليمونوس كانت سفينة حربية هامة لعبت دورًا محوريًا في تاريخ البحرية اليونانية. من خلال خدمتها في البحرية الأمريكية ثم اليونانية، شاركت في العديد من الأحداث الهامة، بما في ذلك الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. كانت ليمونوس رمزًا للقوة الوطنية والتعاون الدولي. على الرغم من إغراقها في الحرب العالمية الثانية، إلا أن إرثها لا يزال حيًا، وتذكر كرمز للشجاعة والتضحية في سبيل الوطن.
المراجع
- ويكيبيديا – البارجة اليونانية ليمونوس (باللغة الإنجليزية)
- Navypedia – ليمونوس
- Battleships Cruisers – ليمونوس
- World War – ليمونوس
“`