تطوير المدفع
بدأ تطوير مدفع 120 مم M1 في عام 1940، استجابةً للحاجة إلى مدفع مضاد للطائرات أكثر قوة من المدافع الموجودة آنذاك. كان الجيش الأمريكي يبحث عن مدفع قادر على الوصول إلى ارتفاعات أعلى وإطلاق قذائف أكبر من مدافع 90 مم الموجودة. تم تصميم المدفع الجديد بواسطة شركة يورك لصناعة الماكينات (York Safe and Lock Company) وتم اختباره في ميدان أبردين بروفينج (Aberdeen Proving Ground) في ولاية ماريلاند.
كان التصميم الأولي للمدفع معقدًا ومكلفًا، مما أدى إلى تأخيرات في الإنتاج. ومع ذلك، تم إجراء تحسينات تدريجية على التصميم، وبحلول عام 1944، كان المدفع جاهزًا للإنتاج على نطاق واسع. تم إنتاج أكثر من 500 مدفع 120 مم M1 خلال الحرب العالمية الثانية.
خصائص المدفع
كان مدفع 120 مم M1 مدفعًا كبيرًا وثقيلًا، يزن أكثر من 22 طنًا. كان لديه سبطانة طولها 60 عيارًا (7.2 مترًا). استخدم المدفع قذائف منفصلة، مما يعني أن القذيفة والدفعة الدافعة يتم تحميلهما بشكل منفصل. سمح هذا بمرونة أكبر في اختيار الدفعة الدافعة المناسبة، اعتمادًا على الارتفاع والمدى المطلوبين.
تشمل الخصائص الرئيسية للمدفع:
- العيار: 120 مم
- طول السبطانة: 60 عيارًا (7.2 مترًا)
- الوزن: أكثر من 22 طنًا
- المدى الأقصى: حوالي 18 كيلومترًا
- الارتفاع الأقصى: حوالي 12 كيلومترًا
- معدل الإطلاق: حوالي 12-15 قذيفة في الدقيقة
كان المدفع يتطلب طاقمًا كبيرًا للتشغيل، يتألف عادةً من 11 فردًا. تضمنت مهام الطاقم التحميل، والتصويب، وإدارة الذخيرة، وصيانة المدفع.
الخدمة القتالية
تم استخدام مدفع 120 مم M1 على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة في أوروبا. تم استخدامه للدفاع عن المطارات والموانئ والمنشآت الحيوية الأخرى ضد الهجمات الجوية. كما تم استخدامه في دور المدفعية الساحلية لحماية السواحل الأمريكية.
خلال الحرب الكورية، تم استخدام المدفع أيضًا على نطاق واسع. كان فعالاً بشكل خاص ضد الطائرات الكورية الشمالية والصينية. ومع ذلك، مع ظهور الطائرات النفاثة الأسرع، أصبح المدفع أقل فعالية تدريجيًا. بحلول الخمسينيات، تم استبدال مدفع 120 مم M1 بأنظمة صواريخ مضادة للطائرات أكثر حداثة.
على الرغم من أنه لم يعد قيد الاستخدام، إلا أن مدفع 120 مم M1 يعتبر قطعة هامة من التاريخ العسكري الأمريكي. لقد لعب دورًا حاسمًا في الدفاع عن الولايات المتحدة وحلفائها خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية.
التعديلات والتحسينات
خضع مدفع 120 مم M1 لعدة تعديلات وتحسينات طوال فترة خدمته. تضمنت هذه التعديلات تحسينات على نظام التحكم في النيران، وميكانيكية التحميل، وتركيبة الفولاذ المستخدم في السبطانة. تم تطوير أنواع مختلفة من القذائف أيضًا، بما في ذلك القذائف شديدة الانفجار، والقذائف الخارقة للدروع، والقذائف الدخانية.
أحد التعديلات الهامة كان إضافة نظام توجيه الرادار. سمح هذا النظام للمدفع بتتبع الطائرات المعادية بدقة أكبر، حتى في الظروف الجوية السيئة. كما زاد من دقة المدفع في الليل.
تم تطوير قاعدة متحركة للمدفع أيضًا، مما سمح بنقله بسهولة أكبر. ومع ذلك، نظرًا لوزنه الكبير، كان المدفع لا يزال يتطلب جرارًا قويًا لنقله.
دور المدفعية الساحلية
بالإضافة إلى دوره في الدفاع الجوي، تم استخدام مدفع 120 مم M1 أيضًا في دور المدفعية الساحلية. تم تركيب المدافع في مواقع استراتيجية على طول السواحل الأمريكية لحماية الموانئ والممرات المائية الحيوية من الهجمات البحرية.
تم تجهيز بعض هذه المواقع بأنظمة تحكم في النيران متطورة، بما في ذلك الرادار وأجهزة الكمبيوتر التناظرية. سمح هذا للمدافع بإطلاق النار بدقة على السفن المعادية على مسافات طويلة.
مع تراجع التهديد البحري بعد الحرب العالمية الثانية، تم إيقاف تشغيل العديد من مواقع المدفعية الساحلية. ومع ذلك، ظلت بعض المواقع نشطة حتى الخمسينيات من القرن الماضي.
الذخيرة
استخدم مدفع 120 مم M1 مجموعة متنوعة من أنواع الذخيرة، بما في ذلك:
- القذائف شديدة الانفجار (HE): تستخدم هذه القذائف لتدمير الطائرات والأهداف الأرضية.
- القذائف الخارقة للدروع (AP): تستخدم هذه القذائف لاختراق الدروع الواقية للسفن والدبابات.
- القذائف الدخانية (Smoke): تستخدم هذه القذائف لإنشاء ستائر دخانية لإخفاء القوات أو تعطيل رؤية العدو.
- القذائف المضيئة (Illuminating): تستخدم هذه القذائف لإضاءة ساحة المعركة في الليل.
تزن القذيفة الواحدة حوالي 20 كيلوغرامًا، وتحتوي على كمية كبيرة من المواد المتفجرة. كان للمدفع القدرة على إطلاق هذه القذائف على ارتفاعات و ومديات كبيرة، مما يجعله سلاحًا قويًا ضد مجموعة متنوعة من الأهداف.
المقارنة مع المدافع الأخرى
كان مدفع 120 مم M1 أكثر قوة من معظم المدافع المضادة للطائرات الأخرى في ذلك الوقت. كان لديه مدى وارتفاع أكبرين من مدفع 90 مم الأمريكي القياسي، وكان قادرًا على إطلاق قذائف أكبر من مدفع 88 مم الألماني الشهير.
ومع ذلك، كان المدفع أيضًا أثقل وأكثر تكلفة في الإنتاج من المدافع الأخرى. كما تطلب طاقمًا أكبر للتشغيل والصيانة.
بشكل عام، كان مدفع 120 مم M1 سلاحًا فعالًا للغاية لعب دورًا هامًا في الدفاع عن الولايات المتحدة وحلفائها خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية.
خاتمة
كان مدفع 120 مم M1 مدفعًا مضادًا للطائرات ثقيلاً للغاية استخدمه جيش الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية. تم تطويره لتلبية الحاجة إلى مدفع أكثر قوة من المدافع الموجودة، وكان فعالًا ضد مجموعة متنوعة من الأهداف الجوية والأرضية. على الرغم من أنه تم استبداله لاحقًا بأنظمة صواريخ أكثر حداثة، إلا أنه يظل قطعة هامة من التاريخ العسكري.