دوريس ستيفنز (Doris Stevens)

نشأتها وبداية حياتها

ولدت دوريس ستيفنز في أوماها، نبراسكا. كانت تنتمي إلى عائلة متعلمة تدعم التعليم والنشاط السياسي. تلقت تعليمها في جامعة ويليسلي، حيث انخرطت في مجموعة متنوعة من الأنشطة الطلابية، بما في ذلك المشاركة في المناظرات والمسرحيات. بعد تخرجها، أصبحت ناشطة ملتزمة بقضايا العدالة الاجتماعية، وشاركت في العديد من المبادرات المجتمعية.

النشاط في مجال حق المرأة في التصويت

انضمت ستيفنز إلى الحزب الوطني للمرأة (NWP) في عام 1914، وهو منظمة راديكالية برئاسة أليس بول ولويسينا أيريس. سرعان ما أصبحت شخصية بارزة في الحزب، وعملت كمتحدثة باسمه وشاركت في العديد من المظاهرات والاحتجاجات. تميزت حملات NWP بتكتيكات تصادمية، بما في ذلك المسيرات الصامتة أمام البيت الأبيض والاعتقالات الجماعية. تم اعتقال ستيفنز عدة مرات بسبب مشاركتها في هذه الأنشطة، بما في ذلك اعتقالها عام 1917 بتهمة “إعاقة حركة المرور” أثناء وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض. أمضت بعض الوقت في السجن بسبب نشاطها، وأعلنت الإضراب عن الطعام احتجاجًا على ظروف سجنها.

كانت ستيفنز من بين أولئك الذين شاركوا في “المسيرات الصامتة” أمام البيت الأبيض في عام 1917، وهي سلسلة من الاحتجاجات التي تهدف إلى الضغط على الرئيس وودرو ويلسون لدعم حق المرأة في التصويت. واجهت المتظاهرات معاملة قاسية من قبل الشرطة والحراس، وتعرضن للاعتقال والسجن. ومع ذلك، استمرت ستيفنز وزميلاتها في النضال، وأصبحت المسيرات رمزًا للمقاومة المدنية.

لم تقتصر جهود ستيفنز على الولايات المتحدة. في عام 1920، بعد التصديق على التعديل التاسع عشر لدستور الولايات المتحدة، الذي منح المرأة حق التصويت، شاركت ستيفنز في جهود دولية لتعزيز حقوق المرأة. عملت مع الرابطة الدولية للمرأة، وشاركت في مؤتمرات دولية في جنيف وغيرها من المدن. كانت تهدف إلى تعزيز حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم.

العمل الدولي والمساواة بين الجنسين

بعد تحقيق حق التصويت للمرأة في الولايات المتحدة، تحولت ستيفنز إلى التركيز على القضايا الدولية المتعلقة بحقوق المرأة. لعبت دورًا أساسيًا في حركة الحقوق المدنية الدولية للمرأة، وأصبحت رئيسة اللجنة الأمريكية لحقوق المرأة. في هذا الدور، عملت على تثقيف الجمهور حول القضايا التي تواجهها المرأة في جميع أنحاء العالم.

في عام 1923، نشرت ستيفنز كتابها الأكثر شهرة، “الحقوق المتساوية: سجل لحركة المرأة الأمريكية”. قدم هذا الكتاب سردًا تاريخيًا شاملاً لحركة حق المرأة في التصويت، وأكد على أهمية المساواة بين الجنسين. أصبح الكتاب مرجعًا قياسيًا في دراسة تاريخ حقوق المرأة.

شاركت ستيفنز في جهود دولية لتعزيز حقوق المرأة. عملت مع الرابطة الدولية للمرأة، وشاركت في مؤتمرات دولية في جنيف وغيرها من المدن. كانت تهدف إلى تعزيز حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم. شاركت في صياغة اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الحقوق السياسية للمرأة.

العمل في منظمة الأمم المتحدة

بعد الحرب العالمية الثانية، لعبت ستيفنز دورًا في تأسيس الأمم المتحدة، وشاركت في صياغة الميثاق. عملت كمستشارة لوفد الولايات المتحدة إلى لجنة الأمم المتحدة لوضع المرأة. لعبت دورًا حاسمًا في ضمان إدراج مبادئ المساواة بين الجنسين في ميثاق الأمم المتحدة. أصرت على أن تكون حقوق المرأة جزءًا لا يتجزأ من القانون الدولي.

قامت بدور محوري في صياغة مبادئ الأمم المتحدة التي تتعلق بحقوق المرأة. كما عملت مع منظمات حقوق المرأة الأخرى لتعزيز المساواة بين الجنسين. تعتبر مساهماتها في الأمم المتحدة حاسمة في تعزيز حقوق المرأة على المستوى الدولي.

ميراثها وإرثها

تركت دوريس ستيفنز إرثًا دائمًا في مجال حقوق المرأة. ساهمت في تحقيق تغييرات كبيرة في قوانين وسياسات الولايات المتحدة والعالم. عملت بلا كلل من أجل المساواة بين الجنسين، وألهمت أجيالًا من الناشطات والمدافعات عن حقوق المرأة. من خلال كتاباتها ونشاطها، ساعدت ستيفنز في تشكيل وعي الجمهور بأهمية حقوق المرأة.

كانت ستيفنز شخصية قوية ومؤثرة. عملت بلا كلل من أجل المساواة بين الجنسين، وألهمت أجيالًا من الناشطات والمدافعات عن حقوق المرأة. من خلال كتاباتها ونشاطها، ساعدت ستيفنز في تشكيل وعي الجمهور بأهمية حقوق المرأة. يُذكر عملها في مجال حقوق المرأة على المستوى الوطني والدولي.

خاتمة

كانت دوريس ستيفنز شخصية مؤثرة في حركة حقوق المرأة، حيث كرست حياتها للدفاع عن المساواة بين الجنسين على المستويين الوطني والدولي. من خلال نشاطها في مجال حق المرأة في التصويت، وعملها في الأمم المتحدة، وكتاباتها الرائدة، تركت بصمة لا تمحى في تاريخ حقوق المرأة. ألهمت ستيفنز أجيالًا من النساء للقتال من أجل حقوقهن، ولا يزال إرثها يلهم الناشطين في جميع أنحاء العالم حتى اليوم.

المراجع

“`