نشأته وتعليمه
وُلد ديفيد هاند في أستراليا، وتلقى تعليمه في مدرسة كنيسة القديس بطرس في أديلايد. ثم التحق بكلية القديس بطرس، وهي جزء من جامعة أديلايد، حيث درس الفنون. بعد ذلك، درس اللاهوت في كلية سانت بوب في أديلايد، وتخرج بدرجة البكالوريوس في اللاهوت.
مسيرته الكهنوتية المبكرة
رُسم ديفيد هاند شماسًا عام 1941، وكاهنًا عام 1942 في أبرشية أديلايد. خدم في البداية في عدة رعايا في أستراليا. خلال الحرب العالمية الثانية، خدم كقسيس عسكري في الجيش الأسترالي. بعد الحرب، عاد إلى أستراليا وواصل عمله الرعوي.
الخدمة في بابوا غينيا الجديدة
في عام 1950، انتقل ديفيد هاند إلى بابوا غينيا الجديدة (في ذلك الوقت كانت تُعرف باسم غينيا الجديدة الأسترالية) للعمل كمبشر. عمل في أبرشية بوم في البداية. أظهر هاند التزامًا عميقًا بخدمة سكان بابوا غينيا الجديدة، وتعلم العديد من اللغات المحلية للتواصل بفعالية معهم. لعب دورًا هامًا في تنمية الكنيسة الأنجليكانية في المنطقة.
أسقفية بوم
في عام 1960، تم تنصيب ديفيد هاند أسقفًا على بوم، وهي أبرشية في بابوا غينيا الجديدة. خلال فترة أسقفيته، قام بتوسيع نطاق الخدمات التعليمية والصحية التي تقدمها الكنيسة. كما عمل على تدريب رجال الدين المحليين لتعزيز القيادة الذاتية للكنيسة. قاد هاند الكنيسة في فترة تغيرات سياسية كبيرة في بابوا غينيا الجديدة، بما في ذلك الاستعدادات للاستقلال عن أستراليا.
رئيس أساقفة بابوا غينيا الجديدة
في عام 1970، انتُخب ديفيد هاند رئيسًا لأساقفة بابوا غينيا الجديدة، وهو أعلى منصب في الكنيسة الأنجليكانية في البلاد. خلال فترة ولايته كرئيس للأساقفة، واصل التزامه بتنمية الكنيسة المحلية وتعزيز الحوار المسكوني. عمل أيضًا على تعزيز السلام والمصالحة في البلاد، وخاصة خلال فترات الاضطرابات الاجتماعية. لعب دورًا قياديًا في معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على شعب بابوا غينيا الجديدة.
إسهاماته وإرثه
ترك ديفيد هاند إرثًا كبيرًا في بابوا غينيا الجديدة. يُذكر لعمله الدؤوب في تنمية الكنيسة الأنجليكانية، وتعليمه، ورعايته لشعب بابوا غينيا الجديدة. كان معروفًا بتفانيه في الخدمة، وروحه المسكونية، والتزامه بالعدالة الاجتماعية. ساهم في بناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا في بابوا غينيا الجديدة.
الحياة الشخصية
تزوج ديفيد هاند من جين ألكسندرا في عام 1944. كان لديهم أربعة أطفال. كان معروفًا بشخصيته الودودة وطبيعته المتعاطفة. أحب السفر والتعرف على ثقافات جديدة. كان يتمتع بحس فكاهي، وقد كان محبوبًا من قبل الكثيرين.
الجوائز والأوسمة
حصل ديفيد هاند على العديد من الجوائز والأوسمة تكريمًا لخدمته. حصل على رتبة فارس القائد الأعلى للإمبراطورية البريطانية (KBE) في عام 1979، ووسام القديسين ميخائيل وجورج (GCL). هذه الأوسمة تعكس تقديرًا لخدمته المتميزة للكنيسة والمجتمع.
تأثيره على الكنيسة الأنجليكانية
كان لديفيد هاند تأثير كبير على الكنيسة الأنجليكانية في بابوا غينيا الجديدة والعالم. من خلال قيادته، ساعد في تنمية كنيسة محلية قوية. شجع على الحوار المسكوني وعمل على تعزيز السلام والمصالحة. كما ألهم العديد من الأفراد للخدمة والتفاني في العمل الكنسي.
تحديات فترة أسقفيته
واجه ديفيد هاند العديد من التحديات خلال فترة أسقفيته. شملت هذه التحديات التعامل مع التغيرات السياسية والاجتماعية السريعة في بابوا غينيا الجديدة، وبناء الكنائس والمؤسسات التعليمية والصحية، وتعزيز القيادة المحلية للكنيسة. نجح في مواجهة هذه التحديات من خلال القيادة الحكيمة، والتفاني، والعمل الجماعي.
رحيله
توفي ديفيد هاند في 6 أبريل 2006 عن عمر يناهز 87 عامًا. ترك وراءه إرثًا من الخدمة والتفاني والقيادة. تم تذكره كقائد روحي عظيم، وصديق لشعب بابوا غينيا الجديدة. تُخلد ذكراه من خلال استمرار عمل الكنيسة الأنجليكانية في بابوا غينيا الجديدة، والإلهام الذي قدمه للكثيرين.
التعليم والتدريب
بالإضافة إلى دوره كأسقف ورئيس أساقفة، كان ديفيد هاند ملتزمًا بتوفير فرص التعليم والتدريب للأشخاص في بابوا غينيا الجديدة. قام بتأسيس ودعم العديد من المدارس والتدريب المهني. كان يؤمن بأن التعليم هو مفتاح التنمية والتمكين.
العلاقات مع السكان المحليين
بنى ديفيد هاند علاقات قوية مع السكان المحليين في بابوا غينيا الجديدة. تعلم لغاتهم، واحترم ثقافاتهم، وشارك في حياتهم. كان معروفًا بقدرته على التواصل مع الناس على جميع المستويات. كان يُنظر إليه كشخصية محترمة وموثوق بها.
الإسهام في التنمية المجتمعية
لم يقتصر عمل ديفيد هاند على الجوانب الروحية، بل ساهم أيضًا في التنمية المجتمعية في بابوا غينيا الجديدة. دعم مشاريع التنمية الاقتصادية، وعمل على تحسين الخدمات الصحية، وعزز حقوق الإنسان. سعى إلى تحسين نوعية الحياة لجميع سكان بابوا غينيا الجديدة.
تحدياته في القيادة
كقائد، واجه ديفيد هاند تحديات متعددة. تطلب منه الأمر اتخاذ قرارات صعبة، وإدارة الموارد المحدودة، والتوفيق بين وجهات نظر مختلفة. ومع ذلك، كان دائمًا ملتزمًا بمبادئ العدالة والإنصاف، وسعى إلى تحقيق أفضل النتائج لشعب بابوا غينيا الجديدة.
التواصل والتعاون
كان ديفيد هاند متميزًا في التواصل والتعاون. عمل بشكل وثيق مع القادة الدينيين الآخرين، والمسؤولين الحكوميين، وقادة المجتمع المدني. كان يعتقد أن التعاون هو مفتاح تحقيق التنمية المستدامة. كان لديه شبكة واسعة من الاتصالات ساعدته في عمله.
الأثر على الشباب
أثر ديفيد هاند بشكل كبير على الشباب في بابوا غينيا الجديدة. شجعهم على التعليم، وشاركهم في الأنشطة الكنسية والمجتمعية. ألهمهم ليكونوا قادة في مجتمعاتهم. ترك إرثًا من التمكين والقيادة للجيل القادم.
خاتمة
كان ديفيد هاند شخصية بارزة في تاريخ بابوا غينيا الجديدة. عمل كأسقف، ثم كرئيس أساقفة، وترك بصمة واضحة على الكنيسة الأنجليكانية والمجتمع ككل. تفانيه في الخدمة، والتزامه بالعدالة الاجتماعية، وقيادته الحكيمة، جعلت منه رمزًا للرجاء والإلهام. ساهمت جهوده في تنمية الكنيسة، وتعزيز السلام، وتحسين نوعية الحياة في بابوا غينيا الجديدة. يُذكر ديفيد هاند كشخصية محورية في تاريخ بابوا غينيا الجديدة، وإرثه مستمر في التأثير على حياة الكثيرين.