نشأتها وبداياتها
ولدت ويلما لي ليري في 7 فبراير 1921، في مقاطعة إيل، في ولاية نورث كارولينا. نشأت في بيئة ريفية، حيث كان للموسيقى دور أساسي في الحياة اليومية. تعلمت العزف على الغيتار في سن مبكرة، وبدأت بالغناء في الكنائس والمناسبات المجتمعية. تأثرت كوبر بموسيقى الريف المبكرة، وخصوصًا فناني الأداء مثل كارتر فاميلي، مما شكل الأساس لأسلوبها الموسيقي.
بدأت كوبر مسيرتها المهنية في سن المراهقة، حيث غنت في محطات الإذاعة المحلية. في تلك الفترة، التقت بستيوارت كوبر، عازف الكمان الموهوب، وتزوجا في عام 1939. شكل هذا الزواج شراكة شخصية ومهنية أثمرت عن تأسيس فرقة “ويلما لي آند ستيوارت كوبر”، التي أصبحت فيما بعد من أبرز الفرق في عالم موسيقى الريف.
مسيرتها المهنية مع ستيوارت كوبر
بدأت فرقة “ويلما لي آند ستيوارت كوبر” في اكتساب الشهرة في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين. قدمت الفرقة عروضًا في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، بما في ذلك برنامج “غراند أول أوبري” الشهير في ناشفيل، تينيسي. يعتبر الظهور في “غراند أول أوبري” علامة فارقة في مسيرة أي فنان ريفي، وساعد الفرقة في بناء قاعدة جماهيرية واسعة.
تميزت موسيقى الفرقة بمزيج من الأغاني التقليدية، والأغاني الأصلية التي كتبها ستيوارت كوبر، بالإضافة إلى أداء ويلما لي المميز. اشتهرت كوبر بصوتها القوي والعاطفي، وقدرتها على التواصل مع الجمهور. من بين أشهر أغانيها: “هذا البيت القديم”، و”ديزي ماي”، و”باي باي لوف”. ساهمت هذه الأغاني في ترسيخ مكانة الفرقة في عالم موسيقى الريف.
بالإضافة إلى تسجيل الأغاني وإحياء الحفلات، قامت ويلما لي وستيوارت كوبر بإنشاء برنامج إذاعي خاص بهما، مما ساعد على نشر موسيقاهما. لعب البرنامج دورًا مهمًا في تعزيز شعبيتهما، وتوسيع نطاق جمهورهما. كما شاركت الفرقة في العديد من الفعاليات الموسيقية والمهرجانات، مما ساهم في تعزيز مكانتها في المجتمع الموسيقي.
السنوات اللاحقة والإرث
بعد وفاة ستيوارت كوبر في عام 2001، واصلت ويلما لي كوبر مسيرتها الفنية. استمرت في الغناء وإحياء الحفلات، وأصدرت عدة ألبومات منفردة. حافظت كوبر على التزامها بموسيقى الريف التقليدية، وواصلت إلهام الأجيال الجديدة من الفنانين.
خلال مسيرتها المهنية، حصلت ويلما لي كوبر على العديد من الجوائز والتكريمات. تم إدخالها إلى قاعة مشاهير موسيقى الريف في عام 2002، وهو أعلى تكريم يمكن أن يحصل عليه فنان ريفي. يعكس هذا الإنجاز مساهماتها الكبيرة في عالم الموسيقى، وتأثيرها الدائم على هذا المجال.
بالإضافة إلى مساهماتها الموسيقية، اشتهرت كوبر بشخصيتها الودودة والمتواضعة. كانت تحظى باحترام كبير من قبل زملائها الفنانين، ومعجبيها. كانت مثالاً للفنانة المتفانية، التي كرست حياتها للموسيقى.
رحلت ويلما لي كوبر عن عالمنا في 13 سبتمبر 2011، عن عمر يناهز 90 عامًا. تركت وراءها إرثًا غنيًا، يتمثل في موسيقاها، وتفانيها، وتأثيرها على فناني الريف الآخرين. لا تزال موسيقاها تُلهم المستمعين في جميع أنحاء العالم.
موسيقى الريف والتراث الثقافي
لعبت ويلما لي كوبر دورًا هامًا في الحفاظ على التراث الثقافي لموسيقى الريف. كانت موسيقاها تجسد القيم التقليدية، والقصص التي تم تناقلها عبر الأجيال. من خلال الحفاظ على هذا التراث، ساهمت كوبر في الحفاظ على هوية موسيقى الريف.
موسيقى الريف هي أكثر من مجرد نوع موسيقي؛ إنها تعكس ثقافة، وقيم، وتجارب الشعب الأمريكي الريفي. من خلال أغانيها، قدمت كوبر لمحة عن هذه الحياة، وشاركت قصصًا عن الحب، والفقد، والعمل الشاق. ساهمت هذه القصص في ربط المستمعين ببعضهم البعض، وتعزيز الشعور بالمجتمع.
كانت كوبر مؤمنة بأهمية الحفاظ على التقاليد الموسيقية الريفية. لقد عملت بجد لتعليم الأجيال الجديدة عن تاريخ هذا النوع الموسيقي، وأهميته. من خلال عملها هذا، ساعدت كوبر في ضمان استمرار موسيقى الريف في الازدهار.
تأثيرها على الفنانين الآخرين
كانت ويلما لي كوبر مصدر إلهام للعديد من الفنانين الريفيين الآخرين. أثر صوتها، وشخصيتها، وتفانيها في الموسيقى على جيل كامل من الموسيقيين. ألهمت كوبر الفنانين الآخرين للسعي لتحقيق أحلامهم، والحفاظ على التراث الموسيقي الريفي.
كانت كوبر مثالاً للفنانة القوية والمستقلة. لقد عملت بجد لتحقيق النجاح في مجال يهيمن عليه الذكور في الغالب. ألهمت كوبر النساء الأخريات لدخول عالم موسيقى الريف، والسعي لتحقيق النجاح فيه.
لا يزال تأثير كوبر محسوسًا في عالم موسيقى الريف اليوم. يمكن رؤية تأثيرها في موسيقى العديد من الفنانين الشباب. من خلال موسيقاها، استمرت كوبر في إلهام المستمعين في جميع أنحاء العالم.
خصائص صوت ويلما لي كوبر
كان صوت ويلما لي كوبر فريدًا من نوعه، ومميزًا للغاية. تميز صوتها بالقوة، والعاطفة، والوضوح. كانت قادرة على توصيل مجموعة واسعة من المشاعر من خلال موسيقاها، مما جعلها قريبة من جمهورها.
كان صوت كوبر يتمتع بقدرة عالية على السيطرة. كانت قادرة على الغناء بمجموعة متنوعة من الأنماط، من الأغاني الهادئة إلى الأغاني الصاخبة. كانت قادرة على توصيل جوهر الأغاني التي تغنيها.
كان صوت كوبر يعكس شغفها بالموسيقى. كانت تحب ما تفعله، ويمكن للمستمعين الشعور بذلك في موسيقاها. ساهم صوتها في جعل موسيقاها لا تُنسى، وقريبة من القلب.
أشهر أغانيها
قدمت ويلما لي كوبر العديد من الأغاني الناجحة على مدار مسيرتها المهنية. من بين أشهر أغانيها:
- “هذا البيت القديم” (This Old House): أغنية تعبر عن الحنين إلى الماضي، وعن جمال الحياة البسيطة.
- “ديزي ماي” (Daisy Mae): أغنية تحكي قصة حب، وتتغنى بجمال المرأة.
- “باي باي لوف” (Bye Bye Love): أغنية وداع عاطفية، عبرت عن مشاعر الفقد.
- “تلال نورث كارولينا” (North Carolina Mountains): أغنية تحتفي بمسقط رأسها، وتعبر عن حبها لوطنها.
جوائز وتكريمات
خلال مسيرتها المهنية، حصلت ويلما لي كوبر على العديد من الجوائز والتكريمات. تم إدخالها إلى قاعة مشاهير موسيقى الريف في عام 2002، وهو أعلى تكريم يمكن أن يحصل عليه فنان ريفي. يعتبر هذا الإنجاز اعترافًا بمساهماتها الكبيرة في عالم الموسيقى.
حصلت كوبر أيضًا على العديد من الجوائز الأخرى، بما في ذلك جوائز من جمعية موسيقى الريف. تعكس هذه الجوائز تقديرًا لموهبتها، وتفانيها في الموسيقى.
خاتمة
تعتبر ويلما لي كوبر من أبرز الشخصيات في تاريخ موسيقى الريف. تركت بصمة لا تمحى في عالم الموسيقى، وذلك بفضل صوتها المميز، وطاقتها على المسرح، ومساهماتها في الحفاظ على التقاليد الموسيقية الريفية. استمرت كوبر في إلهام المستمعين والفنانين على حد سواء طوال حياتها، وستبقى ذكراها حية في قلوب محبي موسيقى الريف.
المراجع
- Country Music Hall of Fame: Wilma Lee Cooper
- AllMusic: Wilma Lee Cooper Biography
- The New York Times: Wilma Lee Cooper, Country Singer, Dies at 90
- The Tennessean: Wilma Lee Cooper, country music star, dies
“`