نشأته وبداياته المبكرة
ولد جوزيف كينورثي في 7 مارس 1886. تلقى تعليمه في كلية أوسكوت ثم التحق بالبحرية الملكية البريطانية. خدم في البحرية لفترة من الزمن، واكتسب خبرة واسعة في الشؤون البحرية. هذه الخبرة أثرت بشكل كبير على وجهات نظره السياسية، خاصة فيما يتعلق بالأمن القومي والسياسة الخارجية.
ترك كينورثي البحرية في عام 1919، وانخرط في السياسة. في البداية، انضم إلى الحزب الليبرالي، حيث رأى فيه الحزب الأكثر تمثيلًا لقيمه. ومع ذلك، سرعان ما وجد أن الحزب الليبرالي لا يعكس بالكامل طموحاته السياسية.
دخوله عالم السياسة
في عام 1919، انتخب كينورثي عضوًا في البرلمان عن دائرة هال المركزية كعضو في الحزب الليبرالي. خلال فترة وجوده في البرلمان، أثبت نفسه كسياسي موهوب ومؤثر. اشتهر بخطاباته النارية وآرائه الصريحة حول مجموعة واسعة من القضايا.
في أوائل العشرينات، تحول كينورثي إلى حزب العمال، معتقدًا أنه يمثل بشكل أفضل مصالح العمال والطبقات المحرومة. لعب هذا التحول دورًا هامًا في تعزيز مكانته كشخصية سياسية مهمة.
مسيرته السياسية مع حزب العمال
انضم كينورثي إلى حزب العمال في عام 1926، واستمر في تمثيل دائرة هال المركزية كعضو في البرلمان. كان صوته مسموعًا في الحزب، غالبًا ما يعارض السياسات التي اعتبرها غير كافية أو غير عادلة. تميزت فترة وجوده في حزب العمال بالدفاع عن حقوق العمال والإصلاحات الاجتماعية.
خلال فترة وجوده في البرلمان، عمل كينورثي بجد لتعزيز السلام العالمي والتعاون الدولي. عارض بشدة سياسات التسلح والحروب، ودعا إلى حل النزاعات من خلال الدبلوماسية والحوار. وقد انعكس موقفه هذا في دعمه لعصبة الأمم.
آراؤه ومواقفه السياسية
كان كينورثي اشتراكيًا ديمقراطيًا، يؤمن بالعدالة الاجتماعية والمساواة. دعم تأميم الصناعات الأساسية والرعاية الصحية الشاملة. كان أيضًا مؤيدًا قويًا لحقوق المرأة والطبقات العاملة.
كان كينورثي من أشد منتقدي الفاشية والصعود المتزايد للقوى الدكتاتورية في أوروبا في الثلاثينيات. حذر من خطر الحرب، ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع الصراع. عارض سياسة الاسترضاء التي اتبعتها الحكومة البريطانية في مواجهة التوسع الألماني.
كان كينورثي أيضًا مدافعًا عن حقوق المستعمرات والشعوب المضطهدة. دعم استقلال الهند وغيرها من المستعمرات البريطانية. كان له دور فعال في تشكيل السياسة الخارجية لحزب العمال فيما يتعلق بالمسائل الاستعمارية.
البارونية والسنوات اللاحقة
ورث كينورثي لقب البارون سترابولجي في عام 1934 بعد وفاة والده. على الرغم من هذا، استمر في العمل في البرلمان كعضو في حزب العمال. استخدم مكانته في مجلس اللوردات للتعبير عن آرائه السياسية والدفاع عن مصالح الشعب.
خلال الحرب العالمية الثانية، لعب كينورثي دورًا نشطًا في دعم المجهود الحربي. ومع ذلك، ظل مخلصًا لقيمه التقدمية، واستمر في الدعوة إلى السلام والعدالة الاجتماعية. بعد الحرب، شارك في جهود إعادة إعمار بريطانيا وأوروبا.
تقاعد كينورثي من البرلمان في أوائل الخمسينيات بسبب تدهور صحته. توفي في 8 أكتوبر 1953، تاركًا إرثًا كسياسي ملتزم بالعدالة الاجتماعية والسلام العالمي.
إرثه وتأثيره
ترك جوزيف كينورثي إرثًا دائمًا كسياسي شجاع ومؤثر. كان صوته مسموعًا في قضايا العدالة الاجتماعية والسلام العالمي. لعب دورًا هامًا في تشكيل السياسة البريطانية في القرن العشرين.
تمثلت مساهماته الرئيسية في:
- الدفاع عن حقوق العمال: عمل كينورثي بجد لتعزيز حقوق العمال وتحسين ظروف عملهم.
- تعزيز السلام العالمي: عارض الحروب والدعوة إلى حل النزاعات من خلال الدبلوماسية والحوار.
- دعم العدالة الاجتماعية: دافع عن المساواة والمساواة في الفرص للجميع.
- معارضة الفاشية: حذر من خطر الأنظمة الدكتاتورية ودعم الديمقراطية.
يُذكر كينورثي كشخصية سياسية مهمة ساهمت في تقدم بريطانيا والعالم نحو مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا.
أعماله
بالإضافة إلى دوره كسياسي، كتب جوزيف كينورثي عدة كتب ومقالات حول مجموعة متنوعة من القضايا. تضمنت كتاباته:
- “المشاكل البحرية” (1923)
- “من خلال الغابة السياسية” (1927)
- “الحرب والسلم” (1937)
الجدل
على الرغم من إعجابه الكبير، لم يكن كينورثي بمنأى عن الجدل. تعرض لانتقادات بسبب آرائه الصريحة والمثيرة للجدل في بعض الأحيان. ومع ذلك، ظل ثابتًا في معتقداته، ولم يتراجع أبدًا عن التعبير عن آرائه.
خاتمة
كان جوزيف كينورثي، البارون العاشر لسترابولجي، سياسيًا بريطانيًا بارزًا لعب دورًا هامًا في السياسة البريطانية في أوائل القرن العشرين. اشتهر بآرائه التقدمية ومواقفه المناهضة للحرب ودعمه للعدالة الاجتماعية. ترك إرثًا دائمًا كسياسي شجاع ومؤثر، وساهم في تقدم بريطانيا والعالم نحو مجتمع أكثر عدلاً وإنصافًا.
المراجع
- ويكيبيديا – جوزيف كينورثي، البارون العاشر لسترابولجي
- برلمان المملكة المتحدة – جوزيف كينورثي، البارون سترابولجي
- سبارتاكوس التعليمية – جوزيف كينورثي، البارون سترابولجي
- قاموس السيرة الوطنية – جوزيف كينورثي، البارون سترابولجي
“`