غانو دون (Gano Dunn)

نشأته وبداياته

ولد غانو دون في مدينة نيويورك في 18 أكتوبر 1870. تلقى تعليمه في مدرسة سانت بول في كونيتيكت، وتخرج من جامعة كولومبيا عام 1891 بدرجة في الهندسة الكهربائية. كان طالبًا متميزًا في كولومبيا، وحصل على العديد من الجوائز الأكاديمية. بعد تخرجه، عمل دون كمهندس كهربائي في شركة جنرال إلكتريك لفترة قصيرة قبل أن يتركها للعمل في شركة آرتور د. ليتل.

في عام 1898، أصبح دون رئيسًا لشركة كوبر يونيون، وهي مؤسسة للتعليم العالي في مدينة نيويورك. في ذلك الوقت، كانت كوبر يونيون في أزمة مالية، وكان دون مسؤولاً عن إحيائها. قام دون بتحسين البرامج الأكاديمية في كوبر يونيون، وزيادة الإقبال على الطلاب، والحصول على تمويل إضافي للمؤسسة. تحت قيادته، أصبحت كوبر يونيون مؤسسة تعليمية مرموقة.

مسيرته المهنية في كوبر يونيون

خلال فترة رئاسته لجامعة كوبر يونيون، التي امتدت لأكثر من خمسة عقود، ترك غانو دون بصمة واضحة على المؤسسة وعلى التعليم بشكل عام. كان دون يرى أن التعليم يجب أن يكون متاحًا للجميع، بغض النظر عن الخلفية الاقتصادية أو الاجتماعية. لذلك، عمل على الحفاظ على الرسوم الدراسية في كوبر يونيون منخفضة قدر الإمكان، مما جعل التعليم العالي في متناول الطلاب من جميع أنحاء المجتمع. هذا الالتزام بالعدالة التعليمية كان من أهم مبادئه.

بالإضافة إلى ذلك، أدرك دون أهمية ربط التعليم باحتياجات المجتمع. عمل على تحديث المناهج الدراسية في كوبر يونيون لتلبية متطلبات سوق العمل المتغيرة، مع التركيز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات (STEM). كما شجع على البحوث والتطوير، مما ساهم في تقدم المعرفة والتكنولوجيا.

تحت قيادة دون، شهدت كوبر يونيون نموًا ملحوظًا. تم بناء مباني جديدة، وتوسعت البرامج الأكاديمية، وزاد عدد الطلاب. كما قام دون بتأسيس العديد من المنح الدراسية والبرامج لدعم الطلاب المحتاجين. لم يكن دور دون يقتصر على الإدارة الأكاديمية؛ فقد كان أيضًا يعمل على تعزيز العلاقة بين الجامعة والمجتمع من خلال الفعاليات العامة والمشاريع المجتمعية.

دوره في شركة المتحدة (United Engineering Trustees)

بالإضافة إلى عمله في كوبر يونيون، كان دون أيضًا شخصية بارزة في مجال الهندسة الصناعية. شغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة المتحدة (United Engineering Trustees)، وهي منظمة غير ربحية تأسست عام 1904 لتعزيز الهندسة والتقنية. قاد دون الشركة خلال فترة مهمة من التطور التكنولوجي، حيث ساهم في دعم البحث والتطوير في مجالات الهندسة المختلفة. تحت قيادته، قدمت الشركة مساهمات كبيرة في تطوير المعايير الهندسية والتقنيات الجديدة.

كان دون مؤمنًا بأهمية التعاون بين المهندسين والعلماء من مختلف المجالات. عمل على تسهيل تبادل المعرفة والأفكار بين المهندسين من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات، ونشر المطبوعات العلمية. كما دعم إنشاء المرافق والمختبرات البحثية التي مكنت المهندسين من إجراء البحوث والتجارب. كان دون يرى أن التعاون هو مفتاح التقدم التكنولوجي.

إسهامات دون في شركة المتحدة لم تقتصر على الإدارة التنفيذية؛ فقد كان أيضًا مدافعًا عن قضايا الهندسة والتعليم الهندسي. عمل على تعزيز مكانة المهندسين في المجتمع، وإبراز أهمية مساهماتهم في التقدم الحضاري. كما شارك في وضع السياسات التي تهدف إلى تطوير التعليم الهندسي في جميع أنحاء العالم.

إسهاماته في مجال التعليم والهندسة

كان لغانو دون تأثير كبير على كل من التعليم والهندسة. في مجال التعليم، أظهر التزامه بالعدالة التعليمية من خلال جعل التعليم العالي متاحًا للجميع، بغض النظر عن خلفيتهم الاجتماعية والاقتصادية. كما ساهم في تطوير المناهج الدراسية، وتعزيز البحث والتطوير في كوبر يونيون. كان لديه رؤية واضحة للتعليم كأداة للتقدم الاجتماعي.

في مجال الهندسة، ساهم دون في تعزيز التعاون بين المهندسين والعلماء، ودعم البحث والتطوير في مختلف المجالات الهندسية. كما عمل على تعزيز مكانة المهندسين في المجتمع. إسهاماته في شركة المتحدة ساعدت في تطوير المعايير الهندسية والتقنيات الجديدة. كان له دور فعال في تشكيل قطاع الهندسة الحديثة.

ترك دون إرثًا دائمًا في مجالات التعليم والهندسة. من خلال قيادته ورؤيته، ساهم في تطوير المؤسسات التعليمية والمنظمات الهندسية، وفتح الأبواب أمام الأجيال القادمة من المهندسين والعلماء.

الجوائز والتكريمات

حصل غانو دون على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياته المهنية. حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات، بما في ذلك جامعة كولومبيا. كما حصل على وسام جوقة الشرف من فرنسا.

بالإضافة إلى ذلك، تم تسمية العديد من المباني والبرامج على اسمه تكريمًا لإسهاماته. يستمر إرثه في التأثير على مجتمعات التعليم والهندسة حتى اليوم.

الحياة الشخصية

تزوج غانو دون من إيفلين غرانت في عام 1897. كان للزوجين طفلان. كان دون شخصًا يتمتع بشخصية قيادية قوية، وكان معروفًا بحبه للعمل والتزامه بالتميز. توفي في 10 أبريل 1953، عن عمر يناهز 82 عامًا.

تراثه

يُذكر غانو دون كرجل رؤيوي أحدث تغييرًا كبيرًا في مجالي التعليم والهندسة. كان ملتزمًا بالعدالة التعليمية، ودعم تطوير العلوم والتكنولوجيا. إرثه يظهر في المؤسسات التي قادها وفي تأثيره على آلاف المهندسين والعلماء. لا يزال إسهامه في مجتمعه يلهم الأجيال.

خاتمة

كان غانو دون شخصية بارزة في مجالي التعليم والهندسة، حيث شغل منصب رئيس جامعة كوبر يونيون والرئيس التنفيذي لشركة المتحدة. ترك إرثًا دائمًا من خلال التزامه بالعدالة التعليمية، ودعمه للبحث والتطوير، وقيادته المتميزة. ساهم في تطوير التعليم الهندسي وتعزيز مكانة المهندسين في المجتمع. كان له تأثير كبير على الأجيال المتعاقبة، ولا تزال مساهماته موضع تقدير حتى اليوم.

المراجع

“`