نشأته وبداية مسيرته المهنية
ولد خوسيه إسباسا أنغويرا في لا بوبلا دي سيرفوليس، وهي بلدة صغيرة في مقاطعة لاردة بكتالونيا. لم تتوفر تفاصيل كثيرة عن طفولته المبكرة، ولكن من المعروف أنه أظهر اهتمامًا مبكرًا بالأدب والتعليم. انتقل لاحقًا إلى برشلونة، حيث بدأ مسيرته المهنية في عالم النشر.
بدأ إسباسا أنغويرا عمله في قطاع النشر في سن مبكرة نسبيًا، وتدرب وتعلم في هذا المجال. اكتسب خبرة قيمة في جميع جوانب العمل، من التحرير والتصميم إلى التسويق والتوزيع. هذه التجربة المبكرة شكلت أساسًا قويًا لنجاحه في المستقبل.
تأسيس دار النشر Espasa-Calpe
في عام 1860، أسس خوسيه إسباسا أنغويرا دار النشر الخاصة به، والتي أطلق عليها اسم “Espasa”. في البداية، كانت الدار صغيرة، ولكنها سرعان ما اكتسبت سمعة طيبة في نشر الكتب عالية الجودة. ركز إسباسا على نشر مجموعة متنوعة من الأعمال، بما في ذلك الأدب والعلوم والتاريخ والفلسفة. كان لديه رؤية واضحة لنشر المعرفة والثقافة وتقديمها للجمهور الواسع.
في عام 1908، اندمجت دار النشر Espasa مع دار نشر أخرى تسمى “Calpe”، لتشكيل “Espasa-Calpe”. كان هذا الاندماج بمثابة خطوة مهمة في تاريخ الشركة، حيث وسع نطاق عملياتها وعزز مكانتها في سوق النشر الإسباني. أصبحت Espasa-Calpe واحدة من أكبر وأكثر دور النشر تأثيرًا في إسبانيا، ولا تزال قائمة حتى اليوم.
مساهماته في النشر والثقافة
كانت مساهمات خوسيه إسباسا أنغويرا في عالم النشر والثقافة كبيرة. لقد نشر عددًا كبيرًا من الكتب والمجلات والموسوعات، والتي ساهمت في نشر المعرفة والثقافة في جميع أنحاء إسبانيا والعالم الناطق بالإسبانية. من بين أبرز أعماله:
- موسوعة إسباسا: وهي موسوعة إسبانية شاملة، بدأت في النشر عام 1908، وتعتبر من أهم الأعمال المرجعية في اللغة الإسبانية.
- نشر أعمال كبار الكتاب الإسبان: ساهم في نشر أعمال العديد من الكتاب الإسبان البارزين، مثل ميغيل دي ثيربانتس وبنيتو بيريث غالدوس.
- دعم الحركات الثقافية: قدم الدعم للمنظمات والحركات الثقافية، مما ساعد في تعزيز التنوع الثقافي في إسبانيا.
بفضل التزامه بالجودة والتميز، ساهم إسباسا في رفع مستوى القراءة والثقافة في إسبانيا. كان يؤمن بأهمية التعليم والمعرفة، وسعى إلى جعلها في متناول الجميع.
إرثه وتأثيره
ترك خوسيه إسباسا أنغويرا إرثًا دائمًا في عالم النشر والثقافة الإسبانية. لقد أسس دار نشر ناجحة ومحترمة، ونشر عددًا كبيرًا من الكتب والمجلات والموسوعات التي ساهمت في نشر المعرفة والثقافة. كما أنه ساعد في دعم العديد من الكتاب والفنانين والمفكرين، مما ساهم في تطوير المشهد الثقافي في إسبانيا.
لا تزال دار النشر Espasa-Calpe قائمة حتى اليوم، وتستمر في نشر الأعمال الأدبية والثقافية المهمة. يعتبر إسباسا أنغويرا رمزًا للتميز في النشر، وملهماً للأجيال القادمة من الناشرين والمثقفين.
حياته الشخصية
بالإضافة إلى مسيرته المهنية الناجحة، كان خوسيه إسباسا أنغويرا شخصًا يتمتع بشخصية قوية وروح قيادية. كان معروفًا بالتزامه بالعمل الجاد وتفانيه في تحقيق أهدافه. كان يتمتع بعلاقات جيدة مع زملائه في العمل والكتاب والفنانين، وكان يحظى باحترامهم وتقديرهم.
تزوج إسباسا أنغويرا وأنجب أطفالًا. ورث أبناؤه عمله في دار النشر، واستمروا في الحفاظ على إرثه.
وفاته
توفي خوسيه إسباسا أنغويرا في 4 يوليو 1911 في برشلونة عن عمر يناهز 71 عامًا. ترك وراءه إرثًا دائمًا في عالم النشر والثقافة، وألهم الكثيرين من بعده.
إسهامات إضافية
بالإضافة إلى عمله في النشر، كان إسباسا أنغويرا مهتمًا أيضًا بالسياسة والاجتماع. لقد شارك في بعض الأنشطة السياسية المحلية، وكان لديه آراء قوية حول القضايا الاجتماعية. ومع ذلك، كان تركيزه الأساسي دائمًا على النشر وتعزيز الثقافة.
كان إسباسا أنغويرا شخصية محترمة في مجتمعه. لقد ساهم في العديد من المبادرات الخيرية، وكان معروفًا بكرمه وسخائه. لقد كان رجلاً ذا رؤية، وقد ترك بصمة لا تمحى في تاريخ النشر الإسباني.
Espasa-Calpe اليوم
على الرغم من مرور أكثر من قرن على تأسيسها، لا تزال Espasa-Calpe دار نشر بارزة في إسبانيا. وهي جزء من مجموعة بلانيتا للنشر، واحدة من أكبر مجموعات النشر في العالم. تنشر الدار مجموعة واسعة من الكتب في مختلف المجالات، بما في ذلك الأدب والتاريخ والعلوم والتكنولوجيا. لا تزال الدار ملتزمة بنشر أعمال عالية الجودة، والحفاظ على إرث مؤسسها.
يعد استمرار نجاح Espasa-Calpe شهادة على رؤية وإرادة خوسيه إسباسا أنغويرا. لقد أسس دار نشر تركت بصمة دائمة في عالم النشر الإسباني، ولا تزال تساهم في نشر المعرفة والثقافة.
خاتمة
كان خوسيه إسباسا أنغويرا شخصية محورية في تاريخ النشر الإسباني. من خلال تأسيسه لدار النشر Espasa-Calpe، ساهم في نشر المعرفة والثقافة على نطاق واسع. لقد كان ناشرًا ذا رؤية، وترك إرثًا دائمًا لا يزال يتردد صداه في عالم النشر حتى اليوم.