تاريخ التكوين والنشأة
تأسست فرقة تولي كرافت في مدينة سياتل عام 1995 على يد كل من شون تولي (Sean Tollefson)، وعازف الجيتار جينيفر تولي (Jennifer Tull)، وعازف الدرامز غاري فيل (Gary Fjellgaard). كان الثلاثي يشكلون النواة الأصلية للفرقة، وقاموا بتطوير صوتهم الموسيقي الفريد من نوعه. في البداية، كانت الفرقة تعزف في نوادي صغيرة في سياتل، وسرعان ما بدأت تكتسب شهرة في أوساط الموسيقى المستقلة المحلية.
في بداية مشوارهم، تأثرت تولي كرافت بموسيقى فرق بوب إندي أخرى مثل ذا باستر براون (The Pastels) وبلوس (Blouse). كما ساهمت البيئة الموسيقية النابضة بالحياة في سياتل في تشكيل أسلوبهم الموسيقي، حيث كانت المدينة مركزًا للموسيقى البديلة والصاعدة في تلك الفترة.
ألبومات الفرقة
أصدرت تولي كرافت العديد من الألبومات على مر السنين، والتي ساهمت في ترسيخ مكانتها في عالم موسيقى البوب المستقلة. بعض من أبرز ألبوماتهم تشمل:
- ألبوم “Pop Songs for Kids” (1996): كان هذا الألبوم بمثابة انطلاقة للفرقة، حيث قدموا من خلاله مزيجًا من الأغاني الجذابة والكلمات الذكية.
- ألبوم “We’re So Small” (1997): استمرت الفرقة في تطوير صوتها المميز في هذا الألبوم، وأضافت المزيد من العمق الموسيقي إلى أغانيها.
- ألبوم “The Railway Underground” (2000): يعتبر هذا الألبوم من بين أفضل أعمال الفرقة، حيث يضم مجموعة من الأغاني الرائعة التي تعكس قدرة تولي كرافت على المزج بين الموسيقى الجذابة والكلمات العميقة.
- ألبوم “Old Lovers’ Symphony” (2002): قدمت الفرقة في هذا الألبوم المزيد من الأغاني التي تتناول مواضيع مختلفة، مثل الحب والفقدان والذكريات.
- ألبوم “Every Scene Needs a Center” (2007): واصلت الفرقة في هذا الألبوم تقديم موسيقاها المميزة، مع إضافة لمسة جديدة من التنوع الموسيقي.
- ألبوم “Lost in Light” (2011): يعتبر هذا الألبوم بمثابة عودة للفرقة بعد غياب، وقدموا من خلاله مجموعة من الأغاني الرائعة التي أثبتت أنهم لا يزالون قادرين على الإبداع.
- ألبوم “The Scarves of The Sun” (2016): أحدث ألبوماتهم، والذي أظهر تطور الفرقة المستمر وقدرتها على التكيف مع التغيرات في صناعة الموسيقى.
الأسلوب الموسيقي
يتميز أسلوب تولي كرافت الموسيقي بالعديد من العناصر المميزة، مما يجعله فريدًا من نوعه في عالم موسيقى البوب المستقلة. من بين هذه العناصر:
- الكلمات الذكية: تشتهر تولي كرافت بكلمات أغانيها الذكية والعفوية، والتي غالبًا ما تتناول مواضيع مثل الحب، والعلاقات، والحياة اليومية.
- الألحان الجذابة: تعتمد الفرقة على الألحان الجذابة والسهلة، مما يجعل أغانيها سهلة الاستماع ومناسبة لمختلف الجماهير.
- التأثيرات المستوحاة من موسيقى الستينيات: تستخدم الفرقة بعض التأثيرات الموسيقية المستوحاة من موسيقى الستينيات، مثل أصوات الغيتار والطبول المميزة.
- الأداء الحيوي: تشتهر تولي كرافت بأدائها الحيوي على المسرح، حيث تحرص على تقديم عروض ممتعة ومفعمة بالحيوية.
بشكل عام، يجمع أسلوب تولي كرافت الموسيقي بين البساطة والتعقيد، مما يجعل أغانيهم جذابة ومناسبة لمختلف الأذواق.
أعضاء الفرقة
تغيرت تشكيلة أعضاء تولي كرافت على مر السنين، ولكن كان شون تولي هو العضو الأساسي الذي بقي في الفرقة طوال فترة نشاطها. من بين الأعضاء الآخرين الذين ساهموا في نجاح الفرقة:
- شون تولي (Sean Tollefson): العضو المؤسس وعازف الجيتار والمغني الرئيسي.
- جينيفر تولي (Jennifer Tull): عازفة الجيتار، شاركت في تأسيس الفرقة.
- غاري فيل (Gary Fjellgaard): عازف الدرامز، شارك في تأسيس الفرقة.
- براندي لي (Brandi Lee): عازفة الدرامز.
- إيفان كلاين (Evan Kline): عازف البيس.
- بيتر مينيكوس (Peter Meinkoe): عازف الدرامز.
- كيت ستراوس (Kate Strauss): عازفة البيس.
ساهم كل عضو من هؤلاء الأعضاء في إثراء صوت الفرقة وتقديم تجارب موسيقية متنوعة.
التأثيرات والإرث
تركت تولي كرافت بصمة واضحة في عالم موسيقى البوب المستقلة، وأثرت على العديد من الفرق الموسيقية الأخرى. تعتبر الفرقة من بين الرواد في هذا النوع من الموسيقى، وقد ساهمت في نشر ثقافة البوب المستقلة في جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى ذلك، ألهمت تولي كرافت العديد من الفنانين الآخرين، وقدمت مساهمات كبيرة في تطوير مشهد الموسيقى المستقلة في سياتل. لا تزال أغاني الفرقة تحظى بشعبية كبيرة بين محبي موسيقى البوب المستقلة، وتعتبر بمثابة مصدر إلهام للعديد من الفنانين الصاعدين.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الفرقة في تعزيز ثقافة “افعلها بنفسك” (DIY) في الموسيقى، من خلال إنتاج ألبوماتها وعروضها بشكل مستقل. هذا النهج ساعدهم في الحفاظ على استقلاليتهم الفنية والتحكم في إبداعهم.
جولات الفرقة وحفلاتها
قامت تولي كرافت بالعديد من الجولات والحفلات الموسيقية في جميع أنحاء العالم. عزفت الفرقة في العديد من المهرجانات الموسيقية الشهيرة، وشاركت في حفلات موسيقية مع فرق أخرى من نفس النوع الموسيقي.
تميزت عروض تولي كرافت الحية بالحيوية والنشاط، وكانت الفرقة تحرص على التواصل مع الجمهور. ساهمت هذه العروض في زيادة شعبية الفرقة، وجذب المزيد من المعجبين.
المساهمات الثقافية
بالإضافة إلى مساهماتها الموسيقية، ساهمت تولي كرافت في تعزيز ثقافة البوب المستقلة. من خلال أغانيها وكلماتها، قدمت الفرقة رؤية مختلفة للحياة، وعبرت عن قضايا اجتماعية وثقافية مهمة. كما ساهمت الفرقة في إبراز أهمية الموسيقى المستقلة، ودعم الفنانين الآخرين من هذا النوع.
كانت الفرقة أيضًا نشطة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع معجبيها، ومشاركة أحدث أخبارها وأعمالها الموسيقية. هذا ساعد في بناء مجتمع من المعجبين المخلصين، الذين دعموا الفرقة على مر السنين.
التأثير على الفرق الأخرى
أثرت تولي كرافت على العديد من الفرق الموسيقية الأخرى في مجال موسيقى البوب المستقلة. كان أسلوب الفرقة الموسيقي، وكلمات أغانيها، وروحها المرحة بمثابة مصدر إلهام للعديد من الفنانين الصاعدين. يعتبر الكثيرون أن تولي كرافت كانت رائدة في هذا النوع من الموسيقى، وأنها ساهمت في تحديد ملامحه الرئيسية.
على سبيل المثال، تأثرت فرق مثل “ذي بيبل موب (The Pains of Being Pure at Heart)” و”فيفتي فيفتي (50 Foot Wave)” بأسلوب تولي كرافت الموسيقي. يعود ذلك إلى حد كبير إلى قدرة الفرقة على المزج بين الموسيقى الجذابة والكلمات الذكية، مما خلق صوتًا فريدًا ومميزًا.
مستقبل الفرقة
لا تزال تولي كرافت نشطة في صناعة الموسيقى، وتواصل إصدار ألبومات جديدة والمشاركة في الحفلات الموسيقية. على الرغم من التغيرات التي طرأت على تشكيلة أعضاء الفرقة على مر السنين، إلا أنها استمرت في تقديم موسيقاها المميزة، والحفاظ على مكانتها في عالم موسيقى البوب المستقلة.
يبدو أن مستقبل تولي كرافت مشرق، وأن الفرقة ستواصل إلهام محبي الموسيقى المستقلة في جميع أنحاء العالم. من المتوقع أن تستمر الفرقة في تطوير صوتها الموسيقي، وإصدار المزيد من الألبومات الرائعة في المستقبل.
خاتمة
تولي كرافت هي فرقة بوب إندي أمريكية تركت بصمة كبيرة في مشهد الموسيقى المستقلة. بفضل أسلوبها الموسيقي المميز، وكلماتها الذكية، وأدائها الحيوي، أصبحت الفرقة من بين الرواد في هذا النوع من الموسيقى. ساهمت تولي كرافت في إلهام العديد من الفرق الموسيقية الأخرى، وتعزيز ثقافة البوب المستقلة. على الرغم من مرور سنوات على تأسيسها، إلا أن الفرقة لا تزال نشطة، وتواصل تقديم موسيقاها المميزة، مما يبشر بمستقبل مشرق لها في عالم الموسيقى.
المراجع
“`