خلفية تاريخية
في عام 1930، وفي الوقت الذي لم تدخل فيه الدبابة شار دي 1 الإنتاج بعد، أدركت القيادة الفرنسية الحاجة إلى تطوير دبابة متوسطة أكثر قدرة. كانت شار دي 1 دبابة خفيفة نسبيًا، وكان تسليحها ودروعها محدودين. كانت رؤية الجيش الفرنسي هي تطوير دبابة قادرة على دعم المشاة بشكل أفضل وتوفير قوة نيران أكبر. أدى هذا إلى بداية مشروع شار دي 2.
بدأ العمل على تصميم شار دي 2 في عام 1930، مع إعطاء الأولوية لتحسين الدروع والتسليح مقارنةً بـ شار دي 1. كان الهدف هو تصميم دبابة يمكن أن تصمد أمام نيران الأسلحة المضادة للدبابات، وأن تحمل مدفعًا أقوى. تم تحديد عدد من النماذج الأولية، وقبلت قيادة الجيش الفرنسي التصميم النهائي في عام 1933.
التصميم والمواصفات
تميزت شار دي 2 بتصميم تقليدي نسبيًا. كان الهيكل مصنوعًا من الفولاذ المصفح، مع ميلان خفيف في المقدمة والجانبين لتحسين الحماية. كان الطاقم مكونًا من ثلاثة أفراد: القائد والمدفعي والسائق. كان المدفع الرئيسي عبارة عن مدفع قصير الماسورة عيار 47 ملم، كان قادرًا على إطلاق مجموعة متنوعة من القذائف، بما في ذلك القذائف شديدة الانفجار والقذائف المضادة للدروع.
كانت الدبابة مزودة أيضًا بمدفع رشاش عيار 7.5 ملم مثبت في البرج. كان البرج نفسه دائريًا، مما يوفر رؤية جيدة للطاقم. تم تركيب المحرك في الجزء الخلفي من الدبابة، مما يوفر الطاقة اللازمة لتحريكها. بلغت سرعة الدبابة القصوى حوالي 20 كيلومترًا في الساعة، وكان مداها التشغيلي حوالي 150 كيلومترًا.
كانت أبرز مواصفات شار دي 2 ما يلي:
- الوزن: حوالي 19 طنًا.
- الطول: 5.45 مترًا.
- العرض: 2.40 مترًا.
- الارتفاع: 2.40 مترًا.
- الطاقم: 3 أفراد.
- التسليح: مدفع عيار 47 ملم، مدفع رشاش عيار 7.5 ملم.
- المحرك: محرك بنزين بقوة 180 حصانًا.
- السرعة القصوى: 20 كيلومترًا في الساعة.
- المدى: 150 كيلومترًا.
الإنتاج والانتشار
بدأ إنتاج شار دي 2 في عام 1933، واستمر حتى عام 1936. تم بناء ما مجموعه حوالي 100 دبابة. تم توزيع شار دي 2 على العديد من الفرق المدرعة الفرنسية. كان من المفترض أن تلعب الدبابة دورًا رئيسيًا في دعم المشاة وكسر خطوط العدو.
في وقت الإنتاج، اعتبرت شار دي 2 دبابة جيدة التصميم، على الرغم من أن بعض التقنيات كانت قديمة بالفعل مقارنةً بالتصميمات الأحدث. على سبيل المثال، كان لديها نظام تعليق ضعيف نسبيًا، مما أثر على أدائها على التضاريس الوعرة. بالإضافة إلى ذلك، كان لديها سرعة بطيئة نسبيًا، مما جعلها عرضة للهجمات المضادة.
الخدمة القتالية
شهدت شار دي 2 القتال خلال معركة فرنسا في عام 1940. ومع ذلك، فقد أثبتت أنها غير فعالة إلى حد كبير في مواجهة الدبابات الألمانية الأكثر تقدمًا. كانت الدبابات الألمانية، مثل بانزر 3 (Panzer III) وبانزر 4 (Panzer IV)، تتمتع بدروع وتسليح أفضل، بالإضافة إلى تكتيكات قتالية أكثر فعالية. تم تدمير أو الاستيلاء على معظم دبابات شار دي 2 في غضون أسابيع قليلة من بدء الغزو الألماني.
كانت هناك عدة أسباب وراء ضعف أداء شار دي 2 في ساحة المعركة. أولاً، كانت الدروع الخاصة بها غير كافية لحمايتها من نيران الأسلحة المضادة للدبابات الألمانية. ثانيًا، كان تسليحها غير فعال نسبيًا، حيث لم يتمكن المدفع الرئيسي عيار 47 ملم من اختراق دروع الدبابات الألمانية بشكل فعال. ثالثًا، كانت الدبابات الفرنسية تفتقر إلى التنسيق والتكتيكات المناسبة، مما أدى إلى عزل وحدات الدبابات وتركها عرضة للهجوم.
علاوة على ذلك، كانت بعض جوانب تصميم شار دي 2 قديمة. نظام التعليق الخاص بها لم يوفر حركة مريحة، مما أثر على قدرتها على عبور التضاريس الوعرة. كانت سرعة الدبابة القصوى البالغة 20 كيلومترًا في الساعة بطيئة نسبيًا، مما جعلها عرضة للهجمات. بالإضافة إلى ذلك، كان تصميم البرج يحد من رؤية القائد ويجعل من الصعب على الطاقم تنسيق الهجوم.
مقارنة مع الدبابات الأخرى
عند مقارنة شار دي 2 بالدبابات الأخرى في فترة ما بين الحربين العالميتين، يصبح من الواضح أنها كانت أقل من منافسيها. على سبيل المثال، كانت الدبابة الروسية T-28، التي دخلت الخدمة في عام 1933، أكبر وأكثر تسليحًا. كما أن دبابة بانزر 3 الألمانية، التي ظهرت لأول مرة في أواخر الثلاثينيات، كانت تتمتع بدروع وتسليح أفضل. حتى شار دي 1، سلف شار دي 2، تمتع ببعض الميزات المماثلة.
كانت شار دي 2 تمثل تقدمًا طفيفًا على شار دي 1، لكنها فشلت في مواكبة التطورات في تصميم الدبابات. بينما كان لديها مدفع رئيسي أقوى قليلاً ودروع أفضل، إلا أنها ظلت عرضة للنيران المضادة للدبابات. كان نظام التعليق الخاص بها ضعيفًا، وكانت سرعتها بطيئة، مما جعلها أقل فعالية في القتال.
الأهمية التاريخية
على الرغم من ضعف أدائها في القتال، إلا أن شار دي 2 لديها بعض الأهمية التاريخية. كانت واحدة من الدبابات الفرنسية الرئيسية المستخدمة في بداية الحرب العالمية الثانية. يوفر دراسة شار دي 2 رؤية قيمة لتصميم الدبابات الفرنسية والتفكير التكتيكي في فترة ما بين الحربين العالميتين.
يمثل فشل شار دي 2 درسًا حول أهمية التكنولوجيا والتكتيكات الحديثة في الحرب. أظهرت تجربتها أن الدبابات المجهزة بشكل سيئ أو التي يفتقر إلى التنسيق المناسب لها عرضة للهزيمة في ساحة المعركة. يذكرنا تاريخ شار دي 2 بالحاجة المستمرة إلى الابتكار في مجال الأسلحة، والحاجة إلى الاستعداد المناسب للحرب.
خاتمة
شار دي 2 كانت دبابة متوسطة فرنسية الصنع تم تطويرها في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين. على الرغم من أنها دخلت الإنتاج بأعداد كبيرة، إلا أنها أثبتت أنها غير فعالة في القتال خلال معركة فرنسا في عام 1940. كان لديها دروع ضعيفة وتسليح غير فعال، وكانت تفتقر إلى التكتيكات المناسبة. على الرغم من فشلها، إلا أن شار دي 2 تقدم رؤية قيمة لتصميم الدبابات الفرنسية والتفكير التكتيكي في فترة ما بين الحربين العالميتين.
المراجع
“`