نشأته وبداياته المهنية
ولد جويل ديفيد باربر في مدينة نيويورك عام 1876. تلقى تعليمه في مدرسة كولومبيا للهندسة المعمارية، وتخرج منها عام 1898. بعد تخرجه، بدأ باربر مسيرته المهنية كمهندس معماري، حيث عمل في البداية مع شركات معمارية مرموقة في مدينة نيويورك. اكتسب خبرة واسعة في تصميم وبناء مجموعة متنوعة من المشاريع، بما في ذلك المباني السكنية والتجارية.
في بداية القرن العشرين، كان باربر يمارس الهندسة المعمارية بنجاح في مدينة نيويورك. أسس مكتبه الخاص، وصمم العديد من المباني البارزة في المدينة. كان أسلوبه المعماري مزيجًا من الأساليب الكلاسيكية والحديثة، مما يعكس ذوقًا فنيًا فريدًا. كما اشتهر باربر بتفانيه في عمله واهتمامه بالتفاصيل.
مسيرته المعمارية
خلال مسيرته المهنية، صمم جويل باربر العديد من المباني الهامة في مدينة نيويورك وحولها. من بين أبرز أعماله: تصميم العديد من المنازل السكنية الفخمة في منطقة لونغ آيلاند، والتي تميزت بتصاميمها الأنيقة والمتقنة. كما قام بتصميم المباني التجارية والمؤسسية، مما يدل على تنوع مهاراته وقدراته المعمارية.
أظهر باربر موهبة في تصميم المساحات الداخلية والخارجية، مع التركيز على الإضاءة والتهوية الطبيعية. كان يولي اهتمامًا خاصًا باستخدام المواد الطبيعية والتشطيبات عالية الجودة. كان باربر يهدف دائمًا إلى إنشاء مبانٍ وظيفية وجميلة في آن واحد. كان يولي اهتمامًا خاصًا بدمج الطبيعة في تصاميمه المعمارية، من خلال استخدام الحدائق والمساحات الخضراء.
بالإضافة إلى عمله كمهندس معماري، كان باربر ناشطًا في العديد من الجمعيات المهنية والخيرية. شغل مناصب قيادية في منظمات معمارية مرموقة، مما ساهم في تعزيز مكانته في المجتمع المعماري. شارك في العديد من المعارض والمؤتمرات المعمارية، حيث قدم مساهمات قيمة في تطوير المجال.
هوايته في جمع المقتنيات
بالإضافة إلى مسيرته المعمارية الناجحة، كان جويل باربر شغوفًا بجمع المقتنيات المتعلقة بصيد الطيور. بدأ هذه الهواية في وقت مبكر من حياته، وسرعان ما أصبح خبيرًا في هذا المجال. جمع باربر مجموعة واسعة من الكتب والمخطوطات واللوحات والمنحوتات والأدوات المتعلقة بصيد الطيور. أصبحت مجموعته واحدة من أهم المجموعات الخاصة في الولايات المتحدة.
كان باربر مهتمًا بتاريخ صيد الطيور وفنونه وتقنياته. لقد جمع موادًا من عصور مختلفة ومن مناطق مختلفة، مما أتاح له فهمًا شاملاً لتطور هذه الهواية على مر العصور. اهتم باربر بتوثيق كل قطعة في مجموعته بدقة، مما جعلها موردًا قيمًا للباحثين والمهتمين بهذا المجال. قام بتأليف كتب ومقالات عن صيد الطيور، وشارك معرفته مع الآخرين.
لم تقتصر هواية باربر على جمع المقتنيات، بل امتدت إلى الحفاظ عليها. كان ملتزمًا بالحفاظ على القطع الأثرية الهشة، واتخذ تدابير لحمايتها من التلف. كان باربر على دراية بأهمية الحفاظ على هذه القطع التاريخية للأجيال القادمة.
أعماله الأدبية
بالإضافة إلى عمله كمهندس معماري وجامع تحف، كان جويل باربر كاتبًا موهوبًا. ألف العديد من الكتب والمقالات حول الهندسة المعمارية، وصيد الطيور، والتاريخ. ساهمت كتاباته في نشر المعرفة حول هذه المواضيع، وأثرت في العديد من القراء. كانت كتاباته تتميز بالدقة والوضوح والأسلوب الجذاب.
من أبرز أعماله الأدبية: كتاب “صيادو الطيور الأمريكيون”، الذي يعتبر مرجعًا كلاسيكيًا في مجال صيد الطيور. في هذا الكتاب، قدم باربر نظرة شاملة على تاريخ وتقنيات صيد الطيور في الولايات المتحدة. كما كتب مقالات في مجلات متخصصة، شارك فيها خبرته ومعرفته مع القراء. ساعدت كتاباته في تعزيز مكانته كخبير في مجاله.
إرثه
ترك جويل باربر إرثًا دائمًا في مجالات الهندسة المعمارية وجمع المقتنيات والكتابة. تعتبر مبانيه من الأمثلة الهامة على العمارة في أوائل القرن العشرين. لا تزال مجموعته من مقتنيات صيد الطيور مصدر إلهام للباحثين والمهتمين بهذا المجال. ساهمت كتاباته في نشر المعرفة وتعزيز التقدير للتاريخ والثقافة.
توفي جويل باربر عام 1952، لكن إرثه لا يزال حيًا حتى اليوم. تُعرض أعماله المعمارية في العديد من المتاحف والمعارض. تُستخدم مجموعته من المقتنيات كمادة تعليمية في الجامعات والمؤسسات البحثية. تُقرأ كتبه ومقالاته على نطاق واسع، وتُدرس في المدارس والجامعات.
العلاقة بين العمارة وجمع المقتنيات
رغم اختلاف مجالي الهندسة المعمارية وجمع المقتنيات، إلا أن جويل باربر تمكن من تحقيق التوازن بينهما. يمكن القول أن شغفه بالهندسة المعمارية قد أثرى هوايته في جمع المقتنيات، والعكس صحيح. ساعدته مهاراته المعمارية في فهم قيمة وتصميم المقتنيات التي جمعها، بينما أثرى اهتمامه بالتاريخ والثقافة رؤيته المعمارية.
في النهاية، كان جويل باربر شخصية متعددة المواهب، جمع بين الإبداع الفني والفكر التحليلي. كان لديه القدرة على رؤية الجمال والقيمة في الأشياء، سواء كانت مباني أو قطع فنية. كان يدرك أهمية الحفاظ على التاريخ والتراث للأجيال القادمة. ترك إرثًا غنيًا ومتنوعًا، مما يجعله شخصية تستحق التقدير والاهتمام.
خاتمة
كان جويل باربر مهندسًا معماريًا بارزًا، وجامعًا شغوفًا، وكاتبًا موهوبًا. ترك بصمة واضحة في مجالات الهندسة المعمارية وجمع المقتنيات والكتابة. جسد باربر روح العصر الذي عاش فيه، وساهم في تشكيل المشهد الثقافي والفني في أمريكا في أوائل القرن العشرين. تعتبر أعماله وإرثه مصدر إلهام للعديد من الأفراد والمؤسسات.
المراجع
- The Met: Joel Barber
- American Collector: Joel Barber
- Wikipedia: Joel Barber
- American Wood Duck by Joel Barber
“`