تاريخ سالترجيت
يعود تاريخ سالترجيت إلى القرن التاسع عشر، وتحديدًا إلى عام 1871، عندما بدأ نادي تشيسترفيلد استخدامه كملعب رئيسي له. قبل ذلك، كان النادي يلعب مبارياته على ملاعب مختلفة في المدينة. سرعان ما أصبح سالترجيت الملعب الرسمي للنادي، وشهد تطورات وتحديثات على مر السنين، لكنه حافظ دائمًا على سحره الخاص.
في البداية، كان الملعب بسيطًا للغاية، يتكون من أرضية ترابية ومدرجات خشبية متواضعة. مع مرور الوقت، تمت إضافة المزيد من المدرجات، وتم تحسين أرضية الملعب، لتلبية متطلبات اللعبة الحديثة. ومع ذلك، ظل الملعب محتفظًا بطابعه التقليدي، الذي يعكس تاريخ النادي العريق.
شهد سالترجيت العديد من اللحظات التاريخية في مسيرة نادي تشيسترفيلد، بما في ذلك مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي، ومباريات الدوري، ومباريات ودية ضد فرق عالمية. كما استضاف الملعب العديد من الأحداث الأخرى، مثل الحفلات الموسيقية والفعاليات الاجتماعية.
تصميم الملعب ومواصفاته
كان سالترجيت ملعبًا فريدًا من نوعه، يتميز بتصميمه التقليدي ومدرجاته المتلاصقة. كان الملعب يتسع لحوالي 8500 متفرج، مما يخلق جوًا حماسيًا للغاية في المباريات. كانت المدرجات مقسمة إلى عدة أقسام، بما في ذلك المدرج الرئيسي، ومدرج الشمال، ومدرج الجنوب، ومدرج الشرق.
كان المدرج الرئيسي هو الأكبر والأكثر تطورًا، حيث كان يضم مقاعد مغطاة، ومرافق للصحفيين، وغرفًا لكبار الشخصيات. أما المدرجات الأخرى، فكانت أبسط في التصميم، وتتكون من مقاعد غير مغطاة.
كانت أرضية الملعب من العشب الطبيعي، وكانت تحظى بصيانة جيدة على مدار العام. كان الملعب مجهزًا أيضًا بأضواء كاشفة، مما يسمح بإقامة المباريات في المساء.
- المدرج الرئيسي: يقع على طول أحد جانبي الملعب، وكان يضم المقاعد المغطاة والمرافق الرئيسية.
- مدرج الشمال: يقع خلف أحد المرميين، وكان مخصصًا لجماهير الفريق المضيف.
- مدرج الجنوب: يقع خلف المرمى الآخر، وكان مخصصًا لجماهير الفريق الضيف.
- مدرج الشرق: يقع على طول الجانب الآخر من الملعب، وكان أصغر من المدرجات الأخرى.
أجواء سالترجيت
كان سالترجيت مشهورًا بأجوائه الحماسية، التي يخلقها جمهور تشيسترفيلد المتحمس. كان الجمهور يملأ المدرجات في كل مباراة، ويشجع الفريق بحماس طوال الـ 90 دقيقة. كانت أصوات التشجيع والأغاني تهز الملعب، مما يخلق جوًا لا يُنسى.
كان سالترجيت يعتبر من أصعب الملاعب التي يمكن للفرق الزائرة أن تلعب فيها، بسبب الضغط الجماهيري الهائل. كان جمهور تشيسترفيلد يلعب دورًا كبيرًا في دعم الفريق، ومساعدته على تحقيق الفوز.
كانت الأجواء في سالترجيت فريدة من نوعها، ولا يمكن مقارنتها بأي ملعب آخر. كان الملعب يتمتع بسحر خاص، يجذب الجماهير واللاعبين على حد سواء.
أهم الأحداث والذكريات في سالترجيت
شهد سالترجيت العديد من الأحداث التاريخية في مسيرة نادي تشيسترفيلد. من بين هذه الأحداث:
- مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي ضد فرق كبيرة مثل مانشستر يونايتد وليفربول.
- مباريات الدوري التي شهدت صعود وهبوط الفريق بين الدرجات المختلفة.
- المباريات الودية ضد فرق عالمية مثل ريال مدريد وبرشلونة.
- الاحتفالات بالفوز بالألقاب والكؤوس.
كما شهد الملعب العديد من اللحظات المؤثرة، مثل:
- وفاة أحد المشجعين أثناء مباراة في الملعب.
- تكريم اللاعبين القدامى الذين لعبوا في الملعب.
- اللحظات التي اجتمع فيها الجمهور لدعم الفريق في الأوقات الصعبة.
ستظل هذه الأحداث والذكريات خالدة في أذهان جماهير تشيسترفيلد، وستبقى جزءًا من تاريخ سالترجيت.
نهاية حقبة سالترجيت والانتقال إلى ملعب جديد
بعد أكثر من 130 عامًا من الخدمة، حان وقت الرحيل عن سالترجيت. في عام 2010، انتقل نادي تشيسترفيلد إلى ملعب جديد، وهو ملعب بروودفيلد (Proact Stadium). كان الانتقال إلى ملعب جديد ضروريًا، لتلبية متطلبات اللعبة الحديثة، وتوفير مرافق أفضل للجماهير واللاعبين.
كان وداع سالترجيت مؤلمًا لجماهير تشيسترفيلد، الذين ارتبطوا بالملعب بعلاقة عاطفية قوية. تم تنظيم العديد من الفعاليات لتوديع الملعب، وتكريم تاريخه العريق.
على الرغم من الانتقال إلى ملعب جديد، سيظل سالترجيت محفورًا في ذاكرة جماهير تشيسترفيلد، وسيظل رمزًا لعشقهم لهذا الفريق العريق.
إرث سالترجيت
على الرغم من أن سالترجيت لم يعد موجودًا، إلا أن إرثه لا يزال حيًا. سيظل الملعب رمزًا لتاريخ نادي تشيسترفيلد، ولعشق الجماهير لهذا الفريق. سيظل الملعب محفورًا في ذاكرة كل من زاره، وشهد فيه لحظات من الفرح والحزن، والانتصارات والانكسارات.
سيظل سالترجيت مثالًا على كيف يمكن لملعب كرة القدم أن يصبح جزءًا لا يتجزأ من هوية مدينة بأكملها، وأن يلعب دورًا مهمًا في حياة الناس.
ستظل قصة سالترجيت تُروى للأجيال القادمة، لتبقى ذكرى هذا الملعب التاريخي خالدة.
خاتمة
كان سالترجيت أكثر من مجرد ملعب كرة قدم؛ كان رمزًا لتاريخ نادي تشيسترفيلد وهويته. شهد الملعب لحظات تاريخية وانتصارات وانكسارات، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الجماهير. على الرغم من الانتقال إلى ملعب جديد، سيظل سالترجيت محفورًا في ذاكرة جماهير تشيسترفيلد، وسيظل إرثه حيًا.