فيلق المتطوعين اليسوعيين (Jesuit Volunteer Corps)

تاريخ فيلق المتطوعين اليسوعيين

تأسس فيلق المتطوعين اليسوعيين في عام 1956 في سياتل، واشنطن، على يد الأب جون أوليفر، اليسوعي. في البداية، كان الهدف من البرنامج هو توفير فرصة للرجال الشباب للعيش والعمل مع الفقراء والمهمشين. تأثرت رؤية الأب أوليفر بعمق بالقيم اليسوعية للخدمة والعدالة الاجتماعية. توسع البرنامج بسرعة، وفي غضون بضع سنوات، بدأ في استقبال المتطوعين من جميع أنحاء الولايات المتحدة. في الستينيات، لعب فيلق المتطوعين اليسوعيين دورًا نشطًا في حركة الحقوق المدنية، حيث أرسل المتطوعين للعمل في مجتمعات السود في الجنوب. في السبعينيات والثمانينيات، استمر فيلق المتطوعين اليسوعيين في النمو والتوسع، وتوسعت خدماته لتشمل مجموعة واسعة من القضايا الاجتماعية، مثل الفقر، والتشرد، والرعاية الصحية. في العقود الأخيرة، وسعت JVC نطاقها الدولي، مع وجود برامج في بلدان مثل بوليفيا، وكولومبيا، وجنوب أفريقيا.

مهمة ورؤية فيلق المتطوعين اليسوعيين

تتمثل مهمة فيلق المتطوعين اليسوعيين في “إلهام المتطوعين للعيش من أجل العدالة الاجتماعية، والتضامن مع الفقراء والمهمشين، والعمل من أجل التغيير الاجتماعي”. تسترشد هذه المهمة بثلاث قيم أساسية: الروحانية، والتبسيط، والعدالة المجتمعية.الروحانية: يشجع فيلق المتطوعين اليسوعيين المتطوعين على استكشاف قيمهم الروحية والعيش وفقًا لها. يتضمن ذلك الانخراط في التأمل، والصلاة، والممارسات الروحية الأخرى.التبسيط: يعيش المتطوعون في JVC أسلوب حياة بسيطًا، يتجنبون الاستهلاك المفرط والتركيز على ما هو ضروري. يشجع هذا التبسيط على التضامن مع الفقراء والمهمشين.العدالة المجتمعية: يعمل المتطوعون في JVC من أجل العدالة الاجتماعية، ويسعون إلى معالجة أسباب الفقر والظلم. يتضمن ذلك الدفاع عن حقوق الآخرين، والمشاركة في العمل المجتمعي، والعمل على تغيير السياسات.

كيف يعمل فيلق المتطوعين اليسوعيين

يعمل فيلق المتطوعين اليسوعيين من خلال شبكة من البرامج والمواقع في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم. يتطوع المتطوعون لمدة عام واحد أو أكثر، ويعيشون في مجتمعات معًا ويخدمون في مجموعة متنوعة من الوظائف. تشمل هذه الوظائف العمل في الملاجئ والمراكز الصحية والمدارس والمؤسسات غير الربحية الأخرى. يدعم فيلق المتطوعين اليسوعيين المتطوعين من خلال توفير التدريب والإرشاد والدعم المالي. يتلقى المتطوعون أيضًا بدلًا صغيرًا للعيش، بالإضافة إلى الإقامة والمواصلات.

شروط الأهلية والعملية

لكي تكون مؤهلاً للتقدم بطلب إلى فيلق المتطوعين اليسوعيين، يجب على المتقدمين استيفاء الشروط التالية:

  • أن يكونوا مواطنين أمريكيين أو مقيمين دائمين.
  • أن يكونوا حاصلين على درجة البكالوريوس أو ما يعادلها.
  • أن يكونوا مستعدين للالتزام بـ JVC لمدة عام واحد على الأقل.
  • أن يكونوا على استعداد للعيش في مجتمع متواضع.
  • أن يكونوا على استعداد للعمل من أجل العدالة الاجتماعية.

تتضمن عملية التقديم الخطوات التالية:

  • ملء طلب عبر الإنترنت.
  • إرسال السيرة الذاتية وخطاب التغطية.
  • إجراء مقابلات مع ممثلي JVC.
  • اختيار موقع وظيفي.
  • الحضور في حفل التوجه والتدريب.

مجالات العمل التطوعي

يعمل المتطوعون في فيلق المتطوعين اليسوعيين في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك:

  • التعليم: تدريس في المدارس، وتوفير الدعم التعليمي للطلاب المحرومين، وتطوير برامج محو الأمية.
  • الرعاية الصحية: تقديم الرعاية الصحية الأولية، ومساعدة المرضى، وتقديم خدمات الصحة العقلية.
  • الخدمات الاجتماعية: العمل في الملاجئ، ومراكز الإيواء، وتقديم خدمات الدعم للأسر والأفراد المحتاجين.
  • البيئة: العمل على الحفاظ على البيئة، والمشاركة في مشاريع الاستدامة، وتثقيف الآخرين حول القضايا البيئية.
  • العدالة الجنائية: العمل مع السجناء السابقين، وتقديم الدعم لضحايا الجرائم، والمشاركة في جهود الإصلاح الجنائي.
  • تنمية المجتمع: العمل على بناء مجتمعات قوية وعادلة، والمشاركة في مشاريع التنمية المجتمعية، وتقديم الدعم للمنظمات غير الربحية.

تأثير فيلق المتطوعين اليسوعيين

لـ JVC تأثير كبير على كل من المتطوعين والمجتمعات التي يخدمون فيها. يكتسب المتطوعون خبرة قيمة في مجال العمل التطوعي، ويتعلمون عن القضايا الاجتماعية الهامة، ويطورون مهارات القيادة والعمل الجماعي. علاوة على ذلك، يتلقى المتطوعون دعمًا وتعزيزًا لروحانيتهم وقيمهم. تساهم أعمال المتطوعين في JVC في تحسين حياة الآخرين، ويعملون على الحد من الفقر والظلم. من خلال عملهم، فإنهم يساعدون في بناء مجتمعات أكثر عدالة وإنصافًا.

التحديات التي تواجه فيلق المتطوعين اليسوعيين

على الرغم من إنجازاته، يواجه فيلق المتطوعين اليسوعيين بعض التحديات، بما في ذلك:

  • التمويل: يعتمد JVC على التبرعات والمنح، وقد يكون الحصول على التمويل المستمر تحديًا.
  • التجنيد: قد يكون تجنيد المتطوعين المؤهلين والمتحمسين تحديًا، خاصة في بعض المجالات.
  • الاستدامة: الحفاظ على استدامة البرامج والمشاريع على المدى الطويل يمكن أن يكون صعبًا.
  • التوازن: تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات المجتمع وضمان رفاهية المتطوعين.

القيم الأساسية التي توجه العمل

تسترشد أعمال فيلق المتطوعين اليسوعيين بمجموعة من القيم الأساسية التي تشمل:

  • الروحانية: تعزيز النمو الروحي والشخصي للمتطوعين.
  • التبسيط: العيش بأسلوب حياة بسيط وواعي.
  • العدالة الاجتماعية: العمل من أجل عالم أكثر عدالة وإنصافًا.
  • التضامن: دعم وتوحيد مع الفقراء والمهمشين.
  • العمل المجتمعي: المشاركة النشطة في المجتمعات المحلية.
  • القيادة بالخدمة: قيادة الآخرين من خلال الخدمة والتفاني.

الفرق بين JVC وغيرها من برامج العمل التطوعي

هناك العديد من برامج العمل التطوعي المتاحة، ولكن هناك بعض العوامل التي تميز JVC:

  • التركيز على الروحانية: يولي JVC اهتمامًا خاصًا للنمو الروحي للمتطوعين.
  • الالتزام بالعدالة الاجتماعية: يركز JVC على معالجة الأسباب الجذرية للفقر والظلم.
  • العيش في مجتمع: يعيش المتطوعون في JVC معًا، مما يعزز الشعور بالانتماء والدعم.
  • الدعم المستمر: يوفر JVC دعمًا مستمرًا للمتطوعين، بما في ذلك التدريب والإرشاد.

الخريجون والمستقبل

يواصل خريجو JVC إحداث فرق في العالم بعد انتهاء فترة تطوعهم. يذهب الكثير منهم للعمل في مجالات الخدمة العامة، والمنظمات غير الربحية، والتعليم. يظل خريجو JVC جزءًا من شبكة قوية من الأفراد الذين يلتزمون بالعدالة الاجتماعية والخدمة. بالنسبة للمستقبل، يهدف JVC إلى الاستمرار في النمو والتوسع، مع الحفاظ على التزامه بقيمه الأساسية ورسالته. تسعى المنظمة إلى تلبية احتياجات المجتمعات المتغيرة، وتوفير فرص للمتطوعين للعيش من أجل العدالة الاجتماعية والتغيير الإيجابي.

خاتمة

فيلق المتطوعين اليسوعيين هو منظمة مؤثرة تعمل على إحداث تغيير إيجابي في العالم. من خلال إرسال المتطوعين للعمل في مجتمعات مختلفة، يعمل JVC على معالجة القضايا الاجتماعية الهامة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وبناء مجتمعات أكثر عدالة وإنصافًا. يساهم المتطوعون في JVC في تحسين حياة الآخرين، واكتساب خبرة قيمة، وتطوير مهاراتهم. فيلق المتطوعين اليسوعيين هو مثال رائع على قوة الخدمة المجتمعية والتزام الأفراد بإحداث فرق في العالم.

المراجع

“`