تاريخ باكلاند آبي
بدأ تاريخ باكلاند آبي كدير سيسترسياني أسسه أمفيلبليس دي كليستون في عام 1278. ازدهر الدير لعدة قرون، واعتمد على الزراعة وتربية الأغنام لتوفير الدعم المالي. كان الرهبان السيسترسيون معروفين ببساطتهم وتفانيهم في العمل اليدوي، مما جعل باكلاند آبي مركزًا مهمًا للحياة الروحية والاقتصادية في المنطقة.
في عام 1539، وكجزء من حل الأديرة في عهد الملك هنري الثامن، تم حل باكلاند آبي. تم الاستيلاء على ممتلكات الدير من قبل التاج، وبيعت لاحقًا لعائلة جرينفيل. قام السير ريتشارد جرينفيل، وهو شخصية بارزة في البحرية الإنجليزية، بتحويل الدير إلى منزل عائلي، مع الحفاظ على العديد من الميزات الأصلية للدير، مثل الكنيسة وبرج الجرس.
في عام 1581، باع السير ريتشارد جرينفيل باكلاند آبي للسير فرانسيس دريك، أشهر قادة البحرية الإنجليزية. جعل دريك من باكلاند آبي منزله، وعاش فيه حتى وفاته في عام 1596. خلال فترة إقامته، قام دريك بإجراء بعض التغييرات على المنزل، لكنه حافظ على طابعه التاريخي. بقي باكلاند آبي في حوزة أحفاد دريك حتى عام 1946، عندما تم تسليمه إلى الصندوق الوطني.
السير فرانسيس دريك وباكلاند آبي
تعتبر العلاقة بين السير فرانسيس دريك وباكلاند آبي وثيقة وأساسية في تاريخ المكان. اشتهر دريك بكونه بحارًا ومستكشفًا وقائدًا عسكريًا، ولعب دورًا حاسمًا في الدفاع عن إنجلترا ضد الأرمادا الإسبانية في عام 1588. شراء دريك لباكلاند آبي جعله جزءًا من المؤسسة الإنجليزية، ومنحه مكانة اجتماعية مرموقة.
خلال فترة إقامته في باكلاند آبي، كان دريك يدير شؤونه البحرية ويستقبل الضيوف المهمين. يُعتقد أنه استخدم المنزل أيضًا كمكان لتخزين بعض كنوزه وغنائمه التي جمعها خلال رحلاته. بعد وفاة دريك، تم نقل رفاته إلى البحر ودفن في مكان غير معلوم، لكن باكلاند آبي بقي رمزًا لإرثه.
هندسة معمارية باكلاند آبي
تتميز هندسة باكلاند آبي بمزيج فريد من الطراز المعماري الديني والعلماني. يعكس المبنى تاريخه الطويل والمتنوع، حيث يضم عناصر من الدير الأصلي والتحسينات اللاحقة التي أدخلتها عائلات جرينفيل ودريك. تشمل السمات المعمارية البارزة ما يلي:
- الكنيسة: لا تزال الكنيسة الأصلية للدير قائمة، وتتميز بنوافذها المقوسة وأقواسها الحجرية. تم تحويل الكنيسة إلى قاعة كبيرة، ولكنها لا تزال تحتفظ بالكثير من طابعها الأصلي.
- برج الجرس: يقف برج الجرس شامخًا فوق المنزل، ويوفر إطلالات خلابة على المناظر الطبيعية المحيطة.
- الدرج الكبير: تم بناء الدرج الكبير في عهد عائلة جرينفيل، ويتميز بتصميمه الفخم وزخارفه المزخرفة.
- الغرف: تم تزيين الغرف في باكلاند آبي بمجموعة متنوعة من الأثاث والتحف التي تعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر.
باكلاند آبي اليوم
اليوم، باكلاند آبي مفتوح للجمهور وتديره الجمعية الوطنية. يمكن للزوار استكشاف المنزل والحدائق المحيطة، والتعرف على تاريخ الدير وعائلات جرينفيل ودريك. يقدم باكلاند آبي مجموعة متنوعة من الفعاليات والمعارض على مدار العام، بما في ذلك الجولات المصحوبة بمرشدين وورش العمل والأنشطة العائلية.
تشمل أبرز المعالم في باكلاند آبي ما يلي:
- متحف السير فرانسيس دريك: يعرض المتحف مجموعة من التحف المتعلقة بحياة وإنجازات السير فرانسيس دريك، بما في ذلك الخرائط والأسلحة والأدوات الملاحية.
- الحدائق: تمتد الحدائق المحيطة بباكلاند آبي على مساحة واسعة، وتضم مجموعة متنوعة من النباتات والأشجار. توفر الحدائق مكانًا مثاليًا للاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.
- المقهى والمطعم: يوفر المقهى والمطعم في باكلاند آبي مجموعة متنوعة من الوجبات الخفيفة والمشروبات والوجبات الكاملة.
باكلاند آبي هو مكان تاريخي مهم يقدم للزوار لمحة عن الماضي. إنه مكان يمكن للناس فيه التعرف على تاريخ إنجلترا واستكشاف المناظر الطبيعية الجميلة في ديفون. سواء كنت من محبي التاريخ أو تبحث ببساطة عن يوم ممتع بالخارج، فإن باكلاند آبي يستحق الزيارة.
الأهمية الثقافية لباكلاند آبي
تكمن الأهمية الثقافية لباكلاند آبي في عدة جوانب: فهو يمثل تحولًا من موقع ديني إلى مسكن علماني، مما يعكس التغيرات الاجتماعية والسياسية في إنجلترا خلال فترة الإصلاح. كما أنه يرتبط بشخصية تاريخية بارزة مثل السير فرانسيس دريك، الذي كان له دور كبير في تشكيل تاريخ إنجلترا البحرية. بالإضافة إلى ذلك، يمثل باكلاند آبي مثالًا جيدًا للهندسة المعمارية التي تجمع بين العناصر الدينية والعلمانية، مما يجعله موقعًا فريدًا من نوعه.
يستمر باكلاند آبي في جذب الزوار من جميع أنحاء العالم، الذين يأتون لاستكشاف تاريخه الغني وهندسته المعمارية الفريدة وجماله الطبيعي. إنه مكان يلهم الفضول والتقدير للتاريخ والثقافة، ويوفر تجربة تعليمية وترفيهية للزوار من جميع الأعمار.
الجهود المبذولة للحفاظ على باكلاند آبي
تتولى الجمعية الوطنية مسؤولية الحفاظ على باكلاند آبي وضمان بقائه للأجيال القادمة. تشمل الجهود المبذولة للحفاظ على هذا الموقع التاريخي ما يلي:
- الترميم والصيانة المنتظمة: يتم إجراء أعمال ترميم وصيانة دورية للحفاظ على سلامة المبنى ومنع التدهور.
- إدارة الزوار: يتم تنظيم حركة الزوار لتقليل التأثير على المبنى والحدائق.
- التعليم والتوعية: يتم توفير برامج تعليمية ومعارض لزيادة الوعي بأهمية باكلاند آبي وتشجيع الحفاظ عليه.
- البحث والدراسة: يتم إجراء البحوث والدراسات لفهم تاريخ المبنى بشكل أفضل وتطوير استراتيجيات فعالة للحفاظ عليه.
من خلال هذه الجهود، تضمن الجمعية الوطنية أن يظل باكلاند آبي معلمًا تاريخيًا وثقافيًا قيمًا يمكن للجميع الاستمتاع به وتقديره.
نصائح للزوار
إذا كنت تخطط لزيارة باكلاند آبي، فإليك بعض النصائح لجعل تجربتك أكثر متعة:
- خطط مسبقًا: تحقق من موقع الجمعية الوطنية لمعرفة أوقات العمل والفعاليات الخاصة.
- ارتدِ ملابس مريحة: سترغب في ارتداء أحذية مريحة إذا كنت تخطط لاستكشاف الحدائق.
- احضر كاميرا: سترغب في التقاط صور للمبنى الجميل والمناظر الطبيعية الخلابة.
- خصص وقتًا كافيًا: هناك الكثير لرؤيته والقيام به في باكلاند آبي، لذا خصص ما لا يقل عن بضع ساعات لزيارتك.
- استفد من الجولات المصحوبة بمرشدين: تقدم الجولات المصحوبة بمرشدين رؤى قيمة حول تاريخ المبنى.
باتباع هذه النصائح، يمكنك التأكد من أن لديك تجربة لا تُنسى في باكلاند آبي.
خاتمة
باكلاند آبي هو جوهرة تاريخية تجمع بين عبق الماضي وجمال الطبيعة. من الدير السيسترسياني الذي تأسس في العصور الوسطى إلى منزل السير فرانسيس دريك الشهير، يحمل هذا المكان قصصًا رائعة تستحق الاكتشاف. سواء كنت مهتمًا بالتاريخ أو الهندسة المعمارية أو الطبيعة، فإن باكلاند آبي يقدم تجربة فريدة ومثرية للزوار من جميع الأعمار.