مقدمة
إسرائيل هوروفيتز (31 مارس 1939 – 9 نوفمبر 2020) كان كاتبًا مسرحيًا ومخرجًا وممثلًا أمريكيًا، وأحد مؤسسي مسرح غلوستر Stage Company. اشتهر هوروفيتز بغزارة إنتاجه المسرحي وتنوع أعماله، التي استكشفت موضوعات معقدة مثل العائلة، والخسارة، والهوية، والصراع الطبقي. على الرغم من مسيرته المهنية اللامعة، تعرض هوروفيتز لانتقادات شديدة في السنوات الأخيرة من حياته بسبب اتهامات بالتحرش الجنسي.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد إسرائيل هوروفيتز في ويكفيلد، ماساتشوستس، لعائلة يهودية. بدأ اهتمامه بالمسرح في سن مبكرة، وكتب مسرحياته الأولى خلال سنوات دراسته الثانوية. التحق بجامعة بريستول وجامعة هارفارد، لكنه لم يكمل دراسته في أي منهما. بدلاً من ذلك، قرر هوروفيتز تكريس نفسه للكتابة المسرحية، وانتقل إلى مدينة نيويورك في الستينيات لمتابعة طموحاته الفنية.
مسيرته المهنية
بدأ هوروفيتز مسيرته المهنية في الكتابة المسرحية في أواخر الستينيات، وسرعان ما لفت الانتباه إليه بأسلوبه الجريء والمبتكر. تميزت مسرحياته الأولى بالواقعية القاسية والتصوير الصادق للحياة في الطبقة العاملة. من بين أشهر مسرحياته في هذه الفترة: “الخط الهندي” (The Indian Wants the Bronx) (1966)، و “الرائد” (Rats) (1967)، و “مورته” (Morte) (1968).
في السبعينيات والثمانينيات، واصل هوروفيتز كتابة مسرحيات ناجحة، واستكشف موضوعات أوسع وأكثر تعقيدًا. من بين مسرحياته البارزة في هذه الفترة: “ألفة بيتا” (Alfred the Great) (1972)، و “أوركسترا” (The Orchestra) (1973)، و “الشروق” (Sunrise) (1981). كما بدأ هوروفيتز في إخراج مسرحياته الخاصة، بالإضافة إلى أعمال كتاب آخرين.
بالإضافة إلى الكتابة المسرحية، عمل هوروفيتز أيضًا في السينما والتلفزيون. كتب سيناريوهات لعدة أفلام، بما في ذلك “ستراود” (Strawdogs) (1971)، و “مؤلف! مؤلف!” (Author! Author!) (1982). كما أخرج بعض الأفلام التلفزيونية.
أعماله المسرحية
تتميز مسرحيات إسرائيل هوروفيتز بتنوعها وغزارتها. كتب أكثر من 70 مسرحية، تغطي مجموعة واسعة من الموضوعات والأساليب. من بين السمات المميزة لأعماله:
- الواقعية القاسية: يصور هوروفيتز الحياة بواقعية صادمة، ولا يتردد في استكشاف الجوانب المظلمة والمزعجة للوجود الإنساني.
- التركيز على العائلة: تعتبر العلاقات العائلية موضوعًا متكررًا في مسرحياته، وغالبًا ما يصورها على أنها معقدة ومليئة بالصراعات.
- الاهتمام بالهوية: تستكشف العديد من مسرحياته قضايا الهوية والانتماء، وكيف يشكلها المجتمع والتاريخ.
- الصراع الطبقي: يعكس هوروفيتز في أعماله تجاربه الشخصية كشخص نشأ في الطبقة العاملة، ويسلط الضوء على التحديات التي تواجه هذه الطبقة.
- اللغة القوية: يستخدم هوروفيتز لغة قوية ومباشرة، تعكس واقعية شخصياته وحياتهم.
من بين أشهر مسرحياته:
- الخط الهندي (The Indian Wants the Bronx): مسرحية قصيرة تدور حول شاب هندي يحاول العثور على طريق إلى حي برونكس في مدينة نيويورك، ويواجه صعوبات وتحديات بسبب اختلاف ثقافته ولغته.
- ألفة بيتا (Alfred the Great): مسرحية تدور حول زوجين يمران بأزمة في زواجهما، ويحاولان التغلب على خلافاتهما ومشاكلهما.
- أوركسترا (The Orchestra): مسرحية كوميدية تدور حول مجموعة من الموسيقيين الذين يعزفون في أوركسترا صغيرة، وتكشف عن علاقاتهم وصراعاتهم الشخصية.
- الشروق (Sunrise): مسرحية تدور حول عائلة تعيش في بلدة صغيرة في نيو إنجلاند، وتواجه تحديات اقتصادية واجتماعية.
الجوائز والتكريمات
حصل إسرائيل هوروفيتز على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته المهنية، بما في ذلك:
- جائزة أوبي (Obie Award) عن مسرحية “الخط الهندي” (The Indian Wants the Bronx).
- جائزة الكتاب الأمريكيين (American Academy of Arts and Letters Award).
- زمالة غوغنهايم (Guggenheim Fellowship).
- الدكتوراه الفخرية من جامعة سالم ستيت (Salem State University).
الاتهامات بالتحرش الجنسي
في السنوات الأخيرة من حياته، تعرض إسرائيل هوروفيتز لاتهامات بالتحرش الجنسي من قبل عدة نساء. نفت هوروفيتز هذه الاتهامات في البداية، لكنه اعتذر لاحقًا عن أي سلوك غير لائق. أدت هذه الاتهامات إلى إقالته من منصبه كمدير فني لمسرح غلوستر Stage Company، وتسببت في تراجع كبير في سمعته المهنية.
وفاته
توفي إسرائيل هوروفيتز في 9 نوفمبر 2020 عن عمر يناهز 81 عامًا.
إرثه
على الرغم من الجدل الذي أحاط به في السنوات الأخيرة من حياته، يظل إسرائيل هوروفيتز شخصية مهمة في تاريخ المسرح الأمريكي. ترك وراءه إرثًا غنيًا من الأعمال المسرحية التي استكشفت موضوعات معقدة ومهمة، ولا تزال تؤثر في الكتاب المسرحيين والمخرجين والممثلين حتى اليوم.
خاتمة
كان إسرائيل هوروفيتز كاتبًا مسرحيًا ومخرجًا وممثلًا أمريكيًا موهوبًا ومؤثرًا. على الرغم من مسيرته المهنية اللامعة، تعرض لانتقادات شديدة في السنوات الأخيرة من حياته بسبب اتهامات بالتحرش الجنسي. ومع ذلك، لا يزال إرثه ككاتب مسرحي مهم باقياً، ولا تزال أعماله تلهم وتؤثر في الأجيال القادمة من الفنانين.