نطاق الفترة المحيطة بالولادة
تتضمن الفترة المحيطة بالولادة عادةً الفترة التي تبدأ من الأسبوع الـ 28 من الحمل (أو عند وزن الولادة 1000 جرام إذا كان ذلك متاحًا) وتنتهي بعد سبعة أيام من الولادة. ومع ذلك، قد تختلف التعريفات قليلاً بين الدول والمنظمات الصحية. من المهم توحيد التعريفات لضمان المقارنة الدقيقة للبيانات بين المناطق المختلفة.
أسباب وفيات الفترة المحيطة بالولادة
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى وفيات الفترة المحيطة بالولادة، ويمكن تصنيفها إلى أسباب متعلقة بالأم، وأسباب متعلقة بالجنين أو المولود الجديد، وأسباب متعلقة بالرعاية الصحية. تشمل هذه الأسباب ما يلي:
- مضاعفات الحمل: مثل تسمم الحمل، وسكري الحمل، والنزيف قبل الولادة، والتهابات المشيمة والسائل الأمنيوسي.
- الولادة المبكرة: وهي الولادة قبل الأسبوع الـ 37 من الحمل، وتزيد من خطر حدوث مضاعفات للمولود الجديد مثل مشاكل التنفس، والتهابات، ونزيف الدماغ.
- عيوب خلقية: وهي تشوهات في الأعضاء أو الأجهزة تحدث أثناء تطور الجنين.
- الاختناق الولادي: وهو نقص الأكسجين أثناء الولادة، ويمكن أن يؤدي إلى تلف الدماغ أو الوفاة.
- التهابات: مثل التهاب السحايا، والتهاب الرئة، وتعفن الدم، والتي تصيب المواليد الجدد.
- أمراض الأم: مثل أمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والتي يمكن أن تؤثر على صحة الجنين أو المولود الجديد.
- سوء التغذية: سواء لدى الأم أو المولود الجديد، يمكن أن يزيد من خطر حدوث مضاعفات والوفاة.
- الرعاية الصحية غير الكافية: مثل عدم الحصول على رعاية ما قبل الولادة، والولادة في مرافق غير مجهزة، وعدم وجود كوادر طبية مدربة.
قياس معدل وفيات الفترة المحيطة بالولادة
يتم حساب معدل وفيات الفترة المحيطة بالولادة عادةً لكل 1000 ولادة. يمكن حسابه باستخدام الصيغة التالية:
معدل وفيات الفترة المحيطة بالولادة = (عدد وفيات الأجنة + عدد وفيات المواليد الجدد خلال 7 أيام) / إجمالي عدد الولادات × 1000
يعتبر معدل وفيات الفترة المحيطة بالولادة مؤشراً مهماً لتقييم صحة الأم والطفل، ومراقبة فعالية البرامج الصحية، وتحديد المناطق التي تحتاج إلى تدخلات عاجلة.
العوامل المؤثرة على معدل وفيات الفترة المحيطة بالولادة
يتأثر معدل وفيات الفترة المحيطة بالولادة بعدة عوامل، بما في ذلك:
- الوضع الاجتماعي والاقتصادي: ترتفع معدلات الوفيات في المجتمعات الفقيرة والمحرومة، حيث تقل فرص الحصول على الرعاية الصحية والتغذية الجيدة.
- مستوى التعليم: تزداد معدلات الوفيات بين الأمهات اللاتي لديهن مستوى تعليم منخفض، حيث قد يكن أقل وعياً بأهمية الرعاية الصحية والتغذية السليمة.
- الحصول على الرعاية الصحية: يؤدي عدم الحصول على رعاية ما قبل الولادة، والولادة في مرافق غير مجهزة، وعدم وجود كوادر طبية مدربة، إلى زيادة معدلات الوفيات.
- العوامل البيئية: مثل التعرض للملوثات البيئية، ونقص المياه النظيفة، والصرف الصحي غير المناسب.
- العادات والتقاليد: بعض العادات والتقاليد الضارة، مثل الزواج المبكر، والولادة في المنزل دون إشراف طبي، يمكن أن تزيد من خطر حدوث مضاعفات والوفاة.
استراتيجيات للحد من وفيات الفترة المحيطة بالولادة
يمكن اتخاذ العديد من الاستراتيجيات للحد من وفيات الفترة المحيطة بالولادة، بما في ذلك:
- تحسين الرعاية الصحية للأمهات: من خلال توفير رعاية ما قبل الولادة عالية الجودة، وتوفير خدمات الولادة الآمنة، وتوفير رعاية ما بعد الولادة.
- تعزيز التغذية: من خلال توفير التغذية الكافية للأمهات الحوامل والمرضعات، وتعزيز الرضاعة الطبيعية، وتوفير مكملات غذائية للأطفال.
- مكافحة العدوى: من خلال توفير التطعيمات، وتحسين النظافة، وتوفير العلاج الفعال للأمراض المعدية.
- تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية: من خلال الحد من الفقر، وتحسين التعليم، وتوفير فرص العمل.
- التوعية الصحية: من خلال توعية الأمهات والأسر بأهمية الرعاية الصحية والتغذية السليمة، ومخاطر العادات والتقاليد الضارة.
- تدريب الكوادر الطبية: من خلال توفير التدريب المناسب للأطباء والممرضات والقابلات على إدارة الحمل والولادة ومضاعفاتهما.
- تجهيز المرافق الصحية: من خلال توفير المعدات والأدوية اللازمة لتقديم الرعاية الصحية عالية الجودة.
- جمع البيانات وتحليلها: من خلال جمع البيانات الدقيقة عن وفيات الفترة المحيطة بالولادة، وتحليلها لتحديد الأسباب والعوامل المؤثرة، وتطوير البرامج والسياسات المناسبة.
دور المنظمات الدولية
تلعب المنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) واليونيسيف (UNICEF)، دوراً هاماً في الحد من وفيات الفترة المحيطة بالولادة. تقدم هذه المنظمات الدعم الفني والمالي للدول النامية لتحسين الرعاية الصحية للأمهات والمواليد، وتطوير البرامج والسياسات الفعالة، وجمع البيانات وتحليلها.
أهمية البحث العلمي
يعتبر البحث العلمي ضرورياً لتحديد الأسباب والعوامل المؤثرة على وفيات الفترة المحيطة بالولادة، وتقييم فعالية البرامج والسياسات، وتطوير التدخلات الجديدة. يجب تشجيع البحث العلمي في هذا المجال، وتوفير الدعم المالي والتقني للباحثين.
التحديات التي تواجه جهود الحد من وفيات الفترة المحيطة بالولادة
تواجه جهود الحد من وفيات الفترة المحيطة بالولادة العديد من التحديات، بما في ذلك:
- نقص الموارد: في العديد من الدول النامية، هناك نقص في الموارد المالية والبشرية والمادية اللازمة لتقديم الرعاية الصحية عالية الجودة.
- ضعف البنية التحتية: في العديد من المناطق النائية، هناك ضعف في البنية التحتية الصحية، مثل الطرق والمواصلات والاتصالات.
- عدم المساواة: هناك تفاوت كبير في معدلات وفيات الفترة المحيطة بالولادة بين المناطق المختلفة والفئات الاجتماعية المختلفة.
- الصراعات والنزاعات: تؤدي الصراعات والنزاعات إلى تدهور الأوضاع الصحية، وزيادة معدلات الوفيات.
- التغيرات المناخية: يمكن أن تؤدي التغيرات المناخية إلى زيادة خطر حدوث الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والجفاف، والتي يمكن أن تؤثر على صحة الأمهات والمواليد.
خاتمة
تعتبر وفيات الفترة المحيطة بالولادة مشكلة صحية عالمية خطيرة، ولكن يمكن الحد منها من خلال اتخاذ الإجراءات المناسبة. يتطلب ذلك جهوداً متضافرة من الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني لتحسين الرعاية الصحية للأمهات والمواليد، وتعزيز التغذية، ومكافحة العدوى، وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، والتوعية الصحية، وتدريب الكوادر الطبية، وتجهيز المرافق الصحية، وجمع البيانات وتحليلها. يجب أن تكون الحد من وفيات الفترة المحيطة بالولادة أولوية قصوى لجميع الدول، من أجل ضمان صحة وسلامة الأمهات والمواليد.