مقدمة
ويليام أ. فولي (William Auguste “Bill” Foley؛ وُلِد عام 1949) هو لغوي وأستاذ جامعي أمريكي يعمل في جامعة كولومبيا. يُعرف فولي على نطاق واسع بمساهماته في علم اللغة الوظيفي، وعلم اللغة الإنساني، ودراسة اللغات الأسترالية الأصلية، وبشكل خاص لغة ييلي-ديم. يتميز عمله بمنظور واسع النطاق، يجمع بين التحليل النظري والبحث التجريبي المتعمق.
حياته وتعليمه
وُلد ويليام أ. فولي عام 1949، وتلقى تعليمه في عدة مؤسسات مرموقة. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، ثم تابع دراساته العليا في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، حيث حصل على درجة الدكتوراه في علم اللغة. خلال فترة دراسته، تأثر فولي بشخصيات بارزة في مجال علم اللغة، مما ساهم في تشكيل اهتماماته البحثية ووجهات نظره النظرية.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على الدكتوراه، انضم فولي إلى هيئة التدريس في جامعة سيدني، حيث أمضى سنوات عديدة في التدريس والبحث. ثم انتقل إلى جامعة كولومبيا، حيث يشغل حاليًا منصب أستاذ في علم اللغة. طوال مسيرته المهنية، قام فولي بتدريس مجموعة واسعة من الدورات الدراسية في علم اللغة، بما في ذلك علم الصرف، وعلم النحو، وعلم الدلالة، وعلم اللغة الاجتماعي، وعلم اللغة التاريخي. أشرف على العديد من طلاب الدراسات العليا وألهمهم لمتابعة البحث في مختلف مجالات علم اللغة.
مساهماته في علم اللغة
يتمتع ويليام أ. فولي بسمعة طيبة لمساهماته الكبيرة في مجال علم اللغة، وخاصة في علم اللغة الوظيفي وعلم اللغة الإنساني. فيما يلي بعض الجوانب الرئيسية لعمله:
- علم اللغة الوظيفي: يُعد فولي من أبرز المؤيدين لعلم اللغة الوظيفي، وهو نهج يركز على دور اللغة في التواصل والتفاعل الاجتماعي. يجادل بأن بنية اللغة تتشكل من خلال وظيفتها في الخطاب، وأن فهم اللغة يتطلب تحليلًا للسياق الاجتماعي والثقافي الذي تُستخدم فيه.
- علم اللغة الإنساني: يدافع فولي عن اتباع نهج إنساني في علم اللغة، مع التركيز على أهمية دراسة اللغة في سياق الثقافة والمجتمع. يرى أن اللغة ليست مجرد نظام رسمي، بل هي أداة قوية لتشكيل الهوية، والتعبير عن المعنى، والتفاوض على العلاقات الاجتماعية.
- اللغات الأسترالية الأصلية: قام فولي بعمل مكثف حول اللغات الأسترالية الأصلية، وخاصة لغة ييلي-ديم. قدم مساهمات كبيرة في فهم بنية هذه اللغات وتاريخها وثقافتها.
أعماله الرئيسية
نشر ويليام أ. فولي العديد من الكتب والمقالات المؤثرة في مجال علم اللغة. تتضمن بعض أعماله الرئيسية ما يلي:
- The Papuan Languages of New Guinea (1986): يقدم هذا الكتاب نظرة عامة شاملة على لغات بابوا في غينيا الجديدة، ويستكشف بنيتها وتاريخها وعلاقاتها ببعضها البعض.
- Anthropological Linguistics: An Introduction (1997): هذا الكتاب هو مقدمة مشهورة في علم اللغة الأنثروبولوجي، ويغطي مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك اللغة والثقافة، واللغة والمجتمع، واللغة والهوية.
- Functional Syntax: An Introduction to Grammar from a Functional Perspective (2001): يقدم هذا الكتاب مقدمة شاملة في علم النحو الوظيفي، ويستكشف العلاقة بين بنية اللغة ووظيفتها في الخطاب.
- The Yimas Language of New Guinea (1991): دراسة متعمقة للغة ييماس، وهي لغة معزولة تتحدث في غينيا الجديدة.
لغة ييلي-ديم
تعتبر دراسة فولي للغة ييلي-ديم من أهم مساهماته في علم اللغة. ييلي-ديم هي لغة أصلية تتحدث في شمال أستراليا، وتشتهر ببنيتها اللغوية المعقدة وغير العادية. قضى فولي سنوات عديدة في العمل مع متحدثي لغة ييلي-ديم، وتوثيق لغتهم وتحليلها. لقد نشر العديد من المقالات والكتب حول لغة ييلي-ديم، بما في ذلك قاموس شامل وقواعد نحوية. ساعد عمل فولي على زيادة فهمنا للغات الأسترالية الأصلية وألقى الضوء على تنوع وتعقيد اللغة البشرية.
تشمل الجوانب المميزة للغة ييلي-ديم:
- نظام تصريف الأفعال المعقد: تمتلك ييلي-ديم نظامًا معقدًا للغاية لتصريف الأفعال، مع العديد من اللواحق التي تشير إلى الزمن والمزاج والوجهة والاتفاق.
- الترتيب الحر للكلمات: يُسمح بترتيب الكلمات المتنوع في ييلي-ديم، مع وجود علامات نحوية تشير إلى الأدوار النحوية للعناصر المختلفة في الجملة.
- مجموعة كبيرة من الأصوات: تحتوي ييلي-ديم على مجموعة كبيرة من الأصوات، بما في ذلك العديد من الأصوات التي لا توجد في اللغات الأوروبية.
نظرية النظام المعجمي
ساهم فولي في تطوير نظرية النظام المعجمي (Lexical Functional Grammar)، وهي إطار نظري في علم اللغة يجمع بين الرؤى من علم النحو الوظيفي وعلم المعاجم. تؤكد نظرية النظام المعجمي على أهمية المعجم في تحديد بنية الجملة، وتجادل بأن العديد من الظواهر النحوية يمكن تفسيرها من خلال الإشارة إلى الخصائص المعجمية للكلمات. كانت نظرية النظام المعجمي مؤثرة في مجال علم اللغة الحاسوبي، وتم استخدامها في تطوير معالجة اللغة الطبيعية.
تأثيره وإرثه
كان لعمل ويليام أ. فولي تأثير كبير على مجال علم اللغة. لقد ألهم وأثر على العديد من الطلاب والباحثين، وساهم في تطوير علم اللغة الوظيفي، وعلم اللغة الإنساني، ودراسة اللغات الأسترالية الأصلية. يتمتع فولي بتقدير كبير لالتزامه بالبحث التجريبي الدقيق والتحليل النظري الدقيق. سيستمر عمله في تشكيل مسار علم اللغة لسنوات قادمة.
أبحاث مستقبلية
في السنوات الأخيرة، ركزت أبحاث فولي على دراسة التنوع اللغوي في منطقة المحيط الهادئ، وخاصة في بابوا غينيا الجديدة وأستراليا. يدرس فولي كيفية ارتباط اللغات في هذه المنطقة ببعضها البعض، وكيف تطورت بمرور الوقت. كما أنه مهتم بدراسة تأثير العوامل الاجتماعية والثقافية على اللغة.
تتضمن بعض المجالات المحددة التي يركز عليها فولي حاليًا ما يلي:
- توثيق اللغات المهددة بالانقراض: يعمل فولي على توثيق اللغات المهددة بالانقراض في منطقة المحيط الهادئ، بهدف الحفاظ على هذه اللغات للأجيال القادمة.
- دراسة التغير اللغوي: يدرس فولي كيفية تغير اللغات بمرور الوقت، وكيف تتأثر هذه التغييرات بالعوامل الاجتماعية والثقافية.
- تطوير أدوات معالجة اللغة الطبيعية للغات المحيط الهادئ: يعمل فولي على تطوير أدوات معالجة اللغة الطبيعية للغات المحيط الهادئ، بهدف تسهيل دراسة هذه اللغات واستخدامها في التطبيقات التكنولوجية.
الجوائز والتكريمات
تقديراً لمساهماته البارزة في مجال علم اللغة، حصل ويليام أ. فولي على العديد من الجوائز والتكريمات المرموقة. تعكس هذه الجوائز التقدير الواسع النطاق لعمله وأهميته في تطوير هذا المجال.
خاتمة
ويليام أ. فولي هو لغوي بارز ترك بصمة واضحة في مجال علم اللغة. من خلال مساهماته في علم اللغة الوظيفي، وعلم اللغة الإنساني، ودراسة اللغات الأسترالية الأصلية، ساهم فولي بشكل كبير في فهمنا للغة البشرية ودورها في المجتمع. سيستمر عمله في إلهام وتوجيه الأجيال القادمة من اللغويين.