نشأته وتعليمه
ولد جي. إتش. بيمبر في عام 1837 في مدينة باث، إنجلترا. تلقى تعليمه في كلية بريستول، ثم درس القانون في جامعة أكسفورد. على الرغم من دراسته للقانون، إلا أن اهتمامه الحقيقي كان بالدين، وسرعان ما تحول إلى الكتابة والتأليف الديني. انضم بيمبر إلى حركة الإخوة في بليموث في شبابه، وتأثر بشدة بأفكارها عن الرجوع الوشيك للمسيح وأهمية تفسير النبوءات الكتابية.
مشاركته في حركة الإخوة في بليموث
كانت حركة الإخوة في بليموث حركة مسيحية ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر، وركزت على العودة إلى المبادئ المسيحية الأولى. رفضت الحركة الطقوس الدينية الرسمية، وركزت على أهمية الدراسة الشخصية للكتاب المقدس، والإيمان المخلص بالمسيح. انخرط بيمبر في هذه الحركة، وعمل كواعظ ومعلم. لعب دورًا مهمًا في نشر أفكار الحركة، من خلال كتاباته ومحاضراته.
أعماله وكتاباته
اشتهر بيمبر بكتاباته المتعمقة حول النبوءات الكتابية ونهاية الزمان. كانت أعماله مليئة بالتحليل التفصيلي للآيات الكتابية، وربطها بالأحداث الجارية في عصره. من أبرز أعماله:
- “أيام الأرض: نبوءة وظهور ضد المسيح” (Earth’s Earliest Ages and Their Connection with Modern Spiritualism): نُشر هذا الكتاب عام 1876، وفيه قدم بيمبر تحليلًا شاملاً لنبوءات الكتاب المقدس المتعلقة بنهاية الزمان، بما في ذلك ظهور ضد المسيح، ومعركة هرمجدون.
- “النبوءات الرئيسية في الكتاب المقدس” (The Great Prophecies of the Bible): يعتبر هذا الكتاب بمثابة نظرة عامة على النبوءات الرئيسية في الكتاب المقدس، ويوفر للقارئ فهمًا شاملاً لكيفية تفسير هذه النبوءات.
- “أسرار الرؤيا” (The Mysteries of the Revelation): كتاب يحلل سفر الرؤيا، ويقدم تفسيرًا رمزيًا للرموز والرؤى الواردة فيه.
تميزت كتابات بيمبر بأسلوبها الواضح والمفصل، وقدرته على ربط الأحداث التاريخية بالنبؤات الكتابية. كان يعتقد أن الأحداث العالمية تسير وفقًا لخطط الله، وأن فهم النبوءات ضروري لفهم هذه الخطط.
أفكاره اللاهوتية
تأثرت أفكار بيمبر بشكل كبير بعقيدة ما قبل الألفية، وهي وجهة نظر لاهوتية تعتقد أن المسيح سيعود ليحكم الأرض لمدة ألف عام قبل يوم القيامة الأخير. كان يعتقد أن الأحداث العالمية، مثل الحروب والاضطرابات السياسية، هي علامات على قرب عودة المسيح. كما أكد على أهمية الإيمان الشخصي بالمسيح، وضرورة عيش حياة مقدسة استعدادًا لعودته.
ركز بيمبر على أهمية فهم الكتاب المقدس، وتفسير النبوءات الكتابية بشكل حرفي قدر الإمكان. اعتقد أن هذا الفهم سيساعد المؤمنين على فهم خطط الله للعالم، والاستعداد للأحداث المستقبلية. كان يؤمن أيضًا بأهمية التبشير بالإنجيل، ونشر رسالة الخلاص في جميع أنحاء العالم.
تأثيره
كان لجي. إتش. بيمبر تأثير كبير على الفكر المسيحي الإنجيلي في عصره وما بعده. أثرت كتاباته على عدد كبير من القراء، وألهمت الكثيرين لدراسة الكتاب المقدس بعمق، والاهتمام بالنبوءات الكتابية. لا تزال أعماله تُقرأ وتُدرس حتى اليوم، وتُعتبر مرجعًا مهمًا للعديد من المسيحيين الذين يهتمون بنهاية الزمان.
أثرت كتاباته أيضًا على تطور اللاهوت التفريقي، وهو وجهة نظر لاهوتية تؤكد على التمييز بين إسرائيل والكنيسة في خطط الله. ساعد بيمبر في نشر هذا الرأي، وأسهم في تشكيل الفكر المسيحي الإنجيلي الحديث.
نقد أعماله
على الرغم من تأثيره الكبير، لم يسلم بيمبر من النقد. تعرضت كتاباته لانتقادات بسبب تفسيراته الحرفية للنبوءات، وربطها بالأحداث الجارية بطريقة قد تبدو مفرطة في بعض الأحيان. بعض النقاد رأوا أن تفسيراته كانت مبالغًا فيها، وأدت إلى تخيلات غير ضرورية حول المستقبل. ومع ذلك، لا يزال الكثيرون يعتبرون أعماله قيمة، لما تقدمه من رؤى عميقة حول الكتاب المقدس.
بالإضافة إلى ذلك، انتقد البعض أسلوب كتابته ووصفوه بأنه معقد في بعض الأحيان، مما يجعل من الصعب على القراء العاديين فهم أفكاره. ومع ذلك، دافع آخرون عن أسلوبه، معتبرين أنه يعكس عمق دراسته للكتاب المقدس.
إرثه
ترك جي. إتش. بيمبر إرثًا دائمًا في الفكر المسيحي الإنجيلي. لا تزال أعماله تُقرأ وتُدرس، وتوفر رؤى قيمة حول النبوءات الكتابية ونهاية الزمان. يعتبر مثالًا على الإخلاص للدراسة والبحث في الكتاب المقدس، والتفاني في نشر رسالة الإنجيل. ساهمت كتاباته في تشكيل الفكر المسيحي الإنجيلي الحديث، ولا تزال تؤثر في العديد من المؤمنين حتى اليوم.
أهمية دراسة أعماله
تعتبر دراسة أعمال جي. إتش. بيمبر مهمة لعدة أسباب:
- فهم النبوءات الكتابية: تقدم كتاباته تحليلًا متعمقًا للنبوءات الكتابية، مما يساعد القراء على فهم هذه النبوءات بشكل أفضل.
- التحضير الروحي: تشجع كتاباته المؤمنين على عيش حياة مقدسة، والاستعداد لعودة المسيح.
- الفكر المسيحي الإنجيلي: ساهمت أعماله في تشكيل الفكر المسيحي الإنجيلي الحديث، وتوفر رؤى قيمة حول العديد من القضايا اللاهوتية.
- التاريخ المسيحي: توفر كتاباته نظرة ثاقبة على تاريخ الحركة الإنجيلية في القرن التاسع عشر، وتأثيرها على الفكر المسيحي.
بشكل عام، يمكن القول إن جي. إتش. بيمبر كان شخصية مهمة في تاريخ الفكر المسيحي الإنجيلي، وأن أعماله لا تزال ذات قيمة كبيرة للقراء المهتمين بدراسة الكتاب المقدس والنبوءات الكتابية.
خاتمة
كان جي. إتش. بيمبر لاهوتيًا ومؤلفًا إنجليزيًا مؤثرًا، اشتهر بكتاباته حول النبوءات الكتابية ونهاية الزمان. أثرت أعماله على الفكر المسيحي الإنجيلي، ولا تزال تُقرأ وتُدرس حتى اليوم. قدم بيمبر تحليلًا معمقًا للنبوءات، وشجع على فهمها في ضوء الأحداث العالمية. على الرغم من بعض الانتقادات، ترك بيمبر إرثًا دائمًا في الفكر المسيحي، ولا تزال أعماله توفر رؤى قيمة للقراء المهتمين بدراسة الكتاب المقدس.
المراجع
- Earth’s Earliest Ages and Their Connection with Modern Spiritualism
- G. H. Pember – Goodreads
- G. H. Pember – Wikipedia
- G.H. Pember and The Tongues Movement
“`