فئات الأمن الخاصة بالسجناء في المملكة المتحدة (Prisoner Security Categories in the United Kingdom)

أساسيات نظام التصنيف

يعتمد نظام تصنيف السجناء في المملكة المتحدة على نهج قائم على المخاطر، حيث يتم تحديد فئة كل سجين بناءً على تقييم دقيق للمخاطر التي يشكلها. يتم إجراء هذا التقييم من قبل مجموعة من المتخصصين، بما في ذلك ضباط السجون، وأخصائيي علم النفس، وضباط المخابرات. يأخذ التقييم في الاعتبار مجموعة واسعة من العوامل، بما في ذلك:

  • طبيعة الجريمة: تعتبر الجرائم العنيفة، مثل القتل والاعتداء، أكثر خطورة من الجرائم غير العنيفة، مثل السرقة والاحتيال.
  • السجل الإجرامي: يُنظر إلى السجناء الذين لديهم سجل حافل من الجرائم على أنهم يشكلون خطرًا أكبر من أولئك الذين ليس لديهم سجل إجرامي أو لديهم سجل محدود.
  • السلوك السابق: يؤخذ في الاعتبار سلوك السجين السابق في السجن، بما في ذلك أي انتهاكات لقواعد السجن أو محاولات للهروب.
  • خطر الهروب: يتم تقييم خطر هروب السجين بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل، مثل طبيعة الجريمة التي ارتكبها، وسجله الإجرامي، وأي معلومات استخباراتية تشير إلى أنه يخطط للهروب.
  • خطر إيذاء الآخرين: يتم تقييم خطر إيذاء السجين للآخرين، سواء داخل السجن أو خارجه.

فئات الأمن الأربعة

يتكون نظام تصنيف السجناء في المملكة المتحدة من أربع فئات رئيسية، مرتبة من الأقل إلى الأعلى من حيث مستوى الأمن:

الفئة د (Category D)

تمثل هذه الفئة أدنى مستوى من الأمن. يتم وضع السجناء في هذه الفئة إذا كانوا يشكلون الحد الأدنى من المخاطر، ويعتبرون مؤهلين للعيش في أماكن مفتوحة، مثل سجون الحد الأدنى من الأمن أو مساكن الإفراج. غالبًا ما يُسمح للسجناء في الفئة د بالعمل في المجتمع، والخروج في إجازات قصيرة، والتحضير لإعادة الاندماج في المجتمع بعد الإفراج عنهم.

الخصائص الرئيسية للفئة د:

  • أدنى مستوى من الأمن.
  • الحد الأدنى من المخاطر.
  • يسمح بالعيش في أماكن مفتوحة.
  • فرص عمل في المجتمع.
  • التحضير لإعادة الاندماج في المجتمع.

الفئة ج (Category C)

تشير هذه الفئة إلى السجناء الذين لا يشكلون خطرًا كبيرًا، ولكن لا يزالون يمثلون خطرًا معينًا على المجتمع، مما يتطلب بعض إجراءات الأمن. غالبًا ما يُحتجز السجناء في الفئة ج في سجون ذات أمن متوسط، مع توفير برامج تعليمية وتدريبية لإعدادهم للإفراج عنهم.

الخصائص الرئيسية للفئة ج:

  • خطر محدود نسبيًا.
  • سجون ذات أمن متوسط.
  • برامج تعليمية وتدريبية.
  • فرص عمل محدودة داخل السجن.

الفئة ب (Category B)

تشير هذه الفئة إلى السجناء الذين يمثلون خطرًا كبيرًا على الجمهور، أو الذين لديهم سجل إجرامي طويل. يتم وضع السجناء في الفئة ب في سجون ذات أمن مشدد، مع إجراءات أمنية أكثر صرامة. قد يكون هناك قيود على الزيارات، والاتصالات، والأنشطة الأخرى.

الخصائص الرئيسية للفئة ب:

  • خطر كبير على الجمهور.
  • سجون ذات أمن مشدد.
  • إجراءات أمنية صارمة.
  • قيود على الزيارات والاتصالات.

الفئة أ (Category A)

تمثل هذه الفئة أعلى مستوى من الأمن. يتم وضع السجناء في الفئة أ إذا كانوا يشكلون أعلى مستوى من المخاطر على الأمن العام، أو إذا كانت لديهم سجلات إجرامية خطيرة للغاية. يتم احتجاز السجناء في الفئة أ في سجون عالية الأمن، وغالبًا ما يتم عزلهم عن بقية السجناء، مع توفير الحد الأدنى من الاتصال بالعالم الخارجي.

الخصائص الرئيسية للفئة أ:

  • أعلى مستوى من المخاطر.
  • سجون عالية الأمن.
  • عزل السجناء.
  • الحد الأدنى من الاتصال بالعالم الخارجي.

عملية التقييم والتصنيف

تتضمن عملية تقييم وتصنيف السجناء عدة خطوات رئيسية:

  • التقييم الأولي: يتم إجراء تقييم أولي للسجين في أقرب وقت ممكن بعد دخوله السجن. يتضمن هذا التقييم جمع المعلومات الأساسية عن السجين، مثل طبيعة الجريمة التي ارتكبها، وسجله الإجرامي، وسلوكه السابق.
  • تقييم المخاطر: يتم إجراء تقييم شامل للمخاطر التي يشكلها السجين. يشمل هذا التقييم تقييم خطر الهروب، وخطر إيذاء الآخرين، ومخاطر أخرى ذات صلة.
  • تحديد فئة الأمن: بناءً على نتائج تقييم المخاطر، يتم تحديد فئة الأمن المناسبة للسجين.
  • المراجعة الدورية: يتم مراجعة فئة الأمن الخاصة بالسجين بشكل دوري، وعادة ما تكون كل ستة أشهر أو سنة. يهدف هذا إلى التأكد من أن فئة الأمن لا تزال مناسبة للسجين، وإجراء أي تغييرات ضرورية.

العوامل المؤثرة في تغيير فئة السجين

يمكن أن تتغير فئة الأمن الخاصة بالسجين بمرور الوقت، بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك:

  • السلوك داخل السجن: يمكن أن يؤثر سلوك السجين داخل السجن على فئة الأمن الخاصة به. إذا كان السجين يظهر سلوكًا جيدًا، مثل الالتزام بقواعد السجن، والمشاركة في البرامج، فمن الممكن أن يتم تخفيض فئة الأمن الخاصة به. على العكس من ذلك، إذا كان السجين يظهر سلوكًا سيئًا، مثل المشاركة في أعمال عنف أو محاولة الهروب، فمن الممكن أن يتم رفع فئة الأمن الخاصة به.
  • التغيرات في المخاطر: يمكن أن تتغير المخاطر التي يشكلها السجين بمرور الوقت. على سبيل المثال، إذا كان السجين يشارك في برنامج علاج ناجح، فقد ينخفض خطر إيذاء الآخرين.
  • التطورات في قضيته: يمكن أن تؤثر التطورات في قضية السجين على فئة الأمن الخاصة به. على سبيل المثال، إذا تم تخفيف الحكم على السجين، فقد يتم تخفيض فئة الأمن الخاصة به.

أهمية نظام التصنيف

يعد نظام تصنيف السجناء في المملكة المتحدة أمرًا بالغ الأهمية لعدة أسباب:

  • الأمن والسلامة: يضمن النظام أن السجناء محتجزون في بيئات آمنة، مع اتخاذ التدابير الأمنية المناسبة للحد من خطر الهروب أو إيذاء الآخرين.
  • إدارة السجون: يساعد النظام على إدارة السجون بكفاءة، من خلال تخصيص الموارد بشكل فعال وتوفير البرامج والخدمات المناسبة لكل سجين.
  • إعادة التأهيل: يدعم النظام جهود إعادة التأهيل من خلال توفير البرامج والخدمات التي تساعد السجناء على تطوير المهارات والسلوكيات التي يحتاجونها للنجاح في المجتمع.
  • العدالة: يضمن النظام معاملة السجناء بشكل عادل، مع مراعاة المخاطر التي يشكلونها.

نظام التصنيف وأهدافه

يهدف نظام تصنيف السجناء في المملكة المتحدة إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية:

  • حماية الجمهور: من خلال احتجاز السجناء الذين يشكلون خطرًا على المجتمع في بيئات آمنة.
  • إدارة السجون بكفاءة: من خلال تخصيص الموارد بشكل فعال وتقليل خطر الاضطرابات.
  • دعم إعادة التأهيل: من خلال توفير البرامج والخدمات التي تساعد السجناء على تغيير سلوكهم والعودة إلى المجتمع كأفراد منتجين.
  • ضمان معاملة عادلة: من خلال تقييم السجناء بشكل عادل وموضوعي.

تحديات نظام التصنيف

على الرغم من فعاليته، يواجه نظام تصنيف السجناء في المملكة المتحدة بعض التحديات، بما في ذلك:

  • التحيز: قد يتأثر تقييم السجناء بالتحيز، مما يؤدي إلى تصنيف غير عادل.
  • التغييرات في المخاطر: قد تتغير المخاطر التي يشكلها السجناء بمرور الوقت، مما يتطلب مراجعات مستمرة لفئات الأمن.
  • الموارد: قد لا تتوفر الموارد الكافية لتوفير البرامج والخدمات التي يحتاجها جميع السجناء.
  • التعقيد: قد يكون نظام التصنيف معقدًا، مما يجعل من الصعب على السجناء فهمه والتعامل معه.

العلاقة مع نظام العدالة الجنائية

يرتبط نظام تصنيف السجناء ارتباطًا وثيقًا بنظام العدالة الجنائية الأوسع في المملكة المتحدة. يعتمد النظام على القرارات التي تتخذها المحاكم والشرطة والمدعين العامين، ويتأثر بالسياسات والإجراءات التي تحكم نظام العدالة الجنائية.

على سبيل المثال، تحدد المحاكم مدة عقوبة السجن، والتي تؤثر على طول الفترة الزمنية التي يقضيها السجين في السجن، وبالتالي تؤثر على تصنيفه الأمني. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر السياسات والإجراءات التي تحكم نظام العدالة الجنائية، مثل سياسات الإفراج المشروط، على فئة الأمن الخاصة بالسجين، وكذلك على إعادة اندماجه في المجتمع.

العلاقة مع حقوق الإنسان

يجب أن يلتزم نظام تصنيف السجناء في المملكة المتحدة بحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في المعاملة الإنسانية، والحق في عدم التعرض للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة اللاإنسانية أو المهينة. يجب أن يتمتع السجناء بفرصة للمشاركة في الأنشطة، وتلقي التعليم، والوصول إلى الخدمات الصحية، بغض النظر عن فئة الأمن الخاصة بهم.

يجب أن يخضع نظام التصنيف للمراجعة المنتظمة لضمان امتثاله لحقوق الإنسان، وتقليل أي تأثيرات سلبية على رفاهية السجناء. يجب أن يتمتع السجناء بفرصة للطعن في فئات الأمن الخاصة بهم إذا شعروا بأنها غير عادلة أو غير مبررة.

التطورات المستقبلية

يتطور نظام تصنيف السجناء في المملكة المتحدة باستمرار، مع إجراء تغييرات لتحسين فعاليته وعدالته. تشمل بعض التطورات المستقبلية المحتملة:

  • استخدام التكنولوجيا: قد يتم استخدام التكنولوجيا لتحسين تقييم المخاطر، ومراقبة السجناء، وتوفير البرامج والخدمات.
  • التركيز على الصحة العقلية: قد يتم إيلاء المزيد من الاهتمام للصحة العقلية للسجناء، مع توفير المزيد من الدعم والخدمات.
  • التعاون مع المنظمات المجتمعية: قد يتم تعزيز التعاون مع المنظمات المجتمعية للمساعدة في إعادة تأهيل السجناء وإعادة دمجهم في المجتمع.

يهدف هذا التطوير المستمر إلى ضمان بقاء نظام تصنيف السجناء فعالًا وعادلًا، مع توفير الأمن والسلامة للجميع، ودعم جهود إعادة التأهيل.

خاتمة

يوفر نظام تصنيف السجناء في المملكة المتحدة إطارًا حاسمًا لإدارة السجون، وضمان الأمن والسلامة، ودعم إعادة التأهيل. من خلال تقسيم السجناء إلى فئات أمنية مختلفة بناءً على تقييم دقيق للمخاطر، يهدف النظام إلى حماية الجمهور والعاملين في السجون والسجناء أنفسهم. يضمن هذا النظام أن السجناء محتجزون في بيئات تتناسب مع مستوى المخاطر التي يشكلونها، مع توفير فرص للتعليم والتدريب والتحضير لإعادة الاندماج في المجتمع. على الرغم من التحديات التي يواجهها، يستمر النظام في التطور والتحسين، بهدف تحقيق العدالة والأمن للجميع.

المراجع