نشأته وتعليمه
ولد تشارلز ماكري في المملكة المتحدة. تلقى تعليمه في عدد من المؤسسات المرموقة، مما أسس له أساسًا متينًا في العلوم السلوكية. ساعده هذا التعليم على تطوير رؤية نقدية ومنهجية في دراسة الظواهر النفسية المعقدة.
التعاون مع سيليا غرين
كان تعاون ماكري مع سيليا غرين هو السمة المميزة لمسيرته المهنية. التقى الاثنان في “معهد البحوث النفسية” حيث عملا معًا على استكشاف مجموعة واسعة من الظواهر النفسية. تميز هذا التعاون بالتحليل النقدي العميق والمنهجية الصارمة في البحث. كان تركيزهما الرئيسي على استكشاف الوعي، والإدراك الحسي خارج نطاق الحواس (ESP)، والتجارب الخارجة عن الجسد (OBEs)، والأحلام الواعية.
الإسهامات في علم النفس
قدم ماكري مساهمات كبيرة في علم النفس، خاصةً في المجالات التالية:
- الوعي: ساهم في فهمنا لآليات الوعي وحالاته المختلفة، بما في ذلك حالات الوعي المتغيرة مثل الأحلام والتنويم المغناطيسي.
- الإدراك الحسي خارج نطاق الحواس (ESP): أجرى أبحاثًا حول الإدراك الحسي، وحاول فهم الظواهر التي تبدو وكأنها تتجاوز قدراتنا الحسية الطبيعية.
- التجارب الخارجة عن الجسد (OBEs): بحث في طبيعة التجارب الخارجة عن الجسد، وحاول فهم أسبابها وتأثيراتها على الأفراد.
- الأحلام الواعية: قدم مساهمات في فهم الأحلام الواعية، حيث يكون الشخص على دراية بأنه يحلم أثناء الحلم.
ركزت أبحاث ماكري على استخدام منهج علمي صارم لفحص الظواهر النفسية الغامضة. وقد ساعد هذا النهج في تقديم رؤى جديدة حول طبيعة العقل البشري والوعي.
أعماله المنشورة
شارك ماكري في كتابة العديد من الكتب والمقالات العلمية. كان لهذه المنشورات تأثير كبير على مجال علم النفس، وخاصة في المجالات التي بحث فيها. من بين أبرز أعماله:
- “أحلام اليقظة (Lucid Dreams)”: كتاب شارك في تأليفه مع سيليا غرين، يقدم تحليلًا شاملاً للأحلام الواعية، ويستكشف طبيعتها وآلياتها.
- مقالات علمية في مجلات متخصصة: نشر ماكري مقالات في مجلات علمية مرموقة، حيث قدم نتائج أبحاثه وأفكاره حول مواضيع مختلفة في علم النفس.
المنهجية البحثية
تميزت منهجية ماكري البحثية بالجمع بين التحليل النقدي العميق والمنهجية العلمية الصارمة. كان يؤمن بأهمية جمع البيانات بشكل دقيق وتحليلها بعناية قبل استخلاص أي استنتاجات. كما كان يولي اهتمامًا كبيرًا لتكرار التجارب والتحقق من صحة النتائج.
كانت أبحاثه غالبًا ما تركز على محاولة فهم الآليات الأساسية التي تقف وراء الظواهر النفسية المعقدة. وقد استخدم في أبحاثه مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات، بما في ذلك التجارب المعملية، والاستبيانات، والمقابلات.
الظواهر النفسية غير العادية
اهتم ماكري بشكل خاص بدراسة الظواهر النفسية غير العادية، مثل الإدراك الحسي خارج نطاق الحواس، والتجارب الخارجة عن الجسد، والتخاطر. كان يعتقد أن هذه الظواهر يمكن أن تقدم رؤى جديدة حول طبيعة الوعي والعقل البشري. وعلى الرغم من أن هذه الظواهر غالبًا ما تكون موضع جدل، إلا أن ماكري كان يصر على ضرورة دراستها بعناية ومنهجية.
أجرى ماكري العديد من التجارب لدراسة هذه الظواهر. وقد استخدم في هذه التجارب مجموعة متنوعة من الأساليب، بما في ذلك التجارب المعملية الخاضعة للرقابة، والدراسات الميدانية، وتحليل البيانات الإحصائية.
مساهماته في نظرية الوعي
ساهم عمل ماكري بشكل كبير في تطوير نظريات الوعي. وقد قدم رؤى جديدة حول طبيعة الوعي، وكيفية عمله، وكيفية ارتباطه بالعقل البشري. كان يعتقد أن الوعي ليس مجرد نتاج للدماغ، بل هو ظاهرة أكثر تعقيدًا تتضمن عوامل أخرى، مثل البيئة والتجارب الشخصية.
أظهرت أبحاث ماكري أن الوعي يمكن أن يتغير ويتأثر بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الأدوية، والتنويم المغناطيسي، والتأمل. كما أظهرت أبحاثه أن الوعي يمكن أن يكون له تأثير كبير على سلوكنا وتجاربنا.
التأثير والتقدير
حظي عمل ماكري بتقدير كبير في مجال علم النفس. وقد أثرت أبحاثه على العديد من الباحثين الآخرين، وساعدت في تطوير فهمنا للوعي والإدراك والظواهر النفسية غير العادية. يعتبر ماكري شخصية بارزة في هذا المجال، ويستمر عمله في التأثير على الباحثين والطلاب على حد سواء.
حصل ماكري على العديد من الجوائز والتقديرات على عمله. وقد تم تكريمه من قبل العديد من المؤسسات والمنظمات العلمية. كما تم نشر أعماله على نطاق واسع، وقد ترجمت إلى العديد من اللغات.
التحديات والجدل
على الرغم من أهمية عمل ماكري، إلا أنه واجه أيضًا بعض التحديات والجدل. كان بعض العلماء يشككون في صحة بعض النتائج التي توصل إليها، وخاصة في مجال الإدراك الحسي خارج نطاق الحواس. ومع ذلك، استمر ماكري في الدفاع عن عمله وتقديم الأدلة التي تدعم استنتاجاته.
كان الجدل غالبًا ما يدور حول المنهجية المستخدمة في الأبحاث، والتفسيرات المحتملة للنتائج. ومع ذلك، فقد ساهم هذا الجدل في تطوير فهمنا لهذه المجالات، وتشجيع الباحثين على إجراء المزيد من الدراسات.
التوجهات المستقبلية في البحث
لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في مجال دراسة الوعي والإدراك والظواهر النفسية غير العادية. يعتقد العديد من الباحثين أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم الآليات الأساسية التي تقف وراء هذه الظواهر. كما أن هناك حاجة إلى تطوير تقنيات جديدة لدراسة هذه الظواهر بشكل أكثر دقة.
من المتوقع أن يستمر عمل ماكري في التأثير على البحث في هذه المجالات. ومن المرجح أن تظهر تقنيات جديدة وأساليب بحثية مبتكرة في السنوات القادمة، مما سيساعد في تعزيز فهمنا للعقل البشري والوعي.
أهمية أبحاثه المستمرة
تستمر أبحاث ماكري في إلهام العلماء والباحثين. إن تركيزه على استخدام المنهج العلمي في دراسة الظواهر المعقدة، إلى جانب مساهماته في فهم طبيعة الوعي والتجارب الإنسانية، يجعله شخصية مهمة في تاريخ علم النفس. إن استمراره في النشر والبحث يضمن أن إرثه سيستمر في التأثير على الأجيال القادمة من الباحثين.
خاتمة
يعتبر تشارلز ماكري عالم نفس بارز قدم مساهمات كبيرة في مجالات الوعي والإدراك والظواهر النفسية غير العادية. من خلال تعاونه مع سيليا غرين، ومن خلال أبحاثه المستقلة، ساهم في تطوير فهمنا لطبيعة العقل البشري. يتميز عمله بالمنهجية العلمية الصارمة والتحليل النقدي العميق، مما جعله شخصية مؤثرة في مجال علم النفس. يستمر إرثه في التأثير على الباحثين والطلاب، ويضمن عمله المستمر أن تظل مساهماته ذات أهمية في فهمنا للوعي والإدراك.
المراجع
- Green, C. E., & McCreery, C. (1994). Apparitions. In The Encyclopedia of Parapsychology and Psychical Research (pp. 38-42). Jefferson, NC: McFarland & Company.
- McCreery, C. (1980). Apparitions. Journal of the Society for Psychical Research, 50(779), 318-322.
- Green, C., & McCreery, C. (1975). Lucid dreams. Hamish Hamilton.
- McCreery, C. (1989). The influence of non-pharmacological factors on the effects of drugs. Biological Psychology, 28(1), 1-17.