مقدمة
كونتراباند (Contraband) كانت فرقة سوبرغروب/مشروع جانبي قصير الأجل ضم أعضاء من عدة فرق روك شهيرة من ثمانينيات القرن الماضي. على الرغم من قصر عمرها، إلا أنها تركت بصمة في عالم موسيقى الروك بسبب التجميعة الفريدة من المواهب التي جمعتها.
تشكيلة الفرقة وأعضاؤها
تألفت فرقة كونتراباند من مجموعة من الموسيقيين المرموقين، مما جعلها فرقة “سوبرغروب” بالمعنى الحقيقي للكلمة. ضمت الفرقة:
- ريتشارد بلاك (Richard Black): عازف الغيتار الرئيسي من فرقة شارع الزمرد (Shark Island).
- مايكل شيريان (Michael Schenker): عازف الغيتار الرئيسي الشهير من فرقة العقرب (Scorpions) و فرقة يوفو (UFO).
- تريسيا هيلمان (Share Pedersenلاحقًا Share Ross): عازفة غيتار البيس وعازفة الكيبورد من فرقة فنيكس (Vixen).
- بوبي بلوم (Bobby Blotzer): عازف الدرامز من فرقة السم (Ratt).
- داني سبيروس (Danny Spitz): عازف الإيتار من فرقة أنثراكس (Anthrax).
هذا المزيج من الموسيقيين ذوي الخلفيات المتنوعة خلق ديناميكية فريدة داخل الفرقة، وساهم في صوتها المميز.
التاريخ والتكوين
تشكلت فرقة كونتراباند في عام 1990 كمشروع جانبي لأعضائها الذين كانوا يبحثون عن منفذ إبداعي خارج فرقهم الرئيسية. الفكرة وراء كونتراباند كانت جمع موسيقيين موهوبين من مختلف الفرق لإنشاء شيء جديد ومثير. سرعان ما اجتذبت الفرقة انتباه شركة تسجيلات إم سي آي (MCA Records)، التي عرضت عليها صفقة تسجيل.
الألبوم الوحيد: Contraband
في عام 1991، أصدرت فرقة كونتراباند ألبومها الوحيد الذي يحمل عنوان “كونتراباند” (Contraband). تميز الألبوم بمزيج من موسيقى الهارد روك والميتال، مع عرض مهارات العزف الفردية لأعضائها. تضمنت أبرز أغاني الألبوم:
- “بانديت مان” (Bandit Man)
- “لعبة الحب” (Loud Guitars, Heavy Metal)
- “كل ما أريده” (All the Way from Memphis)
على الرغم من تلقي الألبوم لبعض المراجعات الإيجابية، إلا أنه لم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا. ومع ذلك، فقد اكتسب قاعدة جماهيرية مخلصة تقدر الموسيقى التصويرية التي تمزج بين الصلابة والتقنية العالية.
الأسلوب الموسيقي
يمكن وصف الأسلوب الموسيقي لفرقة كونتراباند بأنه مزيج من الهارد روك والميتال، مع تأثيرات من الفرق التي أتى منها أعضاؤها. كان صوت الفرقة مدفوعًا بعزف الغيتار المزدوج لريتشارد بلاك ومايكل شيريان، بالإضافة إلى الإيقاع القوي لبوبي بلوتزر على الطبول. أضافت تريسيا هيلمان (Share لاحقًا) طبقة من التناغم واللحن مع غيتار البيس ولوحات المفاتيح الخاصة بها. بشكل عام، كان لدى كونتراباند صوت عدواني ولكن مصقول، يجمع بين طاقة موسيقى الميتال وتقنية الهارد روك.
جولة الفرقة وحفلاتها
بعد إصدار ألبومها، شرعت فرقة كونتراباند في جولة لدعم الألبوم. قامت الفرقة بجولة مع العديد من الفرق المعروفة الأخرى، مثل فرقة رات (Ratt) و فرقة بون جوفي (Bon Jovi). قدمت كونتراباند عروضاً عالية الطاقة أظهرت المهارات الموسيقية لأعضائها. ومع ذلك، كانت الجولة قصيرة الأجل بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك الصراعات الشخصية بين أعضاء الفرقة.
التفكك والإرث
لسوء الحظ، لم تدم فرقة كونتراباند طويلاً. بعد فترة وجيزة من جولتها، تفككت الفرقة بسبب خلافات داخلية وصراعات شخصية. عاد الأعضاء إلى فرقهم الأصلية أو تابعوا مشاريع فردية. على الرغم من قصر عمرها، إلا أن فرقة كونتراباند تركت إرثًا في عالم موسيقى الروك. تعتبر الفرقة مثالًا على إمكانات السوبرغروب، وكيف يمكن للموسيقيين الموهوبين من خلفيات مختلفة أن يجتمعوا لإنشاء شيء خاص.
مشاريع الأعضاء بعد الفرقة
بعد تفكك كونتراباند، واصل أعضاء الفرقة تحقيق النجاح في مشاريعهم المختلفة. إليك نظرة سريعة على ما فعله بعض الأعضاء:
- ريتشارد بلاك: واصل العزف مع فرقة شارع الزمرد (Shark Island) وشارك في العديد من المشاريع الموسيقية الأخرى.
- مايكل شيريان: تابع مسيرته المهنية الناجحة كفنان منفرد وأصدر العديد من الألبومات. كما تعاون مع العديد من الموسيقيين الآخرين.
- تريسيا هيلمان (Share Pedersenلاحقًا Share Ross): انضمت إلى فرقة بوب روك (Bubble). تزوجت من بامبرغ “بام” روس (Bam Ross) لاحقا وأصبحت معالجة مرخصة.
- بوبي بلوتزر: عاد إلى فرقة السم (Ratt) واستمر في العزف معهم حتى تفككت الفرقة في النهاية.
- داني سبيروس: استمر في العزف مع فرقة أنثراكس (Anthrax) حتى غادر الفرقة في عام 1995. انخرط فيما بعد في أعمال تجارية أخرى.
تأثير كونتراباند على مشهد الروك
على الرغم من أن كونتراباند لم تحقق نجاحًا تجاريًا واسع النطاق، إلا أنها كان لها تأثير على مشهد الروك. ساعدت الفرقة في تمهيد الطريق لفرق سوبرغروب أخرى وأظهرت إمكانات التعاون بين الموسيقيين من خلفيات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، ألهمت موسيقى كونتراباند عددًا من الموسيقيين الشباب الذين تأثروا بمزيجها الفريد من الهارد روك والميتال.
معلومات إضافية
بصرف النظر عن ألبومهم الوحيد، سجلت فرقة كونتراباند أيضًا عددًا من الأغاني الأخرى التي لم يتم إصدارها رسميًا. ظهرت هذه الأغاني في مجموعات Bootlegs ومواقع مشاركة الملفات. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت الفرقة في عدد من الأفلام والبرامج التلفزيونية. على سبيل المثال، ظهرت الفرقة في فيلم “هاويين عدن” (Cool as Ice) عام 1991.
حقائق مثيرة للاهتمام حول كونتراباند
- اسم الفرقة “كونتراباند” (Contraband) يعني “البضائع المهربة”.
- كانت فرقة كونتراباند واحدة من أوائل الفرق التي تضم عضوة أنثى.
- كانت فرقة كونتراباند معروفة بعروضها الحية عالية الطاقة.
- تأثرت موسيقى كونتراباند بفرق مثل ليد زيبلين (Led Zeppelin)، ديب بيربل (Deep Purple) وأيروسميث (Aerosmith).
- تعتبر فرقة كونتراباند فرقة كلاسيكية في موسيقى الروك من قبل العديد من المعجبين.
أهمية كونتراباند في تاريخ موسيقى الروك
تكمن أهمية كونتراباند في تاريخ موسيقى الروك في عدة جوانب. أولاً، تمثل الفرقة مثالًا على التجميعة الناجحة للمواهب من فرق مختلفة لإنشاء مشروع جديد. ثانياً، ساهمت كونتراباند في تطوير موسيقى الروك من خلال مزجها بين عناصر الهارد روك والميتال. ثالثاً، ألهمت الفرقة العديد من الموسيقيين الشباب الذين تأثروا بصوتها الفريد. على الرغم من قصر عمرها، إلا أن كونتراباند تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ موسيقى الروك.
خاتمة
كانت كونتراباند فرقة سوبرغروب/مشروع جانبي قصير الأجل جمعت موسيقيين موهوبين من فرق روك شهيرة في الثمانينيات. على الرغم من قصر عمرها، إلا أنها تركت بصمة في عالم موسيقى الروك بسبب التجميعة الفريدة من المواهب التي جمعتها. ألبومهم الوحيد، “كونتراباند”، عرض مزيجًا من الهارد روك والميتال، في حين أن عروضهم الحية كانت معروفة بطاقتها العالية. على الرغم من أن الفرقة تفككت بعد فترة وجيزة، إلا أن موسيقاها لا تزال تحظى بالتقدير من قبل المعجبين والموسيقيين على حد سواء، مما يضمن مكانها في تاريخ موسيقى الروك.