نشأتها وبداية حياتها
ولدت هيلين مار كيمبال في مدينة بورتسموث بولاية نيو هامبشاير. كانت ابنة هايبر كيمبال، أحد الرسل الاثني عشر الأوائل في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، وزوجته فيليسيا. نشأت هيلين في بيئة دينية قوية، حيث كان والداها من المؤمنين المتحمسين بعقيدة المورمونية. انتقلت عائلتها إلى كيرتلاند، أوهايو، ثم إلى فار ويست، ميسوري، ثم إلى نافو، إلينوي، حيث استقرت أخيرًا.
تلقت هيلين تعليمًا أساسيًا في المنزل وفي المدارس المحلية، وتأثرت بشكل كبير بتعاليم والدها الدينية. كانت تتمتع بشخصية جذابة وذكية، وكانت تحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل مجتمعها.
زواجها من جوزيف سميث
تزوجت هيلين مار كيمبال من جوزيف سميث في عام 1843، عندما كان عمرها 14 عامًا. كان هذا الزواج جزءًا من ممارسة الزواج التعددي التي مارسها سميث وكبار قادة الكنيسة في ذلك الوقت. كان زواجها من سميث سرًا في البداية، ولم يتم الكشف عنه للعامة إلا بعد وفاته.
أثار زواج هيلين من سميث جدلاً كبيرًا في ذلك الوقت، ولا يزال يثيره حتى اليوم. يرى البعض أن هذا الزواج كان انتهاكًا للقوانين الدينية والأخلاقية، بينما يبرره آخرون بأنه كان جزءًا من ممارسة دينية مقدسة.
وفقًا لروايات بعض الشهود، وافقت هيلين على الزواج من سميث بناءً على إصرار والديها، اللذين قالا إن هذا الزواج كان أمرًا إلهيًا. ومع ذلك، لم يتمكن المؤرخون من التحقق بشكل قاطع من هذه الروايات.
حياتها كزوجة تعددية
بعد وفاة جوزيف سميث، تزوجت هيلين من هوراس ويلز، وأنجبت منه أطفالًا. على الرغم من تجربتها في الزواج التعددي، لم تكن هيلين تنكر أبدًا إيمانها بكنيسة قديسي الأيام الأخيرة. استمرت في المشاركة في أنشطة الكنيسة وتقديم الدعم لها.
كانت حياة هيلين كزوجة تعددية مليئة بالتحديات. واجهت صعوبات اقتصادية واجتماعية، وعانت من ضغوط عاطفية. ومع ذلك، بقيت قوية الإيمان ودافعت عن معتقداتها.
بعد وفاة جوزيف سميث، لم تعد هيلين تعيش حياة التعدد الزوجي. تزوجت مرة أخرى من هوراس ويلز، وعاشت حياة عائلية تقليدية. ومع ذلك، تركت تجربتها كزوجة تعددية أثرًا دائمًا عليها.
دورها في الكنيسة
بعد وفاة سميث، لعبت هيلين دورًا نشطًا في كنيسة قديسي الأيام الأخيرة. عملت في جمعية الإغاثة، وهي منظمة خيرية نسائية، وقدمت الدعم للنساء الأخريات في مجتمعها. كما شاركت في كتابة تاريخ الكنيسة وشهاداتها.
نشرت هيلين لاحقًا شهادتها عن الزواج التعددي، وأكدت إيمانها به كجزء من الوحي الإلهي. على الرغم من الجدل الذي أحاط بزواجها من سميث، فقد ظلت مخلصة للكنيسة وتعاليمها.
إرثها
تركت هيلين مار كيمبال إرثًا معقدًا. فهي تمثل رمزًا للزواج التعددي في تاريخ قديسي الأيام الأخيرة، وشخصيتها مثيرة للجدل. يراها البعض ضحية للظروف، بينما يراها آخرون مؤمنة مخلصة.
بغض النظر عن وجهة النظر، فإن حياة هيلين تقدم نظرة ثاقبة على جوانب معينة من تاريخ كنيسة قديسي الأيام الأخيرة وممارساتها الدينية. كما أنها تسلط الضوء على التحديات التي واجهتها النساء في ذلك الوقت.
توفيت هيلين مار كيمبال في عام 1896، تاركة وراءها إرثًا دينيًا واجتماعيًا معقدًا. بقيت قصتها موضوعًا للدراسة والنقاش، وتستمر في إثارة الاهتمام حتى يومنا هذا.
الجدل المحيط بزواجها
أثار زواج هيلين مار كيمبال من جوزيف سميث جدلاً كبيرًا. كان عمرها 14 عامًا فقط عندما تزوجت، مما أثار تساؤلات حول الموافقة والظروف التي أحاطت بالزواج. بالإضافة إلى ذلك، كان الزواج التعددي نفسه موضوعًا مثيرًا للجدل في ذلك الوقت، ولا يزال كذلك حتى اليوم.
يدافع مؤيدو كنيسة قديسي الأيام الأخيرة عن الزواج التعددي على أساس أنه كان ممارسة دينية مقدسة، وأنه كان جزءًا من خطة الله لإعادة بناء مملكة إسرائيل. يشيرون إلى أن جوزيف سميث كان لديه سلطة إلهية لممارسة الزواج التعددي، وأن الزوجات اللاتي تزوجنه فعلن ذلك بمحض إرادتهن.
من ناحية أخرى، يعارض منتقدو الزواج التعددي هذه الممارسة على أساس أنها غير أخلاقية، وتشجع على استغلال النساء، وتضر بالأسرة. يشيرون إلى أن جوزيف سميث كان يسيء استغلال سلطته، وأن الزوجات اللاتي تزوجنه لم يكن لديهن خيارات حقيقية.
الظروف المحيطة بزواجها
تشير بعض المصادر إلى أن والدي هيلين، هايبر وفيليسيا كيمبال، شجعاها على الزواج من جوزيف سميث. يعتقدون أنه كان أمرًا إلهيًا، وأن هذا الزواج سيعزز مكانة عائلتهم في الكنيسة. ومع ذلك، يزعم البعض أن هيلين شعرت بالضغط للخضوع لطلب والديها.
من المهم أن نلاحظ أن الزواج التعددي كان يمارس سرًا في ذلك الوقت. لم يتم الكشف عن هذه الممارسة للعامة إلا بعد وفاة جوزيف سميث. هذا يعني أن هيلين ربما لم تكن على علم كامل بكل الآثار المترتبة على زواجها.
تأثير الزواج على حياتها
بعد زواجها من جوزيف سميث، انتقلت هيلين مع عائلتها إلى ولاية يوتا. واجهت صعوبات اقتصادية واجتماعية، وعانت من ضغوط عاطفية. على الرغم من هذه التحديات، بقيت قوية الإيمان.
بعد وفاة جوزيف سميث، تزوجت هيلين من هوراس ويلز. أنجبا أطفالًا وعاشا حياة عائلية تقليدية. ومع ذلك، تركت تجربتها كزوجة تعددية أثرًا دائمًا عليها.
شهادة هيلين
بعد وفاتها، نشرت شهادة عن إيمانها بالزواج التعددي كجزء من الوحي الإلهي. أكدت أنها سعيدة بماضيها، وأنها لم تندم على زواجها من جوزيف سميث.
تعتبر شهادة هيلين من الوثائق المهمة لفهم معتقدات قديسي الأيام الأخيرة حول الزواج التعددي. تقدم شهادتها نظرة ثاقبة على تجارب النساء اللواتي شاركن في هذه الممارسة.
الأهمية التاريخية
تعتبر هيلين مار كيمبال شخصية مهمة في تاريخ كنيسة قديسي الأيام الأخيرة. تمثل حياتها تجربة معقدة ومثيرة للاهتمام. تقدم قصتها نظرة ثاقبة على ممارسات الكنيسة، وتساعدنا على فهم التحديات التي واجهتها النساء في ذلك الوقت.
قصة هيلين مار كيمبال تسلط الضوء على الجدل الدائر حول الزواج التعددي في تاريخ قديسي الأيام الأخيرة. إنها تجسد تعقيدات الإيمان والتقاليد، وتذكرنا بأهمية الفهم النقدي للتاريخ.
تأثير زواجها على عائلتها
كان لزواج هيلين من جوزيف سميث تأثير كبير على عائلتها. لعب والدها، هايبر كيمبال، دورًا مهمًا في كنيسة قديسي الأيام الأخيرة وكان أحد الرسل الاثني عشر الأوائل. من خلال زواج هيلين، عزز هايبر مكانته في الكنيسة، وكان هذا الزواج يمثل علامة على التزام العائلة بالإيمان الجديد.
لم يكن زواج هيلين من سميث مجرد حدث شخصي، بل كان له أيضًا تأثير على بقية أفراد عائلتها. أصبحت أختها، سارة آن كيمبال، زوجة متعددة أيضًا. تشير هذه الظاهرة إلى أن الزواج التعددي لم يكن مقتصرًا على جوزيف سميث والنساء المباشرات فحسب، بل امتد ليشمل العديد من العائلات داخل مجتمع قديسي الأيام الأخيرة.
مع ذلك، يجب الإشارة إلى أن عائلة كيمبال لم تكن كلها متفقة على مسألة الزواج التعددي. يعتقد بعض المؤرخين أن فيليسيا كيمبال، والدة هيلين، كانت مترددة في البداية بشأن الزواج. يوضح هذا التنوع في الآراء داخل الأسرة مدى تعقيد هذه الممارسة.
الأحداث التالية لوفاة سميث
بعد وفاة جوزيف سميث، شهدت كنيسة قديسي الأيام الأخيرة فترة من الاضطرابات والتحولات. قسمت الكنيسة إلى فصائل مختلفة، لكل منها قيادتها ومعتقداتها. اختارت عائلة كيمبال، بمن فيهم هيلين، البقاء مع غالبية قادة الكنيسة الذين استقروا في ولاية يوتا تحت قيادة بريغام يونغ.
هاجرت هيلين وعائلتها إلى ولاية يوتا كجزء من حركة الهجرة الضخمة لقديسي الأيام الأخيرة. واجهوا صعوبات وتحديات كبيرة أثناء الرحلة وفي بداية حياتهم في ولاية يوتا. على الرغم من هذه الصعوبات، تمكنت هيلين من الحفاظ على إيمانها وبناء حياة جديدة.
بعد استقرارها في ولاية يوتا، تزوجت هيلين من هوراس ويلز. شكل الزواج بداية جديدة لها ولعائلتها. أنجبت أطفالًا وعاشت حياة عائلية مستقرة. على الرغم من أنها لم تعد زوجة تعددية، إلا أن تجربتها السابقة شكلت رؤيتها للحياة والإيمان.
تأثير الزواج التعددي على حياتها اللاحقة
على الرغم من أن هيلين لم تمارس الزواج التعددي في حياتها اللاحقة، إلا أن تجربتها كزوجة لجوزيف سميث تركت أثرًا دائمًا عليها. تحدثت عن إيمانها بصدق جوزيف سميث وبأن الزواج التعددي كان جزءًا من الوحي الإلهي. في شهادتها، دافعت عن الممارسات الدينية للكنيسة.
أثرت تجربتها في الزواج التعددي على علاقتها بالنساء الأخريات في مجتمع قديسي الأيام الأخيرة. أصبحت مصدرًا للدعم والتشجيع للنساء اللواتي يعشن حياة صعبة. ساعدت في جمعية الإغاثة، التي قدمت الإغاثة للنساء المحتاجات.
تركت هيلين وراءها مجموعة من الرسائل والمذكرات التي ساعدت المؤرخين على فهم تجربتها بشكل أفضل. أظهرت هذه الوثائق أنها كانت امرأة قوية الإرادة ومؤمنة راسخة الإيمان. كانت قادرة على التوفيق بين التحديات الشخصية والدينية.
المكانة التاريخية لهيلين مار كيمبال
تحتل هيلين مار كيمبال مكانة مهمة في تاريخ كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة. تعتبر قصتها مثالًا على تعقيدات الزواج التعددي في ذلك الوقت. إنها تذكرنا بأهمية الفهم النقدي للتاريخ.
تُظهر قصة هيلين كيف أثرت القرارات الدينية على حياة الأفراد. إنها تقدم نظرة ثاقبة على التحديات التي واجهتها النساء في مجتمع قديسي الأيام الأخيرة. تمثل حياتها مزيجًا من الإيمان والاضطراب والعلاقات الإنسانية.
تمكنت هيلين مار كيمبال من الحفاظ على إيمانها وعلاقاتها مع الآخرين على الرغم من الصعوبات التي واجهتها. لا تزال حياتها تلهم الباحثين والمهتمين بتاريخ كنيسة قديسي الأيام الأخيرة.
خاتمة
هيلين مار كيمبال شخصية مركزية في تاريخ كنيسة قديسي الأيام الأخيرة، حيث لعبت دورًا مهمًا في فترة التأسيس. تزوجت من جوزيف سميث في سن مبكرة كجزء من ممارسة الزواج التعددي. واجهت تحديات كبيرة، لكنها حافظت على إيمانها والتزامها بالكنيسة. تركت هيلين إرثًا معقدًا ومثيرًا للجدل، يمثل جانبًا مهمًا من تاريخ المورمونية.