نشأته وبداياته
ولد لورانس أوستر في بروكلين، نيويورك، لعائلة يهودية. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة كولومبيا ودرجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة روتجرز. عمل أوستر كأستاذ جامعي لفترة قصيرة قبل أن يكرس وقته للكتابة.
أفكاره ومعتقداته
تميزت كتابات أوستر بمزيج من المحافظة الاجتماعية، والقلق بشأن الانحلال الثقافي الغربي، ومعارضة الهجرة الجماعية. كان يعتقد أن الثقافة الغربية، وخاصة الثقافة الأمريكية، في حالة تدهور بسبب العولمة، والتعددية الثقافية، و”الصواب السياسي”. كان يرى أن الهجرة غير المقيدة تهدد التجانس الثقافي والتماسك الاجتماعي. علاوة على ذلك، كان أوستر ينتقد بشدة الليبرالية و”اليسار الجديد” واعتبرهما قوى مدمرة.
كانت آراء أوستر حول العرق مثيرة للجدل بشكل خاص. على الرغم من أنه رفض علنًا وصف نفسه بالعنصري، إلا أنه كان يعتقد أن هناك اختلافات فطرية بين الأعراق، وأن بعض الأعراق أكثر عرضة للجريمة أو أقل قدرة على الاندماج في المجتمع الغربي. اعتقد أيضًا أن “البيض” كانوا ضحايا للتمييز العكسي، وأنهم يتعرضون للتهميش في المجتمع الأمريكي المعاصر.
أعماله البارزة
اشتهر أوستر بمقالاته ومنشوراته في المدونات على موقعه “View from the Right” (وجهة نظر من اليمين). نشر كتابه الأكثر شهرة، “العرق والإمبراطورية” (The Path to National Suicide)، في عام 1990. في هذا الكتاب، جادل أوستر بأن الهجرة غير المنضبطة والتحول الديموغرافي في الولايات المتحدة يمثلان تهديدًا خطيرًا للهوية الوطنية والثقافة الغربية. بالإضافة إلى ذلك، كتب أوستر مقالات لعدد من المجلات والمواقع الإلكترونية المحافظة، بما في ذلك مجلة “Chronicles” و”The American Conservative”.
تأثيره
كان لأوستر تأثير كبير على اليمين البديل والحركة القومية البيضاء. ألهمت كتاباته العديد من الأفراد والجماعات التي تدعو إلى القيود الصارمة على الهجرة، والحفاظ على الهوية الوطنية، وتعزيز القيم التقليدية. على الرغم من أن أوستر رفض علنًا الارتباط بالحركات العنصرية المتطرفة، إلا أن أفكاره قد استُخدمت من قبل البعض لتبرير العنصرية وكراهية الأجانب. ومع ذلك، رفض أوستر باستمرار هذه الاستنتاجات، مؤكداً على أنه كان يهتم فقط بالحفاظ على الحضارة الغربية.
أثرت أفكار أوستر أيضًا على النقاشات حول الهوية الوطنية، والتعددية الثقافية، والعلاقات العرقية في الولايات المتحدة. قدمت كتاباته تحديًا صريحًا لليبرالية السائدة والصواب السياسي، وساهمت في صعود اليمين المحافظ والمتطرف.
انتقادات لأفكاره
واجهت آراء أوستر انتقادات واسعة النطاق. اتُهم بالعنصرية، وكراهية الأجانب، والتحريض على الكراهية. انتقد النقاد تحيزه المزعوم ضد الأقليات العرقية، ومعارضته للهجرة، وتفسيره المشكوك فيه للإحصائيات والبيانات الاجتماعية. اتُهم أيضًا بتشويه التاريخ وتقديم صورة مبالغ فيها لتهديدات الحضارة الغربية.
اتهمت منظمات حقوق الإنسان وناشطون مناهضون للعنصرية أوستر بتوفير الأساس الفكري للحركات العنصرية المتطرفة. اعتبروا أفكاره بمثابة دعوة للتفرقة والتمييز ضد الأقليات. علاوة على ذلك، تعرضت كتاباته لانتقادات بسبب افتقارها إلى الأدلة العلمية، والاعتماد على التعميمات غير الدقيقة.
جدل حول تصنيفه
كان أوستر يرفض باستمرار وصف نفسه بالعنصري أو المتطرف. زعم أنه كان مهتمًا فقط بالحفاظ على الثقافة الغربية والقيم التقليدية. ومع ذلك، نظرًا لآرائه حول العرق والهجرة، غالبًا ما كان يُصنف على أنه جزء من اليمين البديل. وصفه البعض بأنه محافظ متطرف، بينما وصفه آخرون بأنه “عنصري ثقافي”.
جادل أنصاره بأن انتقاداته موجهة إلى الليبرالية واليسار السياسي، وليس إلى أي مجموعة عرقية معينة. أصروا على أن معارضته للهجرة تستند إلى مخاوف بشأن الحفاظ على الهوية الوطنية، وليس إلى أي تحيز عنصري. ومع ذلك، غالبًا ما كان يتم تجاهل هذه الحجج من قبل منتقديه.
وفاته
توفي لورانس أوستر في 29 مارس 2013، عن عمر يناهز 64 عامًا. ترك وراءه إرثًا معقدًا. في حين أن كتاباته لا تزال تحظى بالاحترام من قبل بعض المحافظين، إلا أنها تعرضت لانتقادات واسعة النطاق بسبب جدالها ووجهات النظر المتطرفة.
إرثه
لا يزال إرث أوستر موضوعًا للنقاش. يعتبره البعض مفكرًا مهمًا قدم رؤى ثاقبة حول تحديات العصر الحديث. يرى آخرون أنه شخصية مثيرة للانقسام ساهمت في انتشار العنصرية وكراهية الأجانب. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن كتابات أوستر أثرت على النقاشات حول الهوية الوطنية، والتعددية الثقافية، والعلاقات العرقية في الولايات المتحدة.
أثرت كتاباته بشكل كبير على اليمين البديل وحركات الهوية الغربية. على الرغم من رفضه لهذه التصنيفات، إلا أن أفكاره شكلت الأساس الفكري للعديد من الأشخاص والجماعات التي تدعو إلى القيود الصارمة على الهجرة والحفاظ على الهوية الوطنية.
خاتمة
كان لورانس أوستر شخصية مثيرة للجدل أثارت جدلاً واسعًا بآرائها حول العرق والهجرة والثقافة الغربية. على الرغم من رفضه لتصنيفاته كعنصري أو متطرف، إلا أن كتاباته أثرت على اليمين البديل والحركات القومية البيضاء. لا يزال إرثه موضوعًا للنقاش، حيث يرى البعض أنه مفكر مهم بينما يراه آخرون شخصية مثيرة للانقسام ساهمت في انتشار العنصرية وكراهية الأجانب.
المراجع
- Lawrence Auster, Conservative Writer, Dies at 64 – The New York Times
- Lawrence Auster – The American Conservative
- Lawrence Auster (1949-2013): A Tribute to a Hero – VDARE.com
- Lawrence Auster – Wikipedia
“`