بيل دي بلاسيو (Bill de Blasio)

نشأته وبداياته

وُلد بيل دي بلاسيو في مدينة نيويورك، وترعرع في مدينة كامبريدج، ماساتشوستس. كان والده، وارن فيلهلم الأب، جنديًا في الحرب العالمية الثانية، وعملت والدته، ماريا دي بلاسيو، في مجال العلاقات العامة. انفصل والداه عندما كان في السابعة من عمره، وتوفي والده في عام 1979. تلقى دي بلاسيو تعليمه في جامعة نيويورك، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الآداب في عام 1984. ثم التحق بكلية الدراسات العليا بجامعة كولومبيا، وحصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية في عام 1987.

بدأ دي بلاسيو مسيرته المهنية في مجال السياسة في أوائل التسعينيات. عمل في البداية كمستشار لحاكم ولاية نيويورك، ماريو كومو. ثم شغل منصب مدير حملة السيناتور الأمريكي تشارلز شومر في عام 2000. في عام 2002، انتُخب دي بلاسيو لعضوية مجلس مدينة نيويورك عن منطقة بارك سلووب، بروكلين. أعيد انتخابه في عام 2005، وأصبح رئيسًا للجنة الصحة في المجلس.

مسيرته السياسية قبل منصب العمدة

خلال فترة عمله في مجلس المدينة، ركز دي بلاسيو على قضايا مثل الإسكان الميسور والرعاية الصحية. دعم مبادرات لتوفير مساكن بأسعار معقولة، وعمل على توسيع نطاق برنامج الرعاية الصحية في المدينة. في عام 2009، ترشح دي بلاسيو لمنصب مراقب مدينة نيويورك، لكنه خسر أمام جون ليو.

في عام 2013، أعلن دي بلاسيو ترشحه لمنصب عمدة مدينة نيويورك. ركزت حملته على قضايا مثل التفاوت في الدخل، والإصلاح التعليمي، والإصلاح الجنائي. فاز في الانتخابات العامة بهامش كبير، وهزم المرشح الجمهوري، جو لورينزو.

فترة ولايته كعمدة لمدينة نيويورك

تولى دي بلاسيو منصب عمدة مدينة نيويورك في 1 يناير 2014. خلال فترة ولايته، نفذ عددًا من السياسات والبرامج التي تهدف إلى معالجة قضايا مثل الفقر، وعدم المساواة، وتحسين جودة الحياة لسكان المدينة. أحد أبرز إنجازاته كان إطلاق برنامج “رياض الأطفال الشامل”، والذي يوفر الرعاية المبكرة للأطفال في سن الرابعة في جميع أنحاء المدينة. كما عمل على زيادة الحد الأدنى للأجور، وتعزيز الإسكان الميسور.

واجه دي بلاسيو أيضًا بعض التحديات خلال فترة ولايته. واجه انتقادات بسبب تعامله مع قضايا الشرطة، بما في ذلك وفاة إريك غارنر في عام 2014. تعرض لانتقادات أيضًا بسبب إدارته للمدارس العامة في المدينة، وأعمال التنمية العقارية في المدينة.

في عام 2017، أعيد انتخاب دي بلاسيو لفترة ثانية كعمدة لمدينة نيويورك. استمر في تنفيذ سياساته وبرامجه، مع التركيز على قضايا مثل مكافحة تغير المناخ، وتحسين البنية التحتية. انتهت فترة ولايته في نهاية عام 2021.

إنجازاته البارزة

  • برنامج رياض الأطفال الشامل: أطلق هذا البرنامج لتوفير رعاية ما قبل المدرسة مجانية وعالية الجودة لجميع الأطفال في سن الرابعة في مدينة نيويورك. ساهم في تحسين فرص التعلم المبكر، وتقليل الفوارق التعليمية.
  • زيادة الحد الأدنى للأجور: عمل على رفع الحد الأدنى للأجور في مدينة نيويورك، مما ساعد على تحسين الظروف المعيشية للعمال ذوي الأجور المنخفضة.
  • الإسكان الميسور: ركزت إدارته على زيادة المعروض من الإسكان الميسور، من خلال برامج بناء جديدة وإعادة تأهيل الوحدات القائمة.
  • السلامة العامة: قام بتنفيذ إصلاحات في قسم شرطة مدينة نيويورك، بهدف تحسين العلاقات بين الشرطة والمجتمع، وتقليل معدلات الجريمة.

التحديات التي واجهته

  • العلاقات مع الشرطة: واجه انتقادات بسبب تعامله مع قضايا تتعلق بالعلاقات بين الشرطة والمواطنين، وخاصةً في أعقاب وفاة إريك غارنر.
  • التعليم: تعرض لانتقادات بشأن إدارته للمدارس العامة في المدينة، بما في ذلك قضايا تتعلق بالميزانية واللامساواة في الموارد.
  • النمو الاقتصادي: واجه تحديات في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، بما في ذلك الجدل حول مشاريع التطوير العقاري الكبيرة.
  • جائحة كوفيد-19: واجهت إدارته تحديات كبيرة في إدارة جائحة كوفيد-19، بما في ذلك الاستجابة الصحية، ودعم الاقتصاد المحلي.

حياته الشخصية

تزوج بيل دي بلاسيو من تشيريل ماكري في عام 1994. لديهما طفلان، دانييل وكيارا. يعيش في بارك سلووب، بروكلين.

الحياة بعد منصب العمدة

بعد انتهاء ولايته كعمدة، عمل دي بلاسيو كأستاذ زائر في جامعة هارفارد. كما عمل كمحلل سياسي لشبكة CNN. في عام 2022، أعلن عن ترشحه لعضوية الكونغرس عن الدائرة العاشرة في نيويورك، لكنه انسحب لاحقًا من السباق.

خاتمة

بيل دي بلاسيو شخصية سياسية بارزة في مدينة نيويورك، وقد ترك بصمة كبيرة خلال فترة توليه منصب العمدة. لقد ركز على قضايا مثل العدالة الاجتماعية، والإصلاح التعليمي، والإسكان الميسور، مما أثر بشكل كبير على حياة سكان المدينة. على الرغم من التحديات التي واجهها، إلا أن إنجازاته وبرامجه لا تزال تشكل جزءًا من إرثه السياسي. مسيرته المهنية في مجال السياسة استمرت، ولا يزال تأثيره محسوسًا في مدينة نيويورك.

المراجع

“`