<![CDATA[
التصنيف والتطور
تنتمي الأورنيثوميميديات إلى رتبة وحشيات الأرجل (Theropoda)، وهي مجموعة متنوعة من الديناصورات اللاحمة ذات القدمين. داخل هذه الرتبة، تقع الأورنيثوميميديات ضمن فرع الأركتوميتات (Arctometatarsalia)، وهي مجموعة تتميز ببنية خاصة في عظام القدم. تطورت الأورنيثوميميديات من أسلاف أبكر وأكثر بدائية، مثل الهارباكثوس (Harpymimus) والبيكيرايبتور (Pelecanimimus)، اللذين يمثلان مراحل انتقالية مهمة في تطور هذه المجموعة.
تعتبر الأورنيثوميميديات مجموعة ناجحة نسبيًا، حيث استمرت لأكثر من 10 ملايين سنة وتطورت إلى أشكال متنوعة. تشمل الأجناس المعروفة في هذه الفصيلة الأورنيثوميموس (Ornithomimus)، والستروميموس (Struthiomimus)، والغاليميموس (Gallimimus)، والأركيورنيثوميموس (Archaeornithomimus)، والأناطومي (Anatotitan) (الذي قد يكون مرادفًا للأورنيثوميموس). تظهر هذه الأجناس اختلافات طفيفة في الحجم والشكل، ولكنها تشترك جميعًا في الخصائص الرئيسية التي تحدد الأورنيثوميميديات.
الخصائص الفيزيائية
تتميز الأورنيثوميميديات بعدة خصائص فيزيائية مميزة:
- الحجم: تراوح حجم الأورنيثوميميديات من حوالي 3 أمتار إلى 6 أمتار في الطول، وارتفاعها عند الوركين يتراوح من 1.5 متر إلى 2.5 متر.
- الوزن: قدر وزنها من 100 كيلوغرام إلى 500 كيلوغرام، اعتمادًا على الجنس والنوع.
- الرأس: كان لديها رأس صغير نسبيًا مقارنة ببقية الجسم، وعيون كبيرة تقع على جانبي الرأس، مما يوفر لها رؤية واسعة. الفكوك كانت عديمة الأسنان في معظم الأجناس، أو تحتوي على أسنان صغيرة جدًا في الجزء الأمامي من الفك.
- العنق: كانت تتمتع بعنق طويل ونحيل، مما ساعدها على الوصول إلى الطعام ومسح البيئة المحيطة بها.
- الأطراف الأمامية: كانت أطرافها الأمامية طويلة ونحيلة، مع ثلاثة أصابع تحمل مخالب منحنية. يُعتقد أنها استخدمت أطرافها الأمامية للإمساك بالطعام أو الحفر.
- الأطراف الخلفية: كانت أطرافها الخلفية قوية وطويلة، ومصممة للجري السريع. كانت تتميز ببنية خاصة في عظام القدم تسمى “الأركتوميتات”، حيث تلتصق عظام مشط القدم الثالثة بعظام مشط القدم الثانية والرابعة في الجزء العلوي من القدم.
- الذيل: كان لديها ذيل طويل يستخدم للتوازن أثناء الجري.
- الريش: تشير الأدلة المتزايدة إلى أن العديد من الأورنيثوميميديات، إن لم يكن جميعها، كانت مغطاة بالريش. قد يكون الريش قد استخدم للعزل الحراري أو العرض أو التمويه.
النظام الغذائي
لا يزال النظام الغذائي للأورنيثوميميديات موضوع نقاش بين العلماء. نظرًا لعدم وجود أسنان أو وجود أسنان صغيرة جدًا، فمن غير المرجح أنها كانت تتغذى على الحيوانات الكبيرة. تشمل الفرضيات المحتملة حول نظامها الغذائي ما يلي:
- آكلات اللحوم الصغيرة: ربما كانت تتغذى على الحشرات والفقاريات الصغيرة والبيض.
- آكلات النباتات: ربما كانت تتغذى على النباتات اللينة والفواكه والبذور.
- القوارت: ربما كانت تتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك اللحوم والنباتات.
- التغذية الترشيحية: تشير بعض الدراسات إلى أنها ربما استخدمت مناقيرها لترشيح الطعام من الماء، مثل طيور النحام الحديثة.
تشير الأدلة الأحفورية، مثل وجود حصوات المعدة (gastroliths) في بعض العينات، إلى أنها ربما كانت تتناول النباتات. ومع ذلك، فإن عدم وجود أسنان مناسبة لطحن النباتات يثير تساؤلات حول قدرتها على هضم النباتات الصلبة. من المرجح أن الأورنيثوميميديات كانت قادرة على التكيف مع مجموعة متنوعة من مصادر الغذاء، وأن نظامها الغذائي اختلف اعتمادًا على البيئة المتاحة.
السلوك
من الصعب تحديد سلوك الأورنيثوميميديات بدقة، ولكن يمكن استخلاص بعض الاستنتاجات بناءً على الأدلة الأحفورية والمقارنة بالحيوانات الحديثة:
- السرعة: تشير الأطراف الخلفية الطويلة والقوية إلى أنها كانت قادرة على الجري بسرعة عالية. ربما استخدمت هذه السرعة للهروب من الحيوانات المفترسة أو لمطاردة الفرائس.
- الاجتماعية: تم العثور على بعض الأحافير في مجموعات، مما يشير إلى أنها ربما كانت حيوانات اجتماعية تعيش في قطعان.
- الحضانة: اكتشف العلماء عشًا متحجرًا يحتوي على بيض أورنيثوميميديات، مما يوفر نظرة ثاقبة على سلوكها الإنجابي. يشير العش إلى أنها ربما كانت تبني أعشاشًا على الأرض وتحضن بيضها.
- الذكاء: كان لدى الأورنيثوميميديات أدمغة كبيرة نسبيًا مقارنة بالديناصورات الأخرى، مما يشير إلى أنها ربما كانت ذكية نسبيًا.
التوزيع الجغرافي
تم العثور على أحافير الأورنيثوميميديات في أمريكا الشمالية وآسيا. تشمل المواقع الهامة التي تم العثور فيها على هذه الأحافير ما يلي:
- غرب أمريكا الشمالية: تشمل ولايات مونتانا ووايومنغ وكولورادو وألبرتا وساسكاتشوان.
- منغوليا: تم العثور على العديد من الأحافير في صحراء غوبي.
- الصين: تم العثور على بعض الأحافير في شمال شرق الصين.
يشير هذا التوزيع الواسع إلى أن الأورنيثوميميديات كانت قادرة على التكيف مع مجموعة متنوعة من البيئات، وأنها كانت منتشرة على نطاق واسع في نصف الكرة الشمالي خلال العصر الطباشيري المتأخر.
الانقراض
انقرضت الأورنيثوميميديات في نهاية العصر الطباشيري، جنبًا إلى جنب مع العديد من الديناصورات الأخرى والكائنات الحية الأخرى. يُعتقد أن سبب هذا الانقراض الجماعي هو تأثير نيزك كبير على شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك. تسبب هذا التأثير في سلسلة من الأحداث الكارثية، بما في ذلك الحرائق والزلازل والتسونامي، بالإضافة إلى تغييرات مناخية كبيرة. لم تتمكن الأورنيثوميميديات، مثل العديد من الديناصورات الأخرى، من التكيف مع هذه التغييرات المفاجئة وانقرضت.
الأهمية العلمية
تعتبر الأورنيثوميميديات مهمة للعلماء لعدة أسباب:
- فهم تطور الديناصورات: تساعدنا الأورنيثوميميديات على فهم تطور الديناصورات الثيروبودية، وكيف تطورت الديناصورات اللاحمة إلى أشكال أكثر شبهاً بالطيور.
- دراسة النظام الغذائي للديناصورات: تساعدنا على فهم النظام الغذائي للديناصورات المختلفة، وكيف تكيفت الديناصورات مع مجموعة متنوعة من مصادر الغذاء.
- فهم سلوك الديناصورات: توفر نظرة ثاقبة على سلوك الديناصورات، وكيف تفاعلت الديناصورات مع بعضها البعض ومع بيئتها.
- دراسة التوزيع الجغرافي للديناصورات: تساعدنا على فهم التوزيع الجغرافي للديناصورات المختلفة، وكيف انتشرت الديناصورات حول العالم.
خاتمة
الأورنيثوميميديات هي مجموعة رائعة من الديناصورات التي تشبه النعام الحديث. عاشت خلال العصر الطباشيري المتأخر في أمريكا الشمالية وآسيا. تميزت هذه الديناصورات بأطرافها الطويلة وعنقها النحيل ورأسها الصغير، ويعتقد أنها كانت قادرة على الجري بسرعة عالية. لا يزال النظام الغذائي للأورنيثوميميديات موضوع نقاش، ولكن من المرجح أنها كانت تتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك اللحوم والنباتات. انقرضت الأورنيثوميميديات في نهاية العصر الطباشيري، ولكنها تظل مهمة للعلماء لفهم تطور الديناصورات وسلوكها وتوزيعها الجغرافي.