نشأته وبداياته
ولد فرانك كوهين في سالفورد، لانكشاير، إنجلترا. ترعرع في بيئة متواضعة، وبدأ حياته المهنية في مجال تجارة التجزئة. لم تكن بداياته مرتبطة بشكل مباشر بالفن، ولكن شغفه به بدأ يتشكل تدريجيًا. في شبابه، أبدى اهتمامًا متزايدًا بالفن، وبدأ في زيارة المعارض والمتاحف، وتكوين فهمه الخاص للفن المعاصر.
دوره في عالم الأعمال
قبل دخوله عالم الفن، كان كوهين رجل أعمال ناجحًا في قطاع تجارة التجزئة. وقد تمكن من تحقيق ثروة كبيرة، مما منحه القدرة على الاستثمار في الفن. يعتبر نجاحه في مجال الأعمال أمرًا أساسيًا لفهمه لكيفية عمل الأسواق، وكيفية إدارة الأعمال الفنية، وهو ما ساعده في بناء مجموعته الفنية.
دخوله عالم الفن
بدأ كوهين في جمع الأعمال الفنية في أواخر الثمانينيات. لم يكن يركز فقط على الأعمال الفنية المعروفة، بل كان مهتمًا بشكل خاص بدعم الفنانين الشباب والصاعدين. كان يرى فيهم الإمكانات الكامنة، وقام بشراء أعمالهم في مراحل مبكرة من مسيرتهم المهنية. هذا النهج جعله يكتسب سمعة جيدة في عالم الفن، ويساهم في اكتشاف العديد من المواهب.
مجموعته الفنية
تتميز مجموعة كوهين الفنية بالتنوع والشمولية. تضم المجموعة أعمالًا فنية من مختلف المجالات، بما في ذلك اللوحات، المنحوتات، الفيديو، والتركيبات. يركز كوهين بشكل خاص على الفن البريطاني المعاصر، ولكنه يضم أيضًا أعمالًا لفنانين عالميين. تعتبر مجموعته من بين أهم المجموعات الخاصة في المملكة المتحدة، وغالبًا ما يتم عرضها في المعارض والمتاحف. ومن أبرز الفنانين الذين اقتنى أعمالهم: داميان هيرست، توني كراغ، غاري هيوم.
أبرز المعارض والمشاريع
لم يكتفِ كوهين بجمع الأعمال الفنية، بل شارك أيضًا في تنظيم المعارض وعرض مجموعته للجمهور. لقد عمل على دعم الفنانين من خلال توفير منصات لعرض أعمالهم، وتعزيز انتشارها. من بين أبرز المشاريع التي قام بها:
- معرض “تايلورز” (The Taylor’s) في بولتون: افتتح كوهين هذا المعرض لعرض مجموعته الفنية، وكان بمثابة مساحة لعرض الفن المعاصر للجمهور.
- التعاون مع المؤسسات الفنية: تعاون كوهين مع العديد من المتاحف والمعارض لعرض أعماله الفنية.
- دعم الفنانين الشباب: استمر كوهين في دعم الفنانين الصاعدين من خلال شراء أعمالهم، والمشاركة في المعارض التي تعرض أعمالهم.
تأثيره على عالم الفن
ترك فرانك كوهين بصمة واضحة في عالم الفن. لقد ساهم في تغيير الطريقة التي يتم بها التعامل مع الفن المعاصر، من خلال دعمه للفنانين الشباب، وتوفير منصات لعرض أعمالهم. بالإضافة إلى ذلك، ساهم في زيادة الوعي بالفن المعاصر، وجعله في متناول جمهور أوسع. يُعتبر كوهين من بين أهم الشخصيات التي ساهمت في تطوير المشهد الفني في بريطانيا والعالم.
انتقادات وآراء
على الرغم من تأثيره الإيجابي، تعرض كوهين لبعض الانتقادات. فقد اتُهم أحيانًا بالتركيز على الربح التجاري، والتأثير على أسعار الأعمال الفنية. ومع ذلك، فإن معظم النقاد يتفقون على أنه لعب دورًا حاسمًا في دعم الفن المعاصر، وتعزيزه. يرى الكثيرون أنه يمتلك رؤية فنية فريدة، وقدرة على اكتشاف المواهب الصاعدة.
الحياة الشخصية
بالإضافة إلى مساهماته في عالم الفن، يحافظ كوهين على حياة شخصية خاصة. هو متزوج وله أطفال. يواصل اهتمامه بالفن، ويشارك في العديد من الأنشطة الاجتماعية والثقافية.
مقارنته بتشارلز ساتشي
غالبًا ما تتم مقارنة فرانك كوهين بتشارلز ساتشي، جامع تحف فنية آخر مؤثر. كلاهما يمتلكان مجموعات فنية ضخمة، وكلاهما لهما تأثير كبير على عالم الفن. ومع ذلك، هناك بعض الاختلافات. يعتبر كوهين أكثر تركيزًا على دعم الفنانين الشباب، بينما يركز ساتشي على جمع الأعمال الفنية التي تعكس الاتجاهات السائدة في عالم الفن. بالإضافة إلى ذلك، يميل كوهين إلى أن يكون أكثر انخراطًا في الحياة المجتمعية، في حين يفضل ساتشي الحفاظ على خصوصيته.
مستقبل فرانك كوهين
لا يزال فرانك كوهين نشطًا في عالم الفن. يواصل جمع الأعمال الفنية، والمشاركة في المعارض، ودعم الفنانين. من المتوقع أن يستمر تأثيره على عالم الفن في المستقبل، وأن يساهم في تطويره وتعزيزه.
خاتمة
فرانك كوهين هو شخصية بارزة في عالم الفن المعاصر، ترك بصمة واضحة من خلال جمعه للأعمال الفنية، ودعمه للفنانين الشباب، ومشاركته في المعارض والمشاريع الفنية. لقد ساهم في تغيير الطريقة التي يتم بها التعامل مع الفن، وجعله في متناول جمهور أوسع. على الرغم من بعض الانتقادات، فإن تأثيره الإيجابي على المشهد الفني لا يمكن إنكاره، ومن المتوقع أن يستمر في لعب دور مهم في المستقبل.
المراجع
- The Guardian – Frank Cohen: ‘I think I’m the best collector in the world’
- ARTnews – Frank Cohen
- Christie’s – Frank Cohen
- BBC Culture – Frank Cohen: The collector who changed the British art scene
“`