الأسطورة 1: انهيار برجي مركز التجارة العالمي بفعل المتفجرات
واحدة من أكثر نظريات المؤامرة شيوعًا تدور حول انهيار برجي مركز التجارة العالمي. يدعي المؤيدون أن الطائرات التي اصطدمت بالبرجين لم تكن كافية لإحداث انهيار كامل، وأن المتفجرات، مثل الديناميت، زرعت في المباني لتدميرها. ومع ذلك، تتجاهل هذه النظرية الأدلة العلمية والهندسية التي تدعم الرواية الرسمية.
أولاً، كان انهيار البرجين نتيجة مزيج معقد من العوامل. أدى تأثير الطائرات إلى إتلاف الأعمدة الفولاذية الداعمة للهيكل. تسبب الحريق الناتج عن الوقود النفاث في إضعاف هذه الأعمدة بشكل أكبر، مما أدى إلى فقدانها لقدرتها على تحمل الوزن. بعد ذلك، انهارت الأرضيات الموجودة فوق منطقة التأثير، وتحملت وزنًا كبيرًا من المواد، ودفعت الأعمدة إلى الخارج.
ثانيًا، أجرى المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST) تحقيقًا شاملاً في انهيار البرجين. توصلت دراستهم إلى أن الانهيار كان ناتجًا عن ضعف الهيكل الفولاذي بفعل الحريق والوزن الهائل للمبنى. لم تجد NIST أي دليل على استخدام المتفجرات.
أخيرًا، يمكن ملاحظة عملية الانهيار بالتفصيل في اللقطات المصورة. تظهر المباني وهي تنهار بشكل متماثل، مع انهيار كل طابق على الطابق الذي تحته. إذا كانت المتفجرات قد استخدمت، فمن المحتمل أن يكون الانهيار قد حدث بطريقة غير متوقعة وغير منتظمة.
الأسطورة 2: البنتاغون أصيب بصاروخ وليس بطائرة
يدعي أصحاب نظرية أخرى أن البنتاغون لم يصب بطائرة، بل بصاروخ. يرتكز هذا الزعم على حقيقة أن الضرر في البنتاغون كان محدودًا نسبيًا، وأن حطام الطائرة لم يكن واضحًا في مكان الحادث. ومع ذلك، فإن هذه الادعاءات لا تصمد أمام التدقيق.
أولاً، كان الضرر في البنتاغون محدودًا نسبيًا بسبب عدة عوامل. ضربت الطائرة الجدار الخارجي من البنتاغون، والذي تم بناؤه من الخرسانة المسلحة. بالإضافة إلى ذلك، كان الهجوم في زاوية ضحلة، مما سمح للطائرة بالانزلاق على طول المبنى بدلاً من اختراقه بشكل مباشر. أخيرًا، تم تجديد هذا القسم من البنتاغون مؤخرًا، مما يعني أنه تم تعزيزه ليتحمل بعض الآثار.
ثانيًا، كان حطام الطائرة موجودًا في مكان الحادث. عثر المحققون على حطام من الطائرة، بما في ذلك أجزاء من المحرك، وقطع من جسم الطائرة، والعديد من متعلقات الركاب. بالإضافة إلى ذلك، تم التعرف على الجثث من ركاب الطائرة وطاقمها.
أخيرًا، هناك عدد كبير من شهود العيان الذين رأوا الطائرة وهي تصطدم بالبنتاغون. وشمل هؤلاء العسكريين، والموظفين الحكوميين، والمدنيين الذين كانوا في المنطقة في ذلك الوقت. لا يوجد دليل موثوق به يدعم نظرية أن البنتاغون أصيب بصاروخ.
الأسطورة 3: انهيار المبنى 7 لمركز التجارة العالمي بفعل المتفجرات
انهيار المبنى 7 لمركز التجارة العالمي، وهو ناطحة سحاب أخرى في مجمع مركز التجارة العالمي، غالباً ما يثار في نظريات المؤامرة. زعم البعض أنه انهار بسبب هدمه بواسطة متفجرات. ومع ذلك، هذا الادعاء لا يتماشى مع الأدلة.
أولاً، انهار المبنى 7 بعد سبع ساعات من انهيار البرجين. كان السبب الرئيسي للانهيار هو الأضرار التي لحقت بالمبنى جراء سقوط الحطام من البرجين المنهارين، مما أدى إلى إتلاف الأعمدة الفولاذية وتأجيج الحرائق. دمرت الحرائق الهيكل الداخلي للمبنى، مما تسبب في انهياره.
ثانيًا، أجرى المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST) تحقيقًا في انهيار المبنى 7. وخلص تقريرهم إلى أن الانهيار كان ناتجًا عن الحرائق التي أدت إلى انهيار الأعمدة الهيكلية للمبنى. لم تجد NIST أي دليل على استخدام المتفجرات.
أخيرًا، يمكن ملاحظة عملية الانهيار بالتفصيل في اللقطات المصورة. انهار المبنى 7 بسرعة ملحوظة، وسقط مباشرة إلى الأسفل في مسار مستقيم. على الرغم من أن هذا الأمر قد يبدو وكأنه هدم، إلا أنه يتوافق مع الطريقة التي انهار بها المبنى بسبب الأضرار الناجمة عن الحرائق والانهيار الهيكلي.
الأسطورة 4: الحكومة الأمريكية متورطة في هجمات 11 سبتمبر
ربما تكون نظرية المؤامرة الأكثر إثارة للجدل تدور حول تورط الحكومة الأمريكية في هجمات 11 سبتمبر. يدعي بعض المؤيدين أن الحكومة إما خططت للهجمات أو سمحت بحدوثها من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية. هذه الادعاءات خطيرة للغاية، وتستند إلى أدلة غير كافية.
أولاً، لا يوجد دليل موثوق به يدعم هذه الادعاءات. أجرى العديد من التحقيقات في هجمات 11 سبتمبر، بما في ذلك لجنة 11 سبتمبر، وخلصت جميعها إلى أن تنظيم القاعدة، وليس الحكومة الأمريكية، هو المسؤول عن الهجمات.
ثانيًا، تفتقر هذه النظرية إلى الدافع. بينما قد يكون لدى الحكومة الأمريكية مصلحة في زيادة سلطتها الأمنية بعد الهجمات، إلا أنه ليس لديها مصلحة في التخطيط أو السماح بالهجمات التي أسفرت عن مقتل آلاف الأمريكيين وتسببت في خسائر اقتصادية ضخمة.
ثالثًا، تتجاهل هذه النظرية حقيقة أن هجمات 11 سبتمبر كانت عملية معقدة للغاية، تتطلب تخطيطًا وتنسيقًا كبيرين. سيكون من المستحيل على أي حكومة الحفاظ على مثل هذه المؤامرة سراً دون اكتشافها.
الأسطورة 5: لم يكن هناك طائرات في الهجمات
تدعي بعض نظريات المؤامرة أنه لم تكن هناك طائرات فعلية متورطة في هجمات 11 سبتمبر. وبدلاً من ذلك، يزعمون أن الصور ومقاطع الفيديو للطائرات التي تصطدم بالمباني كانت مزيفة. ومع ذلك، فإن هذه الادعاءات غير معقولة ولا تصمد أمام التدقيق.
أولاً، هناك عدد كبير من شهود العيان الذين رأوا الطائرات وهي تصطدم بالمباني. وشمل هؤلاء الطيارين، ومراقبي الحركة الجوية، والمدنيين الذين كانوا في المنطقة في ذلك الوقت.
ثانيًا، هناك العديد من الأدلة المادية التي تدعم فكرة وجود طائرات. وتشمل الحطام من الطائرات، بما في ذلك أجزاء من المحركات، وقطع من جسم الطائرة، والعديد من متعلقات الركاب. بالإضافة إلى ذلك، تم التعرف على الجثث من ركاب الطائرات وطاقمها.
ثالثًا، من المستحيل تقريبًا تزييف مثل هذه الهجمات على نطاق واسع. كان سيتعين على المؤامرة إشراك عدد كبير من الأشخاص، بما في ذلك مصممي الطائرات، والطيارين، والموظفين الحكوميين، ووسائل الإعلام. كان الحفاظ على مثل هذه المؤامرة سراً مستحيلاً.
الأسطورة 6: تم إسقاط الطائرة رقم 93 عمداً
تزعم بعض النظريات أن الطائرة رقم 93، التي تحطمت في بنسلفانيا، تم إسقاطها عمداً من قبل الحكومة الأمريكية. يرتكز هذا الزعم على فكرة أن الركاب وطاقم الطائرة لم يتمكنوا من السيطرة على الطائرة، وأن الحكومة أسقطتها لتجنب الوصول إلى هدفها المقصود، وهو مبنى الكابيتول أو البيت الأبيض.
ومع ذلك، لا يوجد دليل يدعم هذه الادعاءات. أظهرت سجلات الاتصالات من قمرة القيادة أن الركاب وطاقم الطائرة قاتلوا المهاجمين بشجاعة. تحطمت الطائرة رقم 93 في حقل فارغ، ولم تكن هناك علامات على أن الطائرة قد أسقطت.
الأسطورة 7: لم تكن هناك أي جثث في موقع تحطم الطائرة في بنسلفانيا
يؤكد أصحاب نظرية أخرى أن لا توجد جثث في موقع تحطم الطائرة رقم 93. في الواقع، هناك العديد من الأدلة التي تدعم حقيقة وجود جثث في مكان الحادث، مثل رفات الركاب وطاقم الطائرة. بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد هويات العديد من الضحايا من خلال الحمض النووي وسجلات طب الأسنان.
الأسطورة 8: كان أسامة بن لادن يعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية
يدعي بعض المؤيدين أن أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، كان يعمل لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. يعتمد هذا الادعاء على حقيقة أن الولايات المتحدة دعمت المجاهدين الأفغان في الثمانينيات خلال حربهم ضد الاتحاد السوفيتي. ومع ذلك، لا يوجد دليل على أن بن لادن كان يعمل لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
أولاً، كانت الولايات المتحدة تدعم المجاهدين الأفغان، لكنها لم تكن تدعم بن لادن بشكل مباشر. ثانيًا، كان بن لادن عدوًا للولايات المتحدة قبل هجمات 11 سبتمبر بوقت طويل. أعلن بن لادن الحرب على الولايات المتحدة في عام 1996، وألقي باللوم عليه في هجمات أخرى ضد المصالح الأمريكية قبل 11 سبتمبر.
الأسطورة 9: هجمات 11 سبتمبر كانت “عملية داخلية”
ادعاء “عملية داخلية” هو ادعاء واسع بأنه تم التخطيط لهجمات 11 سبتمبر وتنفيذها من قبل عناصر داخل الحكومة الأمريكية أو مجتمع الاستخبارات. هذا الرأي ينطوي على أن الهجمات كانت بمثابة ذريعة للحرب في أفغانستان والعراق، فضلاً عن تقويض الحريات المدنية في الداخل.
تشترك نظرية المؤامرة هذه في أوجه تشابه مع نظريات المؤامرة الأخرى من حيث أنها تعتمد على الاستخفاف بالحقائق، والتركيز على الشك، والاعتماد على التخمينات والإيحاءات. في حين أن التحقيقات الرسمية لم تجد دليلاً على وجود “عملية داخلية”، فإن النظرية لا تزال تحظى بشعبية بين بعض الجماعات.
خاتمة
في الختام، قدم هذا المقال نظرة عامة على عدد من نظريات المؤامرة الشائعة المتعلقة بهجمات 11 سبتمبر. في حين أن هذه النظريات قد تبدو معقولة للوهلة الأولى، فإن التدقيق الدقيق يكشف عن سلسلة من الادعاءات الزائفة، والافتراضات الخاطئة، والتلاعب المتعمد بالحقائق. من خلال فهم الحقائق التاريخية والأدلة العلمية، يمكننا أن نبني فهمًا دقيقًا لما حدث في 11 سبتمبر، وتجنب الوقوع في فخ نظريات المؤامرة.
المراجع
- المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا
- أرشيف هجمات 11 سبتمبر
- موقع 11 سبتمبر التذكاري
- تقرير لجنة هجمات 11 سبتمبر
“`