نشأتها وتعليمها
ولدت هازل برانون في غادزدن، ألاباما، وانتقلت مع عائلتها إلى ليكسينغتون، ميسيسيبي، عندما كانت في الثانية من عمرها. كان والدها طبيباً، ووالدتها معلمة. التحقت بجامعة ميسيسيبي وتخرجت منها في عام 1936 بدرجة في الصحافة. خلال فترة دراستها، عملت في صحيفة الجامعة، مما عزز شغفها بالصحافة والكتابة.
بداية مسيرتها المهنية
بعد تخرجها، واجهت سميث صعوبة في العثور على وظيفة في مجال الصحافة بسبب التمييز الجنسي الذي كان سائداً في ذلك الوقت. ومع ذلك، لم تستسلم وقررت أن تبدأ مشروعها الخاص. في عام 1936، استأجرت صحيفة أسبوعية صغيرة متعثرة في ليكسينغتون، ميسيسيبي، تسمى “ذا ليكسينغتون أدفيرتايزر”. كانت الصحيفة تعاني من صعوبات مالية، لكن سميث كانت مصممة على تحويلها إلى مؤسسة ناجحة.
تحدي الفصل العنصري
في فترة الخمسينيات والستينيات، كانت ولاية ميسيسيبي تشهد صراعاً حاداً حول قضية الفصل العنصري. كانت هازل برانون سميث من الأصوات القليلة التي تجرأت على معارضة نظام الفصل العنصري والدفاع عن حقوق الأمريكيين الأفارقة. لم تتردد في استخدام صحيفتها لكشف الظلم والتمييز الذي يتعرض له السود في مجتمعها.
كانت مقالاتها ومواقفها الجريئة تجلب لها الكثير من العداء والتهديدات من قبل أنصار الفصل العنصري. تعرضت صحيفتها للمقاطعة، وحاول البعض إجبارها على التوقف عن الكتابة عن هذه القضايا. لكن سميث ظلت ثابتة في موقفها، مؤمنة بأن المساواة والعدالة يجب أن تسودا.
في إحدى الحالات البارزة، انتقدت سميث مقتل شاب أسود على يد ضابط شرطة أبيض. أثارت مقالاتها غضباً واسعاً في المجتمع الأبيض، وتعرضت لتهديدات بالقتل. على الرغم من ذلك، واصلت الكتابة عن القضية والدفاع عن حقوق الضحية وعائلته.
الفوز بجائزة بوليتزر
في عام 1964، حصلت هازل برانون سميث على جائزة بوليتزر للتحرير عن “شجاعتها والتزامها بمبادئ الصحافة في مواجهة الضغوط الشديدة”. كانت هذه الجائزة اعترافاً بجهودها في مكافحة الظلم والدفاع عن حقوق الإنسان في مجتمع كان يعاني من التمييز العنصري. كانت أول امرأة من ولاية ميسيسيبي تفوز بهذه الجائزة المرموقة.
توسع أعمالها الصحفية
بالإضافة إلى “ذا ليكسينغتون أدفيرتايزر”، امتلكت هازل برانون سميث و أدارت عدة صحف أخرى في شمال ولاية ميسيسيبي. من خلال شبكة صحفها، تمكنت من الوصول إلى جمهور أوسع ونشر رسالتها عن المساواة والعدالة.
- ذا ليكسينغتون أدفيرتايزر (The Lexington Advertiser): الصحيفة الأصلية التي بدأت بها مسيرتها المهنية.
- ذا ستار هيرالد (The Star-Herald): صحيفة أخرى مهمة كانت تديرها في شمال ولاية ميسيسيبي.
- غيرها من الصحف الأسبوعية: بالإضافة إلى الصحيفتين الرئيسيتين، كانت تمتلك وتدير عدة صحف أسبوعية أخرى في المنطقة.
من خلال هذه الصحف، غطت سميث مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك السياسة المحلية والتعليم والتنمية الاقتصادية. كانت تؤمن بأهمية الصحافة المحلية في إعلام المواطنين وتمكينهم من المشاركة في الحياة الديمقراطية.
تأثيرها وإرثها
تركت هازل برانون سميث إرثاً كبيراً في مجال الصحافة والنضال من أجل الحقوق المدنية. كانت مثالاً للشجاعة والنزاهة الصحفية، ودافعت عن مبادئها حتى في وجه الضغوط الشديدة. ألهمت العديد من الصحفيين والكتاب لمتابعة خطاها والكتابة عن القضايا المهمة التي تؤثر على مجتمعاتهم.
كما كانت سميث رائدة في مجال الصحافة النسائية. في وقت كانت فيه النساء ممثلات تمثيلاً ناقصاً في مجال الصحافة، تمكنت من تحقيق النجاح والتميز، وفتحت الباب أمام المزيد من النساء لدخول هذا المجال.
تكريماً لإسهاماتها، تم تسمية العديد من المؤسسات والجوائز باسمها. كما تم إنتاج فيلم وثائقي عن حياتها وإنجازاتها، مما ساعد على تعريف جيل جديد بقصتها الملهمة.
جوائز وتكريمات
- جائزة بوليتزر للتحرير (1964): أعلى جائزة في مجال الصحافة، تقديرًا لشجاعتها والتزامها بمبادئ الصحافة.
- وسام الشرف للصحافة من جامعة ميسوري (1964): تكريمًا لإسهاماتها البارزة في مجال الصحافة.
- العديد من الجوائز والتكريمات الأخرى: تقديراً لعملها في مجال الحقوق المدنية والصحافة المحلية.
حياتها الشخصية
تزوجت هازل برانون من والتر سميث، الذي كان شريكاً لها في إدارة الصحف. كان والتر داعماً قوياً لعملها ومساهماً فعالاً في نجاحها. لم يكن لديها أطفال.
خاتمة
هازل برانون سميث كانت شخصية بارزة في تاريخ الصحافة الأمريكية والنضال من أجل الحقوق المدنية. من خلال شجاعتها والتزامها بمبادئ الصحافة، تمكنت من إحداث تغيير إيجابي في مجتمعها وإلهام الآخرين للدفاع عن العدالة والمساواة. ستبقى قصتها مثالاً يحتذى به للأجيال القادمة من الصحفيين والكتاب.