فرط اللعاب (Hypersalivation)

أسباب فرط اللعاب

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى فرط اللعاب، ويمكن تقسيمها إلى عدة فئات رئيسية:

• التهابات الفم والأسنان: تشمل هذه الفئة التهابات اللثة (التهاب اللثة)، والقروح، وتقرحات الفم، والتهابات الأسنان، والخراجات. غالبًا ما يحفز الألم والتهيج الناتج عن هذه الحالات إنتاج اللعاب الزائد.
• التهابات الجهاز التنفسي العلوي: قد يؤدي التهاب الحلق، والتهاب اللوزتين، والتهاب الجيوب الأنفية إلى زيادة إنتاج اللعاب. غالبًا ما يتم ابتلاع هذا اللعاب الزائد، ولكن في بعض الحالات، قد يؤدي إلى سيلانه من الفم.
• الأدوية: بعض الأدوية، مثل أدوية علاج الزهايمر، والأدوية المضادة للذهان، والمورفين، يمكن أن تسبب فرط اللعاب كأثر جانبي.
• الحمل: تعاني بعض النساء الحوامل من فرط اللعاب، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. قد يكون هذا بسبب التغيرات الهرمونية، أو الغثيان الصباحي، أو ارتجاع الحمض.
• الحالات العصبية: يمكن أن تؤدي بعض الحالات العصبية، مثل الشلل الدماغي، والسكتة الدماغية، ومرض باركنسون، إلى صعوبة البلع، مما يؤدي إلى تراكم اللعاب في الفم وسيلانه.
• التعرض للمواد السامة: يمكن أن يسبب التسمم بالزئبق أو بعض المواد الكيميائية الأخرى زيادة في إنتاج اللعاب.
• الارتجاع المعدي المريئي (GERD): يمكن أن يؤدي ارتجاع الحمض من المعدة إلى المريء إلى تهيج وتقرحات في المريء، مما يحفز إنتاج اللعاب.
• مشاكل البلع: قد يؤدي وجود صعوبة في البلع (عسر البلع) إلى تراكم اللعاب في الفم، مما قد يؤدي إلى سيلانه. يمكن أن تكون مشاكل البلع ناتجة عن أسباب مختلفة، بما في ذلك السكتة الدماغية، والاضطرابات العصبية، وانسداد المريء.
• الأورام: في حالات نادرة، يمكن أن يكون فرط اللعاب علامة على وجود ورم في الفم أو الحلق.
• أسباب أخرى: يمكن أن تشمل هذه الأسباب الغثيان، والغثيان المصاحب للحركة، وردود الفعل النفسية (مثل القلق أو التوتر)، والمضغ المفرط للعلكة أو الحلوى.

أعراض فرط اللعاب

تختلف أعراض فرط اللعاب اعتمادًا على السبب الكامن وراءه وشدة الحالة. تشمل الأعراض الشائعة:

• سيلان اللعاب: هو العرض الأكثر شيوعًا، ويمكن أن يتراوح من خفيف إلى شديد.
• صعوبة البلع: قد يجد المريض صعوبة في ابتلاع اللعاب الزائد.
• كثرة البصق: قد يضطر المريض إلى البصق بشكل متكرر للتخلص من اللعاب الزائد.
• تهيج الجلد: يمكن أن يسبب سيلان اللعاب المستمر تهيجًا واحمرارًا في الجلد حول الفم والذقن.
• رائحة الفم الكريهة: يمكن أن يؤدي تراكم اللعاب إلى نمو البكتيريا وزيادة رائحة الفم الكريهة.
• صعوبة الكلام: في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤثر فرط اللعاب على القدرة على الكلام بوضوح.
• الغثيان والقيء: في بعض الحالات، قد يكون فرط اللعاب مصحوبًا بالغثيان والقيء، خاصة إذا كان ناتجًا عن مشكلة في الجهاز الهضمي.

تشخيص فرط اللعاب

لتشخيص فرط اللعاب، سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي شامل ومراجعة التاريخ الطبي للمريض. قد يطرح الطبيب أسئلة حول الأعراض، والأدوية التي يتناولها المريض، وأي حالات طبية أخرى يعاني منها. قد تشمل الاختبارات التشخيصية ما يلي:

• الفحص البدني: لفحص الفم والأسنان والحلق للبحث عن أي علامات للعدوى أو الالتهاب أو أي مشاكل أخرى.
• اختبارات الدم: يمكن أن تساعد اختبارات الدم في تحديد أي عدوى أو حالات طبية أخرى قد تسبب فرط اللعاب.
• اختبارات التصوير: قد تشمل الأشعة السينية، أو التصوير المقطعي المحوسب (CT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للرأس والرقبة إذا اشتبه الطبيب في وجود مشكلة هيكلية أو ورم.
• قياس إنتاج اللعاب: يمكن للطبيب قياس كمية اللعاب التي ينتجها المريض خلال فترة زمنية محددة.

علاج فرط اللعاب

يعتمد علاج فرط اللعاب على السبب الكامن وراءه. يهدف العلاج إلى تقليل إنتاج اللعاب أو تحسين القدرة على البلع. تشمل خيارات العلاج:

• علاج السبب الأساسي: إذا كان فرط اللعاب ناتجًا عن حالة طبية معينة، مثل العدوى أو الارتجاع المعدي المريئي، فإن علاج هذه الحالة هو الخطوة الأولى.
• الأدوية: يمكن أن تساعد بعض الأدوية في تقليل إنتاج اللعاب. تشمل هذه الأدوية مضادات الكولين، والتي تعمل على منع إفراز اللعاب. ومع ذلك، يمكن أن تسبب هذه الأدوية آثارًا جانبية، مثل جفاف الفم والإمساك.
• حقن البوتوكس (توكسين البوتولينوم): يمكن حقن البوتوكس في الغدد اللعابية لتقليل إنتاج اللعاب. يستمر تأثير هذه الحقن لبضعة أشهر، ويتطلب تكرارها.
• العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين قوة عضلات البلع والتحكم في اللعاب.
• أجهزة مساعدة: يمكن استخدام أجهزة مساعدة، مثل أجهزة الشفط، لمساعدة المرضى الذين يعانون من صعوبة البلع على التخلص من اللعاب الزائد.
• الجراحة: في حالات نادرة، قد تكون الجراحة ضرورية لإزالة الغدد اللعابية أو تحويل قنوات اللعاب.
• تغيير نمط الحياة: قد تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة في تقليل فرط اللعاب. تشمل هذه التغييرات تجنب الأطعمة التي تحفز إنتاج اللعاب، مثل الأطعمة الحارة والحامضة، وشرب كميات كافية من الماء للحفاظ على ترطيب الفم، ومضغ العلكة الخالية من السكر.

الوقاية من فرط اللعاب

نظرًا لأن فرط اللعاب يمكن أن يكون عرضًا للعديد من الحالات المختلفة، فإن الوقاية تعتمد على تحديد وعلاج السبب الأساسي. ومع ذلك، هناك بعض النصائح التي قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بفرط اللعاب:

• الحفاظ على نظافة الفم الجيدة: تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون مرتين يوميًا، واستخدام الخيط لتنظيف الأسنان بانتظام، والذهاب إلى طبيب الأسنان بانتظام لإجراء فحوصات وتنظيف الأسنان.
• تجنب المهيجات: تجنب الأطعمة والمشروبات التي تحفز إنتاج اللعاب، مثل الأطعمة الحارة والحامضة، والعلكة والحلويات السكرية.
• علاج الحالات الصحية الأساسية: علاج أي حالات صحية قد تسبب فرط اللعاب، مثل الارتجاع المعدي المريئي والتهابات الفم.
• مراجعة الأدوية: إذا كنت تعتقد أن الدواء الذي تتناوله يسبب فرط اللعاب، فتحدث إلى طبيبك حول إمكانية تغيير الجرعة أو استبدال الدواء.