مطار سون بونت (Son Bonet Aerodrome)

تاريخ مطار سون بونت

شهدت فترة عشرينيات القرن الماضي بداية عصر جديد في مجال الطيران، وشهدت هذه الفترة بناء العديد من المطارات المدنية في جميع أنحاء العالم. كان مطار سون بونت جزءًا من هذا الاتجاه، حيث بدأ تشييده في عام 1920، وافتتح رسميًا في عام 1929. في البداية، كان المطار يتكون من مدرج ترابي ومبنى صغير للركاب. ومع ذلك، سرعان ما أصبح المطار مركزًا حيويًا للطيران التجاري والخاص في مايوركا.

خلال السنوات الأولى من تشغيله، استقبل مطار سون بونت عددًا متزايدًا من الرحلات الجوية، وربط الجزيرة بالعديد من المدن الأوروبية الرئيسية. شهد المطار توسعات وتحديثات مستمرة لاستيعاب الزيادة في حركة المرور الجوية. خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، لعب المطار دورًا مهمًا كقاعدة عسكرية، مما أدى إلى بعض التغييرات في بنيته التحتية.

بعد انتهاء الحرب الأهلية، استمر مطار سون بونت في النمو والتطور، وأصبح بمثابة البوابة الرئيسية لدخول السياح إلى مايوركا. ومع زيادة أعداد السياح، أصبح المطار غير قادر على تلبية الطلب المتزايد على الرحلات الجوية. في عام 1960، تم افتتاح مطار جديد وأكبر في بالما دي مايوركا، وهو مطار سون سان خوان الحالي. نتيجة لذلك، تم إغلاق مطار سون بونت للرحلات التجارية.

مراحل تطور المطار

مر مطار سون بونت بعدة مراحل من التطور والتوسع خلال فترة تشغيله. يمكن تلخيص هذه المراحل على النحو التالي:

  • الفترة المبكرة (1920-1930): تم بناء المطار في الأصل بمدرج ترابي ومبنى صغير للركاب. كان المطار في هذه الفترة صغيرًا ولكنه لعب دورًا حيويًا في ربط مايوركا بالعالم الخارجي.
  • فترة التوسع (1930-1960): شهد المطار توسعات متعددة، بما في ذلك بناء مبانٍ جديدة للركاب ومدرجات إضافية. استمر المطار في استيعاب عدد متزايد من الرحلات الجوية والركاب.
  • الفترة العسكرية (1936-1939): خلال الحرب الأهلية الإسبانية، تحول المطار إلى قاعدة عسكرية، مما أدى إلى تغييرات في البنية التحتية والمعدات.
  • فترة الإغلاق (1960-حتى الآن): بعد افتتاح مطار سون سان خوان، تم إغلاق مطار سون بونت للرحلات التجارية. ومع ذلك، تم استخدامه لبعض الوقت كمركز للطيران العام والخاص.

أهمية مطار سون بونت

لعب مطار سون بونت دورًا حاسمًا في تاريخ الطيران في مايوركا. إليك بعض النقاط التي تبرز أهمية هذا المطار:

  • ريادة الطيران المدني: كان مطار سون بونت أول مطار مدني في مايوركا، مما يجعله رائدًا في تطوير الطيران المدني في الجزيرة.
  • ربط مايوركا بالعالم: ربط المطار مايوركا بالعديد من المدن الأوروبية الرئيسية، مما ساهم في تعزيز السياحة والتجارة في الجزيرة.
  • دعم النمو الاقتصادي: ساهم المطار في النمو الاقتصادي لمايوركا من خلال تسهيل حركة الركاب والبضائع.
  • شهادة على التطور: يمثل المطار شهادة على تطور صناعة الطيران، حيث شهد تطورات كبيرة في التكنولوجيا والبنية التحتية على مر السنين.

التراث الحالي للمطار

على الرغم من إغلاق مطار سون بونت للرحلات التجارية، إلا أنه لا يزال يحتفظ بأهميته التاريخية. اليوم، يستخدم المطار بشكل رئيسي كمركز للطيران العام والخاص، بالإضافة إلى كونه موقعًا لمتحف صغير يعرض تاريخ الطيران في مايوركا. كما يتم استخدام بعض مباني المطار لأغراض مختلفة، مثل ورش العمل والمكاتب. يمثل مطار سون بونت رمزًا للتاريخ والثقافة في مايوركا، وهو مكان يجذب الزوار المهتمين بالطيران والتاريخ.

المعالم البارزة في محيط المطار

يحيط بمطار سون بونت عدد من المعالم البارزة التي يمكن للزوار استكشافها. من بين هذه المعالم:

  • بلدة بينساليم (Binissalem): تقع بلدة بينساليم على بعد مسافة قصيرة من المطار، وهي معروفة بمزارع العنب ومصانع النبيذ. يمكن للزوار الاستمتاع بجولة في مصانع النبيذ وتذوق النبيذ المحلي.
  • مدينة إينكا (Inca): تقع مدينة إينكا على بعد بضعة كيلومترات من المطار، وهي مدينة تجارية رئيسية في مايوركا. تشتهر المدينة بأسواقها التقليدية ومصانع الجلود.
  • محمية سيرا دي ترامونتانا (Serra de Tramuntana): تقع محمية سيرا دي ترامونتانا على بعد مسافة قصيرة من المطار، وهي سلسلة جبال خلابة تمتد على طول الساحل الشمالي الغربي لمايوركا. يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات في الجبال.
  • شواطئ بالما (Palma Beaches): تقع شواطئ بالما على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من المطار، وتوفر فرصة للاستمتاع بالشمس والرمال والبحر.

مستقبل مطار سون بونت

على الرغم من إغلاق مطار سون بونت للرحلات التجارية، إلا أن مستقبله لا يزال يثير الاهتمام. هناك بعض المقترحات لإعادة تطوير المطار وتحويله إلى مركز للطيران العام والخاص، أو حتى إنشاء متحف للطيران. يعتمد مستقبل المطار على التخطيط والتنفيذ الدقيقين، مع الأخذ في الاعتبار أهميته التاريخية والثقافية.

الآثار المتبقية من المطار

على الرغم من التغيرات التي طرأت على المطار على مر السنين، لا تزال هناك آثار متبقية من الماضي. تشمل هذه الآثار:

  • مباني المطار: لا تزال بعض مباني المطار الأصلية قائمة، بما في ذلك مبنى الركاب الرئيسي وبرج المراقبة.
  • المدرجات: لا تزال بعض المدرجات الأصلية قائمة، على الرغم من أنها لم تعد مستخدمة للرحلات التجارية.
  • المعدات: لا تزال بعض المعدات الأصلية موجودة في المطار، بما في ذلك بعض الطائرات القديمة والمعدات الأخرى.

الزيارة إلى مطار سون بونت

يمكن للزوار زيارة مطار سون بونت للاستمتاع بتاريخه ومعرفة المزيد عن الطيران في مايوركا. يمكن للزوار القيام بجولة في المتحف الصغير ومشاهدة الطائرات القديمة والمعروضات الأخرى. كما يمكنهم التجول في محيط المطار والتعرف على المباني والمدرجات القديمة. يمثل مطار سون بونت وجهة جذابة لعشاق الطيران والتاريخ.

خاتمة

يُعد مطار سون بونت معلمًا تاريخيًا هامًا في مايوركا، ويمثل بداية عصر الطيران المدني في الجزيرة. على الرغم من إغلاقه للرحلات التجارية، إلا أنه لا يزال يحتفظ بأهميته التاريخية والثقافية، ويشهد على تطور صناعة الطيران. من خلال زيارة هذا المطار، يمكن للزوار استكشاف تاريخ الطيران في مايوركا والتعرف على الدور الحيوي الذي لعبه في تطوير الجزيرة. يمثل المطار وجهة جذابة لعشاق الطيران والتاريخ، ويذكرنا بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي.

المراجع

“`