مقدمة
قطرس كامبل (Thalassarche impavida)، المعروف أيضًا باسم نَوْء كامبل، هو طائر بحري متوسط الحجم ينتمي إلى عائلة القطرس. يستوطن هذا النوع جزر كامبل في نيوزيلندا، ويتميز بندرة وجوده وتواجده الحصري في هذه المنطقة. يُعتبر قطرس كامبل من بين أصغر أنواع القطرس ذي الرأس الداكن، ويحظى بتقدير خاص من قبل علماء الطيور وعشاق الحياة البرية على حد سواء بسبب سلوكه الفريد وتحديات بقائه.
الوصف الفيزيائي
يتميز قطرس كامبل بريش أبيض ناصع على الرأس والصدر والبطن، مع أجنحة وظهر رماديين داكنين. المنقار طويل وأصفر زاهي، مع خطوط سوداء على طول الحواف. حول العينين، توجد علامات داكنة تمنح الطائر مظهرًا مميزًا. يبلغ متوسط طول قطرس كامبل حوالي 83-94 سم، ويبلغ طول جناحيه حوالي 210-240 سم. يتراوح وزن الطائر البالغ بين 3.2 و 4.2 كجم. يتميز الذكور والإناث بمظهر متشابه إلى حد كبير، على الرغم من أن الذكور قد يكونون أكبر حجمًا بقليل.
التصنيف
يُصنف قطرس كامبل ضمن جنس Thalassarche، الذي يضم العديد من أنواع القطرس الأخرى ذات الرأس الداكن. لسنوات عديدة، كان يُعتبر قطرس كامبل نوعًا فرعيًا من قطرس بلاك-براود (Thalassarche melanophris)، ولكن الدراسات الوراثية والاختلافات في المظهر والسلوك أدت إلى الاعتراف به كنوع مستقل. اسم الجنس Thalassarche مشتق من الكلمات اليونانية “thalassa” التي تعني “بحر” و “archē” التي تعني “حاكم”، مما يعكس سيادة هذه الطيور على المحيطات.
الموطن والتوزيع
يستوطن قطرس كامبل بشكل حصري جزر كامبل في نيوزيلندا، وهي مجموعة من الجزر الصغيرة الواقعة في جنوب المحيط الهادئ. تتكاثر معظم طيور القطرس هذه في جزيرة كامبل الرئيسية، مع وجود أعداد صغيرة تتكاثر في الجزر القريبة الأخرى. خارج موسم التكاثر، ينتشر قطرس كامبل في جميع أنحاء جنوب المحيط الهادئ، ويصل إلى سواحل أستراليا وأمريكا الجنوبية. تُظهر الدراسات الحديثة أن قطرس كامبل يقضي معظم حياته في البحر، ويعود إلى جزر كامبل فقط للتكاثر.
السلوك
التغذية: يتغذى قطرس كامبل بشكل رئيسي على الأسماك والحبار والقشريات. يصطاد الطيور فريستها عن طريق الغوص في الماء من السطح أو عن طريق التقاطها مباشرة من السطح أثناء الطيران. غالبًا ما يتبع قطرس كامبل السفن بحثًا عن الطعام، وقد يتغذى على مخلفات الصيد.
التكاثر: يبدأ موسم التكاثر في قطرس كامبل في شهر سبتمبر، عندما تعود الطيور إلى جزر كامبل. تبني الطيور أعشاشًا كبيرة من الطين والعشب على المنحدرات العشبية أو التلال الساحلية. تضع الأنثى بيضة واحدة في شهر أكتوبر أو نوفمبر، ويقوم كلا الوالدين باحتضان البيضة لمدة 68-70 يومًا. بعد الفقس، يعتني الوالدان بالفراخ لمدة 130-140 يومًا، حتى يصبح الفراخ قادرًا على الطيران. عادة ما تتكاثر قطرس كامبل لأول مرة في سن 7-10 سنوات.
الهجرة: يعتبر قطرس كامبل من الطيور المهاجرة. بعد انتهاء موسم التكاثر، يغادر الطيور جزر كامبل وينتشر في جميع أنحاء جنوب المحيط الهادئ. غالبًا ما يسافر قطرس كامبل لمسافات طويلة بحثًا عن الطعام، وقد يقضي شهورًا في البحر قبل أن يعود إلى جزر كامبل للتكاثر مرة أخرى.
التواصل: يتواصل قطرس كامبل مع بعضه البعض باستخدام مجموعة متنوعة من الأصوات والإيماءات. خلال موسم التكاثر، غالبًا ما تُسمع الطيور وهي تصدر أصواتًا عالية النبرة لجذب الشركاء أو الدفاع عن أعشاشها. يستخدم قطرس كامبل أيضًا لغة الجسد للتواصل، مثل رفع الرأس أو مد الأجنحة.
الحالة وتهديدات الحفظ
يُصنف قطرس كامبل على أنه “ضعيف” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). يواجه هذا النوع العديد من التهديدات، بما في ذلك:
- الصيد العرضي: غالبًا ما يتم اصطياد قطرس كامبل عرضًا في شباك الصيد وخيوط الصيد، مما يؤدي إلى إصابتهم أو قتلهم.
- التغير المناخي: يؤثر التغير المناخي على مصادر غذاء قطرس كامبل، وقد يؤدي إلى انخفاض أعداد الأسماك والحبار.
- الأنواع الغازية: يمكن للأنواع الغازية، مثل الفئران والقطط، أن تفترس بيض وفراخ قطرس كامبل.
- التلوث: يمكن أن يؤدي التلوث البحري إلى تسمم قطرس كامبل أو تلويث مصادر غذائه.
تتخذ العديد من الإجراءات لحماية قطرس كامبل، بما في ذلك:
- تقليل الصيد العرضي: يتم تطوير تقنيات جديدة لتقليل الصيد العرضي للطيور البحرية في شباك الصيد وخيوط الصيد.
- مراقبة التغير المناخي: يتم إجراء أبحاث لفهم تأثير التغير المناخي على قطرس كامبل واتخاذ إجراءات للتخفيف من آثاره.
- مكافحة الأنواع الغازية: يتم تنفيذ برامج لمكافحة الأنواع الغازية في جزر كامبل.
- تنظيف التلوث: يتم اتخاذ إجراءات لتنظيف التلوث البحري وحماية مصادر غذاء قطرس كامبل.
التفاعلات مع البشر
على الرغم من أن قطرس كامبل يعيش في مناطق نائية، إلا أنه يتفاعل مع البشر بعدة طرق. يمكن للسياح مشاهدة قطرس كامبل في جزر كامبل، وتساهم الأبحاث العلمية في فهم سلوك هذا النوع واحتياجاته. ومع ذلك، يمكن أن يكون للصيد العرضي والتلوث البحري آثار سلبية على قطرس كامبل، مما يؤكد أهمية اتخاذ إجراءات لحماية هذا النوع المهدد بالانقراض.
الأهمية الثقافية
ليس لقطرس كامبل أهمية ثقافية كبيرة لدى العديد من المجتمعات البشرية، وذلك بسبب توزيعه المحدود وموطنه النائي. ومع ذلك، يُعتبر هذا النوع رمزًا للحياة البرية الفريدة في نيوزيلندا، ويحظى بتقدير خاص من قبل علماء الطيور وعشاق الحياة البرية في جميع أنحاء العالم.
معلومات إضافية
دورة الحياة: يعيش قطرس كامبل عادةً لمدة 20-30 عامًا في البرية. يمكن أن يتكاثر الطيور لعدة عقود، وتنتج العديد من الفراخ خلال حياتها.
النظام الغذائي: بالإضافة إلى الأسماك والحبار والقشريات، قد يتغذى قطرس كامبل أيضًا على الجيف والحيوانات النافقة الأخرى.
التهديدات المستقبلية: قد تشمل التهديدات المستقبلية لقطرس كامبل زيادة التلوث البحري وتدهور الموائل بسبب التغير المناخي.
خاتمة
قطرس كامبل هو طائر بحري فريد ومهدد بالانقراض يستوطن جزر كامبل في نيوزيلندا. يواجه هذا النوع العديد من التهديدات، بما في ذلك الصيد العرضي والتغير المناخي والأنواع الغازية والتلوث. تتخذ العديد من الإجراءات لحماية قطرس كامبل، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لضمان بقاء هذا النوع على المدى الطويل. من خلال فهم سلوك واحتياجات قطرس كامبل، يمكننا المساعدة في حماية هذا الطائر الرائع للأجيال القادمة.