الحياة المبكرة والتعليم
ولد ماركو باستورس في مدينة روتردام بهولندا. تلقى تعليمه في جامعة إيراسموس في روتردام، حيث درس إدارة الأعمال. بعد تخرجه، بدأ حياته المهنية في القطاع الخاص، وعمل في عدد من الشركات المختلفة قبل دخوله السياسة.
المسيرة السياسية
بدأ باستورس مسيرته السياسية في حزب الحرية (PVV) بقيادة خيرت فيلدرز. انتخب عضواً في مجلس النواب الهولندي في عام 2010. خلال فترة عضويته في البرلمان، ركز على قضايا الهجرة والإسلام، معتبراً أن هذه القضايا تمثل تهديداً للهوية والثقافة الهولندية. كان مؤيداً قوياً لسياسات الهجرة الأكثر صرامة ودعا إلى فرض قيود على الهجرة من البلدان الإسلامية. كما دافع عن حظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة.
بالإضافة إلى قضايا الهجرة، كان باستورس مهتماً أيضاً بقضايا الأمن والنظام العام. أيد زيادة عدد أفراد الشرطة وزيادة العقوبات على الجرائم. كما كان من المؤيدين لفرض رقابة أشد على المساجد والأماكن الدينية الأخرى.
غادر باستورس البرلمان في عام 2012، ولكنه ظل ناشطاً في السياسة الهولندية. في عام 2014، أصبح مستشاراً لـ “ليبرتي ليف” (Liberty Live)، وهي منظمة سياسية يمينية متطرفة. كما شارك في تأسيس “المبادرة من أجل هولندا” (VoorNederland)، وهي حركة سياسية جديدة تركز على القضايا الوطنية.
الجدل والانتقادات
أثارت آراء باستورس السياسية جدلاً واسعاً في هولندا وخارجها. اتُهم باستمرار بالعنصرية وكراهية الأجانب بسبب تصريحاته حول الهجرة والإسلام. اتهمه منتقدوه بتأجيج الخوف والانقسام في المجتمع الهولندي، والترويج لأجندة معادية للمسلمين. تعرض باستورس لانتقادات شديدة بسبب تصريحاته حول الإسلام، والتي وصفها البعض بأنها غير دقيقة ومتحيزة.
على الرغم من الانتقادات، دافع باستورس عن آرائه بحزم، مؤكداً أنها تعكس مخاوف مشروعة لدى العديد من الهولنديين بشأن مستقبل بلادهم. يرى أن سياساته تهدف إلى حماية الهوية والثقافة الهولندية والحفاظ على الأمن والنظام العام.
النشاطات والمسؤوليات اللاحقة
بعد مغادرته البرلمان، شغل باستورس مناصب مختلفة. عمل كمستشار سياسي وشارك في تأسيس منظمات سياسية. كما شغل مناصب في الحكومة المحلية في روتردام. في عام 2017، عين نائباً لعمدة روتردام لشؤون الاقتصاد، والتعليم، والرياضة.
خلال فترة عمله كنائب للعمدة، ركز باستورس على تحسين نوعية الحياة في روتردام وتعزيز النمو الاقتصادي. دعم مبادرات لتشجيع ريادة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية. كما عمل على تحسين جودة التعليم في المدينة ودعم الأنشطة الرياضية.
في عام 2020، استقال باستورس من منصب نائب العمدة. عاد إلى القطاع الخاص وعمل كمدير تنفيذي في شركة استشارية.
الآراء السياسية والمواقف
يشتهر باستورس بمواقفه السياسية اليمينية. يعتقد أنه يجب حماية الهوية والثقافة الهولندية من خلال سياسات هجرة أكثر صرامة. يؤمن بضرورة الحد من الهجرة من البلدان الإسلامية ويؤيد فرض قيود على ارتداء النقاب في الأماكن العامة.
فيما يتعلق بالأمن والنظام العام، يؤيد باستورس زيادة عدد أفراد الشرطة وتشديد العقوبات على الجرائم. كما يدعو إلى فرض رقابة أشد على المساجد والأماكن الدينية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يعارض باستورس الاتحاد الأوروبي ويؤيد استعادة المزيد من السيادة الوطنية لهولندا. يعتقد أن الاتحاد الأوروبي يمثل تهديداً للهوية والثقافة الهولندية.
الإرث والتأثير
ترك ماركو باستورس بصمة واضحة في السياسة الهولندية، على الرغم من فترة خدمته القصيرة في البرلمان. لقد أثار جدلاً واسعاً حول قضايا الهجرة والإسلام، وساهم في زيادة الوعي بهذه القضايا في المجتمع الهولندي.
على الرغم من الانتقادات التي وجهت إليه، يعتبر باستورس شخصية مؤثرة في الحركات السياسية اليمينية في هولندا. وقد ساهمت آراؤه في تشكيل الخطاب السياسي في البلاد.
الحياة الشخصية
ماركو باستورس متزوج ولديه أطفال. يحرص على الحفاظ على خصوصيته الشخصية.
الخلافات الأخرى
بالإضافة إلى مواقفه السياسية المثيرة للجدل، تورط باستورس في عدد من الخلافات الأخرى. اتُهم في مناسبات عديدة بإطلاق تصريحات عنصرية وكراهية للأجانب. تعرض لانتقادات بسبب علاقاته مع الجماعات اليمينية المتطرفة.
كما واجه باستورس انتقادات بسبب سلوكه الشخصي. اتُهم بالغطرسة والتعالي. تعرض لاتهامات بالفساد والتحيز في تعاملاته مع شركات القطاع الخاص.
المستقبل
من غير الواضح ما إذا كان ماركو باستورس سيعود إلى السياسة في المستقبل. ومع ذلك، من المرجح أن يستمر في لعب دور في النقاش العام حول القضايا السياسية في هولندا. من المتوقع أن يستمر في التعبير عن آرائه ومواقفه من خلال كتاباته ومشاركاته الإعلامية.
خاتمة
ماركو باستورس هو شخصية سياسية هولندية مثيرة للجدل، اشتهر بمواقفه اليمينية المتطرفة بشأن الهجرة والإسلام والأمن. عمل كعضو في البرلمان الهولندي ونائب لعمدة روتردام. على الرغم من الانتقادات التي وجهت إليه، ترك باستورس بصمة واضحة في السياسة الهولندية، وأثرت آراؤه في تشكيل الخطاب السياسي في البلاد. يبقى شخصية مثيرة للانقسام، حيث يراه البعض مدافعاً عن الهوية الهولندية والآخرون ناشراً للكراهية. مسيرته المهنية المتنوعة، من القطاع الخاص إلى السياسة والمسؤوليات الحكومية، تعكس تعقيد شخصيته وتأثيره المستمر على المشهد السياسي في هولندا.
المراجع
- Parlement.com – Marco Pastors
- Wikipedia – Marco Pastors
- AD.nl – Pastors vertrekt als wethouder Rotterdam na opstootje met journalisten
- Volkskrant – Wethouder Marco Pastors en zijn omstreden carrière
“`