مقدمة
كان شتير (HSK 6) طرادًا مساعدًا تابعًا لبحرية ألمانيا النازية (كريغسمارينه) خلال الحرب العالمية الثانية. كان تصنيف كريغسمارينه الخاص بها هو “سكي” (Schi). تم تحويلها من سفينة شحن وكانت مجهزة بأسلحة مخفية، وكانت مهمتها الرئيسية هي مهاجمة السفن التجارية المتحالفة في المحيط الأطلسي والمحيط الهندي. اشتهرت شتير بكونها واحدة من أنجح الطرادات المساعدة الألمانية، حيث أغرقت أو استولت على العديد من السفن قبل أن يتم تدميرها في النهاية في معركة ضد سفينة الشحن المسلحة الأمريكية يو إس إس ليبرتي.
الخلفية والتصميم
تم بناء شتير في الأصل كسفينة شحن مدنية باسم “هانوفير” في عام 1936. في بداية الحرب العالمية الثانية، تم تجنيدها من قبل كريغسمارينه وتحويلها إلى طراد مساعد. تم تجهيزها بستة مدافع 15 سم (5.9 بوصة) مخفية، بالإضافة إلى مدافع مضادة للطائرات وطوربيدات. تم تصميمها لتبدو كسفينة تجارية محايدة لتجنب اكتشافها من قبل سفن الحلفاء.
تم اختيار السفن التجارية التي سيتم تحويلها إلى طرادات مساعدة بناءً على سرعتها ومداها وقدرتها على التمويه. تم تعديلها بشكل كبير لإخفاء أسلحتها الحقيقية، غالبًا ما يتم إخفاء المدافع خلف أبواب قابلة للطي أو ألواح قابلة للإزالة. تم تزويدها أيضًا بمجموعة واسعة من الأعلام والشعارات المزيفة للسماح لها بالاقتراب من السفن المستهدفة دون إثارة الشكوك.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
أبحرت شتير في أول رحلة لها في مايو 1941، تحت قيادة الكابتن هورست غيرلاش. خلال رحلتها، تجولت في المحيط الأطلسي والمحيط الهندي، متنكرة في هيئة سفن تجارية مختلفة لخداع سفن الحلفاء. نجحت في اعتراض وتدمير أو الاستيلاء على عدد كبير من السفن التجارية المتحالفة، مما ألحق أضرارًا كبيرة بجهود الشحن للحلفاء.
أبرز العمليات والإغراق
من بين العمليات البارزة التي قامت بها شتير، كان تدمير السفينة البريطانية “دالميني” في يونيو 1941، والسفينة الأمريكية “روبن لوكود” في يناير 1942. كانت روبن لوكود تحمل شحنة كبيرة من البضائع إلى الإسكندرية، مصر، وتسبب تدميرها في خسارة كبيرة للحلفاء.
في 27 سبتمبر 1942، واجهت شتير سفينة الشحن المسلحة الأمريكية يو إس إس ليبرتي قبالة سواحل البرازيل. اندلع قتال عنيف بين السفينتين، وتمكنت ليبرتي من إلحاق أضرار بالغة بشتير. اشتعلت النيران في شتير وأمر الكابتن غيرلاش بالتخلي عن السفينة. غرقت شتير في وقت لاحق، وتم إنقاذ معظم طاقمها من قبل الغواصات الألمانية.
المواجهة مع يو إس إس ليبرتي
كانت المعركة مع يو إس إس ليبرتي هي المواجهة الحاسمة في مسيرة شتير. على الرغم من أن شتير تمكنت من إغراق ليبرتي، إلا أنها تلقت أيضًا أضرارًا لا يمكن إصلاحها. أظهرت المعركة فعالية السفن التجارية المسلحة في الدفاع عن نفسها ضد الطرادات المساعدة.
تأثير شتير على الحرب
كان لعمليات شتير تأثير كبير على جهود الشحن للحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية. تسببت في خسائر كبيرة في الأرواح والمواد، وأجبرت الحلفاء على تخصيص موارد إضافية لحماية قوافلهم. ومع ذلك، لعبت الطرادات المساعدة الألمانية دورًا ثانويًا في المجهود الحربي الشامل، ولم تكن قادرة على تغيير مسار الحرب.
تمثل شتير مثالًا على استخدام ألمانيا النازية للسفن التجارية المحولة لتعطيل خطوط إمداد الحلفاء. على الرغم من نجاحها الأولي، إلا أن هذه السفن كانت في النهاية عرضة للاكتشاف والتدمير من قبل سفن الحلفاء.
السفن التي أغرقتها أو استولت عليها شتير
تشمل قائمة السفن التي أغرقتها أو استولت عليها شتير:
- دالميني (Dalhousie): سفينة شحن بريطانية
- روبن لوكود (Robin Hood): سفينة شحن أمريكية
- ستانفيل (Stanvac): ناقلة نفط
- ديهارا (Deucalion): سفينة شحن بريطانية
- كلارك هيث (Clarkheath): سفينة شحن بريطانية
- فريزر رينج (Fraser Range): سفينة شحن بريطانية
- ليا (Lea): سفينة شحن نرويجية
- إمبريال ستار (Imperial Star): سفينة شحن بريطانية
- ريوداد (Riodad): سفينة شحن بريطانية
- كاساندرا (Casandra): سفينة شحن يونانية
- أركاديا (Arcadia): سفينة شحن يونانية
- بو مانسيون (Bohemian Mansion): سفينة شحن بريطانية
تقييم أداء شتير
على الرغم من تدميرها في النهاية، تعتبر شتير واحدة من أنجح الطرادات المساعدة الألمانية في الحرب العالمية الثانية. تمكنت من إغراق أو الاستيلاء على عدد كبير من السفن التجارية المتحالفة، مما ألحق أضرارًا كبيرة بجهود الشحن للحلفاء. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن نجاح الطرادات المساعدة الألمانية كان محدودًا بشكل عام، وأنها لم تكن قادرة على تغيير مسار الحرب.
إرث شتير
تظل قصة شتير بمثابة دراسة حالة مثيرة للاهتمام في استخدام السفن التجارية المحولة في الحرب البحرية. يسلط الضوء على نقاط القوة والضعف في هذا النوع من السفن، ويقدم نظرة ثاقبة على التحديات التي تواجه الحرب البحرية خلال الحرب العالمية الثانية.
خاتمة
كانت شتير طرادًا مساعدًا ألمانيًا لعب دورًا مهمًا في الحرب العالمية الثانية. تم تحويلها من سفينة شحن مدنية، وكانت مسلحة بأسلحة مخفية، وكانت مهمتها هي مهاجمة السفن التجارية المتحالفة. أغرقت شتير أو استولت على العديد من السفن قبل أن يتم تدميرها في معركة ضد سفينة الشحن المسلحة الأمريكية يو إس إس ليبرتي. على الرغم من نجاحها، إلا أن الطرادات المساعدة الألمانية لم تتمكن من تغيير مسار الحرب.