سيرة نيد كيلي
وُلد إدوارد “نيد” كيلي في عام 1854 في بيتشورث، فيكتوريا، أستراليا. كان الابن الثالث من بين ثمانية أطفال لـ جون كيلي وإيلين كيلي (ني ماكولي). كان جون كيلي، والد نيد، رجلاً أيرلنديًا مُرحّلًا، وقد تُوفي عندما كان نيد في الثانية عشرة من عمره. تركت وفاة الأب العائلة في وضع مالي صعب، الأمر الذي أدى بنيد إلى الدخول في صراع مع القانون في سن مبكرة.
بدأت مسيرة نيد الإجرامية في سن المراهقة، حيث تورط في عدة جرائم صغيرة، بما في ذلك سرقة الخيول والاعتداء. أدت هذه الأنشطة إلى احتجازه عدة مرات من قبل الشرطة. في عام 1878، اتُهم نيد بمحاولة قتل ضابط شرطة، وهو ما أنكره بشدة، لكنه هرب إلى الجبال مع شقيقه دان وأصدقائه جو بيرن وستيف هارت. شكل هؤلاء الرجال عصابة عرفت باسم “عصابة كيلي”، وبدأت في سلسلة من العمليات الإجرامية التي استمرت لمدة عامين.
أعمال العصابة
اشتهرت عصابة كيلي بسلسلة من عمليات السطو على البنوك في فيكتوريا، حيث كانوا يسرقون الأموال ويوزعون جزءًا منها على الفقراء، مما أكسبهم شعبية بين بعض السكان. كان أسلوبهم في السرقة يتسم بالجرأة والابتكار، وغالبًا ما كانوا يرتدون دروعًا مصنوعة من ألواح معدنية لجعلهم محصنين من الرصاص. كان لديهم أيضًا حس فكاهي، فقد كانوا يتركون رسائل ساخرة للشرطة.
في عام 1880، حدثت المواجهة الأكثر شهرة للعصابة في غلينروان. حاصرت الشرطة العصابة في نزل، وأجبرت العصابة على الخروج للقتال. خلال هذه المواجهة، ارتدى أفراد العصابة الدروع الفولاذية التي اشتهروا بها، لكنهم تعرضوا لإطلاق نار كثيف من الشرطة. قُتل كل من جو بيرن وستيف هارت، بينما تمكن نيد كيلي ودان كيلي من الفرار. لكن في النهاية، تم القبض على نيد كيلي بعد إصابته.
المحاكمة والإعدام
بعد القبض عليه، حوكم نيد كيلي بتهمة قتل ضابط شرطة. على الرغم من دفاعه عن نفسه بشجاعة وإصراره على أنه كان يدافع عن نفسه وعن عصابته، فقد أُدين في نهاية المطاف وحُكم عليه بالإعدام. أُعدم نيد كيلي شنقاً في سجن ملبورن في 11 نوفمبر 1880. كان عمره 25 عامًا فقط.
أصبح نيد كيلي شخصية أسطورية في أستراليا، حيث يمثل رمزًا للمقاومة ضد الظلم والتمرد على السلطة. على الرغم من أن أفعاله كانت إجرامية، إلا أنه لا يزال يعتبر بطلاً شعبيًا من قبل الكثيرين. ألهمت قصته العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والكتب والأغاني.
الإرث والتأثير
ترك نيد كيلي إرثًا دائمًا في الثقافة الأسترالية. أصبح رمزا للتمرد والعدالة الاجتماعية، وألهمت قصته العديد من الأعمال الفنية. في الأدب، ظهر كيلي في العديد من الروايات والشعر. في السينما والتلفزيون، تم تصويره في أفلام ومسلسلات مختلفة، بما في ذلك فيلم “The Story of the Kelly Gang” (1906)، وهو أول فيلم روائي طويل في العالم. كما أثر كيلي على الفنون البصرية، حيث ظهرت صورته في اللوحات والرسومات والمنحوتات.
أصبحت دروعه الفولاذية التي ارتداها في معركة غلينروان رمزًا أيقونيًا. تظهر الدروع في المتاحف وعروض المعارض، وتعتبر من أهم القطع الأثرية التاريخية في أستراليا. بالإضافة إلى ذلك، أثرت قصة كيلي على النقاشات حول العدالة الاجتماعية والظلم في أستراليا. لا يزال الكثيرون يعتبرونه بطلاً، بينما يراه آخرون مجرمًا خطيرًا.
الأحداث الأخرى ذات الصلة
بالإضافة إلى نيد كيلي الخارج عن القانون، قد يشير المصطلح “نيد كيلي” إلى أشياء أخرى، منها:
- أفلام: ظهر نيد كيلي في العديد من الأفلام السينمائية، بما في ذلك فيلم “Ned Kelly” (1970) من بطولة ميك جاغر، وفيلم “Ned Kelly” (2003) من بطولة هيث ليدجر.
- كتب: هناك العديد من الكتب التي تتناول قصة نيد كيلي، بما في ذلك كتاب “True History of the Kelly Gang” لبيتر كاري، الذي فاز بجائزة بوكر الأدبية.
- أغانٍ: ألهم نيد كيلي العديد من الأغاني، بما في ذلك أغنية “The Wild Colonial Boy”، وهي أغنية شعبية أسترالية.
- أماكن: توجد العديد من الأماكن في أستراليا تحمل اسم نيد كيلي أو مرتبطة به، مثل متحف نيد كيلي في بيتشورث، فيكتوريا.
خاتمة
نيد كيلي هو شخصية أسترالية أسطورية، اشتهر بأعماله الإجرامية وتمرده على السلطة. على الرغم من إعدامه، فقد ترك إرثًا دائمًا في الثقافة الأسترالية، وألهم العديد من الأعمال الفنية. بالإضافة إلى ذلك، قد يشير مصطلح “نيد كيلي” إلى أعمال أخرى ذات صلة بشخصيته، مما يجعل من الضروري توضيح المعنى المقصود عند استخدام هذا الاسم.
المراجع
- المتحف الوطني لأستراليا: درع نيد كيلي
- موسوعة بريتانيكا: نيد كيلي
- المتحف الأسترالي للحرب: نيد كيلي
- تاريخ.كوم: إعدام نيد كيلي
“`