نشأته وبداياته
وُلد جوزيف ماريلو في بلدة تورينو بإيطاليا. نشأ في عائلة متواضعة، وكان والده يعمل في مجال النجارة. منذ صغره، أظهر جوزيف ميلًا كبيرًا للحياة الدينية. التحق بمعهد ديني في سن مبكرة، حيث تلقى تعليمًا كاثوليكيًا قويًا. خلال دراسته، برز تفوقه الأكاديمي وتقواه الدينية، مما جعله يحظى بتقدير كبير من قبل معلميه وزملائه.
في عام 1867، رُسم جوزيف كاهنًا. بدأ خدمته في أبرشية أستي، حيث عمل على خدمة الفقراء والمرضى. كان معروفًا بتواضعه ولطفه، وتفانيه في مساعدة المحتاجين. كان يكرس وقته وجهده لزيارة المرضى في المستشفيات، وتقديم الدعم الروحي والمالي للعائلات الفقيرة. كان يرى في هؤلاء الأشخاص صورة المسيح، وكان يسعى جاهدًا لخدمتهم بأفضل ما لديه.
تأسيس جمعية القديس يوسف
أدرك جوزيف ماريلو الحاجة إلى وجود جماعة دينية قادرة على العمل بفعالية في خدمة الفقراء والمحتاجين، ونشر الإيمان الكاثوليكي في جميع أنحاء العالم. لذلك، قرر تأسيس جمعية دينية جديدة. في عام 1878، أسس جمعية القديس يوسف في أستي. كان الهدف الرئيسي للجمعية هو خدمة الفقراء والمرضى، وتوفير التعليم الديني للأطفال والشباب، ونشر الإيمان الكاثوليكي من خلال التبشير والعمل الرعوي.
بدأت الجمعية الصغيرة في النمو بسرعة، وانضم إليها العديد من الكهنة والرهبان. افتتحت الجمعية العديد من المدارس والمستشفيات ودور الأيتام في إيطاليا وخارجها. كان أعضاء الجمعية يعملون بتفانٍ كبير، وكانوا معروفين بتواضعهم ولطفهم، وتفانيهم في خدمة الآخرين. كان جوزيف ماريلو هو القائد الروحي للجمعية، وكان يرشدهم ويشجعهم على مواصلة العمل الصالح.
خدمته الأسقفية
في عام 1889، عُين جوزيف ماريلو أسقفًا لأبرشية أستي. كان هذا التعيين اعترافًا بإنجازاته وتفانيه في خدمة الكنيسة. كرّس نفسه لخدمة شعبه، وكان يحرص على زيارة جميع الرعايا والقرى التابعة لأبرشيته. كان معروفًا ببساطته وتواضعه، وكان قريبًا من شعبه، ويستمع إلى مشاكلهم واحتياجاتهم. عمل بجد لتحسين التعليم والرعاية الصحية في أبرشيته، وقام ببناء العديد من المدارس والمستشفيات.
خلال فترة أسقفيته، واصل جوزيف ماريلو قيادة جمعية القديس يوسف، ووسع نطاق عملها. أرسلت الجمعية مرسلين إلى بلدان مختلفة في جميع أنحاء العالم، لنشر الإيمان الكاثوليكي. كان جوزيف ماريلو يؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية التبشير، وكان يشجع أعضاء الجمعية على العمل بجد لنشر رسالة الإنجيل.
وفاته وتكريمه
توفي جوزيف ماريلو في 30 مايو 1895، عن عمر يناهز 50 عامًا. حزن على وفاته الكثيرون، فقد كان محبوبًا من قبل شعبه وزملائه. بعد وفاته، استمرت جمعية القديس يوسف في النمو والازدهار، وأصبحت قوة مؤثرة في الكنيسة الكاثوليكية.
بدأت عملية تطويب جوزيف ماريلو في عام 1948. في عام 1993، أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني مكرّمًا. وفي عام 2001، أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني قديسًا. يُحتفل بعيد القديس جوزيف ماريلو في 30 مايو من كل عام.
يُعتبر القديس جوزيف ماريلو نموذجًا يحتذى به في التفاني في خدمة الآخرين، والفقراء والمرضى على وجه الخصوص. كان مثالًا للتواضع والرحمة والإيمان. ترك إرثًا دائمًا في الكنيسة الكاثوليكية، ولا يزال عمله يلهم الكثيرين حتى يومنا هذا.
إرثه وتأثيره
ترك القديس جوزيف ماريلو إرثًا كبيرًا من العمل الصالح والتفاني في خدمة الآخرين. جمعية القديس يوسف، التي أسسها، لا تزال تنشط في جميع أنحاء العالم، وتعمل على خدمة الفقراء والمرضى، وتوفير التعليم الديني، ونشر الإيمان الكاثوليكي. يخدم أعضاء الجمعية في العديد من البلدان، ويواصلون العمل الذي بدأه القديس جوزيف ماريلو.
بالإضافة إلى عمله من خلال جمعية القديس يوسف، ألهم القديس جوزيف ماريلو العديد من الأشخاص الآخرين للعمل من أجل الخير. كان مثالًا للتواضع والرحمة والإيمان، وكان معروفًا بحبه للآخرين. ألهمت حياته العديد من الأشخاص لاتباع طريق المسيح، وتقديم العون للمحتاجين.
لا يزال إرث القديس جوزيف ماريلو حيًا في قلوب الكثيرين. يُعتبر قديسًا مهمًا في الكنيسة الكاثوليكية، ويتم الاحتفال بعيده في 30 مايو من كل عام. تخلد ذكراه في العديد من الكنائس والمدارس والمستشفيات في جميع أنحاء العالم. يمثل القديس جوزيف ماريلو مثالًا حيًا على قوة الإيمان والعمل الصالح، ويدعو الجميع إلى خدمة الآخرين، وخاصة الفقراء والمرضى.
تأثيره على جمعية القديس يوسف
كان للقديس جوزيف ماريلو تأثير كبير على جمعية القديس يوسف. لقد وضع أسس الجمعية، وأعطاها رؤية واضحة للعمل الذي يجب أن تقوم به. كما أنه ألهم أعضاء الجمعية للعمل بتفانٍ كبير، ولخدمة الآخرين بأفضل ما لديهم. بفضله، أصبحت الجمعية قوة مؤثرة في الكنيسة الكاثوليكية، ولها تأثير كبير على حياة الكثيرين.
لا تزال جمعية القديس يوسف تعمل وفقًا للمبادئ التي وضعها القديس جوزيف ماريلو. إنها ملتزمة بخدمة الفقراء والمرضى، وتوفير التعليم الديني، ونشر الإيمان الكاثوليكي. أعضاء الجمعية يعملون في العديد من البلدان، ويواصلون العمل الذي بدأه القديس جوزيف ماريلو. إنهم يمثلون مثالًا حيًا على قوة الإيمان والعمل الصالح.
أهمية حياته كقدّيس
تعتبر حياة القديس جوزيف ماريلو ذات أهمية كبيرة في الكنيسة الكاثوليكية. إنه يمثل نموذجًا يحتذى به في التفاني في خدمة الآخرين، والفقراء والمرضى على وجه الخصوص. كان مثالًا للتواضع والرحمة والإيمان، وألهم الكثيرين لاتباع طريق المسيح. يعلّم القديس جوزيف ماريلو المؤمنين بأهمية العطاء والعمل الصالح، وأهمية مساعدة المحتاجين.
تذكّر الكنيسة الكاثوليكية القديس جوزيف ماريلو في عيد قديسيه في 30 مايو من كل عام. خلال هذه الفترة، يحتفل المؤمنون بحياته وإنجازاته، ويصلون من أجل شفاعته. يلهم القديس جوزيف ماريلو المؤمنين للعمل على تعزيز قيم الإنجيل في حياتهم، وخدمة الآخرين بأفضل ما لديهم.
خاتمة
كان جوزيف ماريلو شخصية دينية بارزة في إيطاليا خلال القرن التاسع عشر. أسس جمعية القديس يوسف، التي قامت بدور كبير في خدمة الفقراء والمرضى، ونشر الإيمان الكاثوليكي. أصبح أسقفًا لأبرشية أستي، وعمل بجد لخدمة شعبه. أُعلِن قديسًا عام 2001، ويُعتبر مثالًا للتفاني والتواضع والإيمان. لا يزال إرثه حيًا، ويلهم الكثيرين للعمل من أجل الخير.
المراجع
- The Vatican – Saint Joseph Marello
- Oblates of St. Joseph – Saint Joseph Marello
- Catholic.org – St. Joseph Marello
- Encyclopaedia Britannica – Joseph Marello
“`