مقدمة
كان فرديناند هارتزنبرغ (8 يناير 1936 – 12 مارس 2021) سياسيًا من جنوب إفريقيا والقائد الثاني والأخير لحزب المحافظين. لعب دورًا بارزًا في السياسة الجنوب أفريقية خلال حقبة الفصل العنصري وما بعدها، وكان شخصية رئيسية في الحركة الأفريقانية.
نشأته وتعليمه
ولد فرديناند هارتزنبرغ في بلدة بوتشيستروم بجنوب إفريقيا. تلقى تعليمه في جامعة بريتوريا، حيث درس الزراعة وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي. كانت خلفيته الأكاديمية في الزراعة والاقتصاد لها تأثير كبير على آرائه السياسية ومواقفه اللاحقة.
دخوله عالم السياسة
بدأ هارتزنبرغ مسيرته السياسية في الستينيات، حيث انضم إلى الحزب الوطني، الذي كان الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري. سرعان ما صعد في الرتب وأصبح عضوًا في البرلمان عن دائرة ليختنبورغ الانتخابية في عام 1970. خلال فترة وجوده في البرلمان، اكتسب هارتزنبرغ سمعة بأنه مدافع قوي عن مصالح المزارعين الأفريقان، وعارض بشدة أي تغييرات في سياسات الفصل العنصري.
دوره في الحزب الوطني
بصفته عضوًا في الحزب الوطني، شغل هارتزنبرغ العديد من المناصب الوزارية الهامة، بما في ذلك وزير التعليم ووزير الإدارة والتنمية. خلال فترة توليه منصب وزير التعليم، كان مسؤولاً عن تنفيذ سياسات الفصل العنصري في المدارس والجامعات. كان يعتقد اعتقادًا راسخًا في الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية للأفريقان، وعارض أي محاولات لدمج المدارس أو السماح للطلاب السود بالالتحاق بالمدارس البيضاء.
بصفته وزير الإدارة والتنمية، كان هارتزنبرغ مسؤولاً عن تنفيذ سياسات التنمية الحكومية في المناطق الريفية. سعى إلى تحسين البنية التحتية والخدمات في هذه المناطق، لكنه فعل ذلك بطريقة عززت الفصل العنصري وحافظت على الوضع الراهن.
تأسيس حزب المحافظين
في الثمانينيات، أصبح هارتزنبرغ غير راضٍ بشكل متزايد عن الإصلاحات التي أدخلها رئيس الحزب الوطني آنذاك، ف. و. دي كليرك. اعتقد أن دي كليرك كان يبتعد عن مبادئ الفصل العنصري وكان يمنح الكثير من التنازلات للسكان السود. في عام 1982، انشق هارتزنبرغ مع مجموعة من المحافظين المتشددين لتشكيل حزب المحافظين. كان الحزب ملتزمًا بالحفاظ على الفصل العنصري ومعارضة أي تغييرات في النظام السياسي.
زعامة حزب المحافظين
أصبح هارتزنبرغ زعيمًا لحزب المحافظين، وسرعان ما أصبح قوة رئيسية في السياسة الجنوب أفريقية. اكتسب الحزب دعمًا كبيرًا من الأفريقان البيض الذين شعروا بالتهديد بسبب الإصلاحات التي أدخلها دي كليرك. عارض هارتزنبرغ بشدة مفاوضات دي كليرك مع المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) وزعيمه نيلسون مانديلا. كان يعتقد أن المفاوضات ستؤدي إلى حكم الأغلبية السوداء وانهيار الحضارة البيضاء في جنوب إفريقيا.
تحت قيادة هارتزنبرغ، نظم حزب المحافظين العديد من الاحتجاجات والمظاهرات ضد إصلاحات دي كليرك. كما شارك الحزب في الانتخابات وفاز بعدد من المقاعد في البرلمان. ومع ذلك، لم يكن الحزب قادرًا أبدًا على الحصول على ما يكفي من الدعم لتشكيل حكومة أو منع إصلاحات دي كليرك من المضي قدمًا.
- المعارضة الشديدة للتغيير: عارض هارتزنبرغ بشدة أي تخفيف لسياسات الفصل العنصري وكان يعتقد أن البيض يجب أن يحتفظوا بالسيطرة السياسية والاقتصادية في جنوب إفريقيا.
- الدفاع عن الهوية الأفريقانية: كان هارتزنبرغ مدافعًا قويًا عن الهوية الثقافية واللغوية للأفريقان. اعتقد أنه من الضروري الحفاظ على هذه الهوية من أجل ضمان بقاء البيض في جنوب إفريقيا.
- معارضة المفاوضات مع المؤتمر الوطني الأفريقي: عارض هارتزنبرغ بشدة المفاوضات بين حكومة دي كليرك والمؤتمر الوطني الأفريقي. كان يعتقد أن هذه المفاوضات ستؤدي إلى حكم الأغلبية السوداء وانهيار الحضارة البيضاء.
مفاوضات كوديسا
على الرغم من معارضته الأولية للمفاوضات مع المؤتمر الوطني الأفريقي، وافق هارتزنبرغ في النهاية على المشاركة في اتفاقية جنوب أفريقيا الديمقراطية (CODESA)، وهي سلسلة من المفاوضات المتعددة الأطراف التي تهدف إلى التفاوض على دستور جديد لجنوب إفريقيا. ومع ذلك، انسحب حزب المحافظين من المفاوضات في وقت لاحق بسبب خلافات حول تقاسم السلطة وحماية حقوق الأقليات.
الانتخابات العامة لعام 1994
في الانتخابات العامة لعام 1994، شارك حزب المحافظين في تحالف الجبهة الشعبية الأفريقانية (AVF)، وهو تحالف من الأحزاب اليمينية التي عارضت التحول الديمقراطي. حصل التحالف على نسبة صغيرة فقط من الأصوات، ولم يتمكن هارتزنبرغ من الفوز بمقعد في البرلمان.
تأسيس الجبهة الوطنية
بعد انتخابات عام 1994، أصبح هارتزنبرغ منخرطًا بشكل متزايد في السياسة المتطرفة. أسس الجبهة الوطنية، وهي منظمة سعت إلى إنشاء دولة أفريقانية مستقلة في جنوب إفريقيا. لم تحظ الجبهة الوطنية أبدًا بدعم كبير، وانتهى بها المطاف إلى الحل في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
السنوات اللاحقة ووفاته
بعد حل الجبهة الوطنية، تقاعد هارتزنبرغ من السياسة. توفي في 12 مارس 2021 عن عمر يناهز 85 عامًا.
إرثه
يعتبر إرث فرديناند هارتزنبرغ معقدًا ومثيرًا للجدل. يراه البعض على أنه مدافع عنيد عن مصالح الأفريقان، بينما يراه آخرون على أنه رمز للفصل العنصري والتعصب. بغض النظر عن وجهة نظر المرء، لا يمكن إنكار أن هارتزنبرغ كان شخصية رئيسية في السياسة الجنوب أفريقية خلال حقبة الفصل العنصري وما بعدها.
خاتمة
كان فرديناند هارتزنبرغ شخصية بارزة في السياسة الجنوب أفريقية، لعب دورًا حاسمًا في حقبة الفصل العنصري وما بعدها. بصفته زعيمًا لحزب المحافظين، دافع بشدة عن الفصل العنصري وعارض أي تغييرات في النظام السياسي. على الرغم من أنه لم يتمكن من منع التحول الديمقراطي في جنوب إفريقيا، إلا أنه ترك بصمة دائمة على المشهد السياسي في البلاد.